مقالة : مصر تسعى إلى تعزيز قطاع السياحة مستغلة تعدد الاكتشافات الأثرية

القاهرة 28 أبريل 2019 /مع تكرار الاكتشافات الأثرية في العديد من المحافظات المصرية هذا العام، تتعاون وزارتا السياحة والآثار بشكل مستمر في تنظيم الاحتفاليات للإعلان عن هذه الاكتشافات، كجزء من خطة لتعزيز قطاع السياحة الذي بدأ في التعافى حاليا بعد سنوات من الركود.

وتتعاون الوزارتان في دعوة وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية الاكتشافات الأثرية، ودعوة العديد من الدبلوماسيين الأجانب لمشاهدتها، باعتبارهم سفراء يمكنهم توصيل رسالة إلى بلادهم والعالم حول الأمن في مصر والآثار الفريدة التي تمتلكها.

وفي 18 أبريل الجاري، الذي وافق يوم التراث العالمي، احتفلت وزارتا الآثار والسياحة المصريتين بالحدث الدولي بالإعلان عن اكتشاف مقبرة صخرية كبيرة عمرها حوالي 3500 عام بالبر الغربي لنهر النيل بالقرب من وادي الملوك في محافظة الأقصر بصعيد مصر.

وقالت وزيرة السياحة رانيا المشاط في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن هذه الاكتشافات المتنوعة، إلى جانب المعارض المختلفة للآثار المصرية في الخارج، تجذب المزيد من السياح إلى مصر".

وأضافت المشاط، "نحن نتعاون مع وزارة الآثار، ونحاول أن نقول للعالم بأسره إن محافظات مصر المختلفة لا تتوقف عن إثارة إعجابنا باكتشافات أثرية جديدة باستمرار".

بينما اصطحب وزير الآثار خالد العناني في ذات اليوم دبلوماسيين ومراسلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، لزيارة مقبرة نفرتاري الفريدة ذات النقوش الفرعونية الزاهية، والتي تنتمي إلى زوجة الفرعون الأسطوري رمسيس الثاني.

وفي مساء ذات اليوم في معبد الأقصر بالبر الشرقي، أقيمت احتفالية لإزاحة الستار عن تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ وزنه 60 طنًا وطوله 12 مترًا وذلك بعد ترميمه وإعادة تنصيبه ليقف بجوار خمسة تماثيل أخرى في واجهة المعبد.

وفي اليوم التالي تم افتتاح معبد الأوبت، أحد معابد الكرنك بالبر الشرقي بالأقصر، لأول مرة للجمهور بعد ثمانية أشهر من الترميم.

وصرح وزير الاثار المصري خالد العناني لـ ((شينخوا)) إن "موسم الحفائر الأثرية نشط للغاية هذا العام حيث حققنا العديد من الاكتشافات الأثرية خلال الأسابيع القليلة الماضية"، مشيرا إلى أن مثل هذه الاكتشافات "تعزز السياحة الثقافية فى مصر".

وجاءت الأنشطة الأثرية بالأقصر بعد أيام قليلة من افتتاح وزارة الآثار لمقبرة "خوي" التي تم اكتشافها مؤخرا بجبانة سقارة بالقرب من أهرامات الجيزة، والتي تنتمي إلى أحد النبلاء ويعود تاريخها إلى نهاية الأسرة الخامسة، أي منذ حوالي 4500 عام.

وفي فبراير الماضي، أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف مقبرة تضم أكثر من 50 مومياء في حالة جيدة من التحنيط، وذلك بمنطقة تونا الجبل بالظهير الصحراوي لمحافظة المنيا جنوب القاهرة.

وقالت المشاط، التي حضرت أيضا الإعلان عن الكشف الأثري بالمنيا، إن الاكتشافات الأثرية المتنامية في مصر تجذب المزيد من الأجانب لزيارة البلاد، وأشارت إلى أن "السياحة الثقافية آخذة في الانخفاض في جميع أنحاء العالم لكنها في تزايد مستمر في مصر".

وتعد السياحة أحد مصادر مصر الرئيسية للدخل القومي والعملات الأجنبية، إلى جانب الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج وإيرادات قناة السويس.

وجلبت إيرادات السياحة لمصر حوالي 13 مليار دولار في عام 2010، حيث زار مصر حوالي 14.7 مليون سائح البلاد ذلك العام، وبدأ قطاع السياحة مؤخرا في التعافي بعد الركود الذي أصابه خلال السنوات الماضية بسبب الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية التي نتجت عن الإطاحة برئيسين في عامي 2011 و2013.

وتتزامن أعمال الحفائر الأثرية المستمرة في مصر مع إنشاء المتحف المصري الكبير الذي يقام حاليًا على مساحة 117 فدانا على بعد كيلو مترين فقط من أهرامات الجيزة.

ومن المخطط أن يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية منها حوالي 3500 قطعة تنتمي إلى الفرعون الشهير توت عنخ آمون، ويتوقع أن يكون المتحف الأول في الشرق الأوسط وأحد أكبر المتاحف في العالم.

كما يتوقع أن يعزز المتحف قطاع السياحة في مصر وأن يصبح وجهة رئيسية لعلماء المصريات والآثار من مختلف أنحاء العالم.

وقالت وزيرة السياحة في الأقصر مؤخرا، "لدينا اكتشافات أثرية متزايدة في جميع المحافظات المصرية، وأكبر هدية سوف تقدمها مصر للعالم هي افتتاح المتحف المصري الكبير بنهاية عام 2020".