بكين 24 إبريل 2019 / الصور الباهتة في ألبومات تولانباي كوربانوف هي كنزه الثمين.
وغالبا ما يستذكر خلال تصفحه لها مع ابنتيه قصص طفولته في أنديجان -- بلدته على الطرف الجنوبي الشرقي من وادي فرغانة بالقرب من حدود أوزبكستان مع قيرغيزستان.
وتدرك كل من زارينغيز، 7 أعوام، وميهرانغيز، 3 أعوام، اللتين تعيشان الآن مع كوربانوف في العاصمة طشقند، جيدا الابتسامة التي ترتسم على محيا والدهما حينما ينغمس في تبجيل الصور القديمة. لكنهما لم تزورا بعد أنديجان شخصيا.
-- أسهل طريقة للمنزل
وصف كوربانوف بلدته بأنها "أرض عجائب" مع جبال خصيبة وهواء نقي وفواكه لذيذة وموارد معدنية غنية.
ومع ذلك، فإن الجبال الصخرية منعت الاتصال بين أنديجان، واحدة من أقدم المدن في وادي فرغانة، والعالم الخارجي.
وفي كل مرة عاد فيها كوربانوف إلى أنديجان، كان يضطر لسلوك طريق التفافي عبر طاجيكستان، مما كان يستغرق منه عادة يوما كاملا بسبب الإجراءات الزائدة خلال خضوعه لعمليتي تفتيش أمني.
وخططت بعض الدول الغربية في البداية لمساعدة أوزبكستان في بناء نفق عبر جبال كوراما في تسعينيات القرن الماضي. بيد أن المشاهدات الميدانية أربكت جميع الشركات الهندسية.
بغية تجنيب طفلتيه عناء رحلة مرهقة، لم يصحبهما كوربانوف قط إلى أنديجان. لكن لن يكون الأمر كذلك بعد الآن.
في عام 2016، تم وضع نفق قامشيق، الذي يبلغ طوله 19.2 كم، في الخدمة بعد ثلاث سنوات من البناء، وذلك بفضل الجهود المشتركة من قبل عمال مجموعة الصين لأنفاق السكك الحديدية ومؤسسة السكك الحديدية الأوزبكية.
ويمر النفق، الأطول من نوعه في آسيا الوسطى، عبر سبعة صدوع جيولوجية. وهو جزء من خط أنغرين-باب للسكك الحديدية، الذي يبلغ طوله 169 كيلومترا، ويربط طشقند بشرق أوزبكستان.
وقال كوربانوف إن الأمر يستغرق الآن حوالي 15 دقيقة فقط لعبور جبال كوراما بالقطار، وقد تقلص زمن الرحلة بين طشقند وأنديجان إلى حوالي ست ساعات.
ومن شأن التنقل الأسهل أن يتيح لزارينغيز وميهرانغيز فهم ابتسامة والدهما وكذلك جمال وادي فرغانة بشكل أفضل.
وقال الرئيس الصيني الزائر، شي جين بينغ، عند حضوره حفل افتتاح النفق في عام 2016، إنه "إنجاز كبير لمبادرة الحزام والطريق التي تدفعها الصين وأوزبكستان معا، وأيضا حلقة جديدة من الصداقة والتعاون تربط بين شعبي البلدين".
وأشار سكان محليون في أنديجان إلى أن النفق عزز التجارة أيضا، حيث بات في الإمكان توصيل الفاكهة الطازجة إلى خارج الوادي بشكل أسرع.
وتتضمن مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، لتعزيز النمو المشترك والمنافع المتقاسمة، تطوير البنية التحتية وتيسير التجارة والاستثمار والتبادلات الشعبية، التي تهدف إلى تحسين الربط على نطاق عابر للقارات.
-- الطاقة الخضراء الفائقة
الوضع في أنابو بولاية بارا، موطن محمية غابات الأمازون المطيرة الواسعة في شمال البرازيل، على وشك أن يتغير، أيضا.
وقال مارسيلو بيليت، وهو فني بيئي برازيلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "هذه المنطقة معروفة بأنها فقيرة للغاية ومعوزة للغاية".
ولفت إلى أنه مع وصول العمال الصينيين ومشاريعهم للطاقة في عام 2016، تحسنت حياة السكان المحليين تدريجيا، مضيفا أن الأهم من ذلك، هو إنهم سعوا إلى ترك أثر أصغر على الحياة الإيكولوجية.
عندما قامت شركة "ستيت غريد برازيل" القابضة الصينية ببناء خط كهرباء عالي الجهد في المنطقة، فإن أبراج النقل، التي تم نصبها بطول 105 أمتار، كانت أعلى بمعدل 25 مترا على الأقل في المتوسط من تلك الاعتيادية.
وقال يانغ قوانغ ليانغ، مساعد مدير خطوط النقل في المشروع، إن "هذا الجهد زاد بشكل كبير من تكلفة المشروع، لكن الأمر يستحق عناء حماية الرئة الخضراء للأرض، غابة الأمازون".
وأشار يانغ إلى أن المشروع شهد أيضا بعض التعديلات خلال تنفيذه، بعدما تم العثور على العديد من المواقع الأثرية في مسار العمل، مضيفا أنهم قاموا أيضا بالالتفاف لتجنب منطقة تتواجد فيها الببغاوات بشكل نشط.
وقال وليام باولو سانتوس، البالغ من العمر 13 عاما، إن "الأعمام الصينيين يساعدوننا في بناء البنية التحتية. هم لا يساعدون فقط السكان المحليين، بل يحمون أيضا الحيوانات والنباتات والغابات المطيرة في ولايتنا بارا".
وأضاف، مع ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه، "لقد أصبحت صديقا حميما لهم".
إلى جانب توفير الطاقة النظيفة، أوجد مشروع الطاقة أيضا 16 ألف وظيفة محلية، وعزز صناعة المعدات الكهربائية في البرازيل، وساعد في شق ما يقرب من 2000 كم من الطرق السريعة وبناء 350 جسرا.
-- نبضات قلب أكثر انتظاما
لطالما حلم بلال شفيق في قرية هارون خيل في ولاية خوست جنوب شرق أفغانستان بلعب كرة القدم مع أصدقائه. لكن تم تشخيص إصابته بمرض قلب خلقي في عام 2016 عندما كان في السادسة من العمر.
قيل لوالد بلال بأن العملية ستكلف حوالي 9 آلاف دولار أمريكي - وهو مبلغ ضخم لعائلة كعائلته.
ومُنحت العائلة العاجزة بصيصا من الأمل عندما وصل فريق طبي صيني إلى كابول في أغسطس عام 2017 للبحث عن أطفال أفغان مرضى يعانون من أمراض القلب الخلقية للعلاج مجانا في المستقبل في الصين.
وكانت المساعدة جزءا من برنامج للمساعدات الإنسانية تنظمه جمعية الصليب الأحمر الصيني تحت مسمى "رحلة الملائكة -- حملة الحزام والطريق للإنقاذ الإنساني في أفغانستان للأطفال ذوي الأمراض الخطيرة".
وأفادت ليو جينغ جينغ، مديرة البرنامج، أن البرنامج يستهدف الأطفال الأفغان الذين تتراوح أعمارهم بين الولادة و14 عاما، والذين يعانون من أمراض القلب الخلقية، ويعتزم توفير عمليات جراحية مجانية لـ 100 طفل مريض في الصين.
وكان بلال محظوظا بما فيه الكفاية ليتم تضمينه في البرنامج، وأكثر حظا لخضوعه لعملية جراحية تكللت بنجاح كبير في سبتمبر عام 2017 في أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم شمال غرب الصين.
وقالت ليو عن بلال، وهو صبي يمتلك عينين عسليتين واسعتين وجفنين غليظين، "إنه يحب الابتسام ويبتسم لكل شخص يلتقي به. كما يحب التفاعل مع الآخرين، لذلك الجميع يحبه".
وأكملت جمعية الصليب الأحمر الصيني المرحلة الأولى من برنامج المساعدات بحلول نهاية عام 2018. وقد خضع جميع الأطفال الـ 100 لعمليات جراحية ناجحة في الصين ويستعيدون عافيتهم. ويتم الآن تنفيذ المرحلة الثانية لعلاج المزيد من الأطفال الأفغان المرضى.
ولفتت ليو إلى أن بلال جاء لرؤيتهم عندما قام الفريق الطبي بزيارة ثانية إلى كابول. وذكرت أن "أطبائنا أعادوا فحصه ووجدوا أنه في صحة جيدة".
وقال بلال، والبهجة بادية على وجهه، "أتمنى أن أدرس في الصين عندما أكبر وأريد أن أصبح طبيبا في المستقبل".