بكين 9 مايو 2019 /إن الخطوة الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة فيما يخص قضية تايوان يمثل تعديا على سيادة الصين وتدخلا في شؤونها الداخلية، بما يعرض العلاقات الثنائية للخطر.
لقد مرر مجلس النواب الأمريكي يوم الثلاثاء " قانون تأمين تايوان لعام 2019" الذي " يجدد تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه تايوان وتجاه قانون علاقات تايوان" - الأمر الذي يمثل انتهاكا صارخا لمبدأ صين واحدة ولروح البيانات الصينية - الأمريكية الثلاثة المشتركة.
وبحسب البيان الصيني - الأمريكي المشترك الذي صدر في نوفمبر 2009، أكد الجانبان مجددا أن المبدأ الأساسي المتمثل في احترام كل بلد لسيادة البلد الآخر ووحدة أراضيه هو جوهر البيانات المشتركة الثلاث بين الصين والولايات المتحدة ، التي تعد موجها للعلاقات الصينية - الأمريكية. ولا يجب أن يدعم أي من الجانبين أي محاولات تقوم بها أي قوة لتقويض هذا المبدأ.
والخطوة الأخيرة التي قام بها الكونجرس الأمريكي تعد خيانة للمبادئ والالتزامات الأساسية المنصوص عليها في القانون الدولي. ولكي يتحلى بلد ما بالمسؤولية على الساحة الدولية، عليه أن يفي بوعوده. لقد قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس ذات مرة " لا أدري كيف ينسجم الرجال مع بعضهم البعض دون حسن النوايا."
إن قضية تايوان كانت دائما أكثر القضايا خطورة وحساسية فيما يخص العلاقات الصينية - الأمريكية، ومبدأ صين واحدة يمثل الأساس السياسي للعلاقات الثنائية. وإذا ما مضت الولايات المتحدة في ارتكاب تلك الأفعال المتهورة بحق القضايا المتعلقة بتايوان، فإنها سوف تضر بالثقة السياسية المشتركة بين الجانبين، وتسبب إضرارا بالعلاقات الثنائية لا يمكن إصلاح آثاره.
إن قضية تايوان تتعلق أيضا بمصالح الصين الأساسية وسيادتها وأمنها، والرابطة الوطنية لكافة أبناء الشعب الصيني. وفي مواجهة هذا التدخل الخارجي في القضية، فإن الحكومة الصينية والشعب الصيني لن يقفا موقف المتفرج ويدعا الأمور تخرج عن نطاق السيطرة.
وفي الوقت الراهن تخطئ بعض الفئات في الولايات المتحدة تقدير الاتجاه الذي يجب أن يسير فيه البلدان في المستقبل، وتصدر عنهم سلسلة من التصريحات والأفعال غير المسؤولة.
إن الصين والولايات المتحدة سوف تجنيان المكاسب من التعاون وسوف تخسران جراء المواجهة. وتحتاج الولايات المتحدة إلى الالتزام بمبدأ صين واحدة وبالبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ويتعين عليها حماية العلاقات الثنائية بأن تجعل التنسيق والتعاون والاستقرار هي السمات المميزة لتلك العلاقات.
وباستغلال القضايا المتعلقة بتايوان كورقة مساومة، فإن الولايات المتحدة تحاول احتواء الصين من أجل أغراض تخدم مصالحها. لكن هذا مسار خاطئ، وإذا ما مضى الجانب الأمريكي في هذا الاتجاه، فإن الصين سوف ترد ردودا قوية.