الكويت 24 أبريل 2019 / ذكر السفير الصيني لدى الكويت لي مينغ قانغ أن الصين والكويت تعملان على البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" خلال السنوات الأخيرة ما قاد التعاون الثنائي بين البلدين إلى المسار السريع.
وقال السفير الصيني في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن الكويت كانت أول دول الخليج العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وكانت أيضا أول الدول التي وقعت على وثيقة التعاون المتعلقة بمبادرة "الحزام والطريق" مع الصين.
وأضاف أن الجانب الكويتي قرر إدراج "رؤية الكويت 2035" الرامية لتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي إقليمي وعالمي إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، الأمر الذي سيساهم في المزيد من التعاون الصيني - الكويتي في العصر الجديد.
وأشار لي إلى أن الجانب الكويتي يعترف بشدة بالمبادرة ويستجيب لها بنشاط، ويعتقد أن هذه المبادرة متوافقة للغاية مع "رؤية الكويت 2035" ، وقرر تعميق التعاون الثنائي في إطارها من خلال مشروع "مدينة الحرير والجزر" في الشمال.
وقد أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح مرارا، أن "الصين تعد شريكا استراتيجيا في تطوير المشروع".
وأعرب السفير لي عن استعداد الجانب الصيني لتقديم تجاربه وخبراته الغنية في بناء المناطق الاقتصادية ومناطق التجارة الحرة للجانب الكويتي إسهاما في التخطيط والبناء والتشغيل لمشروع مدينة "الحرير والجزر الشمالية"، ومساعدة الشعب الكويتي بالحكمة الصينية في تحقيق سعيهم لحياة أفضل.
وفي يوليو العام الماضي، اتفقت الصين والكويت على إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين من أجل ضخ قوة دفع جديدة فى العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة فى العصر الجديد.
وقال السفير لي مينغ قانغ إن هذا يعكس الإمكانات الكبيرة والإرادة القوية للبلدين في تعزيز التعاون، ويتوافق مع المصالح المتبادلة للشعبين، وسيوجه ويضمن تطوير العلاقات الثنائية على مستوى أعلى ويقود البلدين إلى تحقيق المزيد من النتائج من خلال التعاون الثنائي في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
وأشار السفير إلى أنه يمكن للجانبين استخدام التكامل بعضهما للبعض لتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، وفي الوقت الحالي، تتمثل أولويات الأهداف التي ترغب في تحقيقها الكويت من مجال التنمية الاقتصادية في تطوير الصناعات غير النفطية، ودفع إعادة الهيكلة الصناعية، وتحقيق التعددية الاقتصادية، حيث أن الصين تمتلك العديد من الطاقة الإنتاجية عالية الجودة والتكنولوجيا الناضجة التي يمكن توفيرها للكويت لمساعدتها على المضي قدما في عملية التصنيع.
وشدد لي على أن التواصل بين قلوب الشعبين هو أحد الأسس الثابتة للعلاقات بين البلدين وتعمل الحكومتان بنشاط في قضايا تسهيل إصدار التأشيرات من أجل تبادل الأفراد بين الجانبين، قائلا "نأمل أن يتمكن الأصدقاء الكويتيون، من خلال هذه الجهود المبذولة، من إدراك الصين وفهمها حقا للصين، بحيث يمكن للجميع أن يصبحوا شهودا ومشاركين ومستفيدين من التعاون الودي بين الصين والكويت.
ولفت إلى أنه حتى نهاية عام 2018 ، بلغ عدد مشاريع المقاولات الهندسية التي تنفذها الشركات الصينية في الكويت 120 مشروعا وبقيمة 21.565 مليار دولار أمريكي، وتغطي العديد من المجالات مثل النفط، وبناء البنية التحتية والاتصالات، ما أظهر القوة الصينية الاستثنائية في مجال البناء التي أسهمت في عملية تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وأعرب عن ثقته في تحقيق المزيد من الفوائد الملموسة للدول على طول مبادرة "الحزام والطريق"مع عقد منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، مؤكدا أنه سيتحقق أيضا تقدم أكبر في التعاون العملي بين الصين والكويت في مختلف المجالات في إطار البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وسترفع الشراكة الاستراتيجية بينهما إلى مستوى جديد.