دوبروفنيك، كرواتيا 12 أبريل 2019 / اقترح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الجمعة) مجموعة من الإجراءات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وقدم لي هذه المقترحات خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الـ8 لقادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا بمدينة دوبروفنيك الكرواتية.
وأشار لي إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بزيارات ناجحة إلى ثلاثة بلدان أوروبية، ما ضخ قوة دافعة جديدة في تعميق تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وهي جزء من العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، تساعد في تدعيم عملية التكامل الأوروبي فضلا عن دعم العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن الدول الأعضاء في الآلية تتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية، كما تتمسك بروح الانفتاح والشمول وتمتثل للقواعد الدولية وقوانين ولوائح الاتحاد الأوروبي، وتحترم المسؤوليات والالتزامات التي تحتاج الدول الأعضاء من الاتحاد الأوروبي من دول وسط وشرق أوروبا الـ16 إلى الوفاء بها.
وأوضح لي أن آلية التعاون تولي أهمية متساوية للتجارة والاستثمار، وتربط التعاون الاقتصادي مع التبادلات الشعبية، وبهذا فالآلية لا تعمل فقط على تعزيز التنمية المشتركة وإنما تساهم أيضا في تيسير التنمية المتوازنة في أوروبا.
وأضاف أن الآلية أصبحت محورا رئيسيا في التعاون الشامل بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وفي معرض إشارته إلى أن اجتماع القادة يتخذ من "بناء جسور جديدة عبر الانفتاح والابتكار والشراكة" عنوانا له، حث لي على زيادة اتساع جسر الانفتاح وزيادة وضوح جسر الابتكار وزيادة صلابة جسر الشراكة.
وعن التنمية المستقبلية للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، حث لي على الدفاع المشترك عن النظام التجاري التعددي والتمسك بالمبادئ الأساسية مثل الانفتاح والشفافية والشمول وعدم التمييز، إلى جانب التمسك باتجاه تحرير التجارة.
وبشأن توسيع حجم التجارة، قال لي إن الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية عالية الجودة من دول وسط وشرق أوروبا، وتيسير إجراءات تصدير هذه المنتجات إلى الصين.
وفي معرض دعوته إلى بذل جهود مشتركة لبناء الحزام والطريق، قال لي إن الصين عازمة على تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية الخاصة بها واستراتيجيات التنمية في دول وسط وشرق أوروبا، والالتزام بمبادئ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة، والاعتماد بشكل أحسن على المزايا التكاملية بين الجانبين، حتى يتسنى تحقيق نتائج مربحة للجميع والرخاء المشترك.
وفي إطار حثه على بذل مزيد من الجهود لتعزيز التعاون الابتكاري، قال لي إن الصين مستعدة للعمل مع الدول الـ16 في إجراء بحوث مشتركة وتوسيع نطاق التبادلات العلمية والتكنولوجية، وإنشاء نقاط نمو جديدة عبر التعاون الابتكاري.
وشدد رئيس مجلس الدولة أيضا على أهمية الحماية المشتركة لبيئة سوق نزيهة وعادلة وغير تمييزية.
كما حث لي على مواصلة الجهود في تعزيز التعاون في مجالي الشركات الصغيرة والمتوسطة وبناء المجمعات الصناعية، مضيفا أن الصين ودول وسط وشرق أوروبا أقامت فعاليات مواءمة عابرة للحدود بين الشركات الصغيرة والمتوسطة وأطلقت موقعا إلكترونيا لآلية التنسيق بين تلك الشركات.
وفي إطار دعوته إلى تعزيز الجهود لإجراء تبادلات شعبية، قال لي إنه يتعين على الصين ودول وسط وشرق أوروبا انتهاز فرصة عام التبادلات التعليمية والشبابية لتعزيز التبادلات والتعاون بين الجامعات والكليات، ودعم الفهم المتبادل والصداقة بين الشباب.
وفي إطار إعلانه أن الصين ستستضيف اجتماع القادة الـ9 2020، قال لي إنه يتطلع إلى حضور قادة دول وسط وشرق أوروبا الاجتماع، واشتراكهم في رسم خطة جديدة للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
من جانبهم، قال قادة دول وسط وشرق أوروبا إنه عقب إطلاق آلية التعاون، شهد الجانبان تحقيق نتائج ملموسة في التعاون البراجماتي بينهما، والتعزيز المستمر للثقة السياسية المتبادلة، والتنامي السريع في حجم التجارة والاستثمار، والتعميق المستمر في التعاون في مجالات التعليم والسياحة والثقافة.
وقالوا إن آلية التعاون واصلت إظهار نشاط وحيوية جديدتين وأصبحت منصة تعاون عابرة للأقاليم تتسم بالانفتاح والشمول والمنافع المتبادلة والنتائج المربحة للأطراف كافة.
وأوضحوا أن الآلية لم تسهم فقط في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز رفاهية الشعب في كل بلد من أعضائها، وإنما ساهمت أيضا بشكل فعال في تعزيز العلاقات الشاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وأكد القادة أن كل الأطراف على استعداد لانتهاز فرصة هذا الاجتماع لتوفير الدعم الكامل لتنفيذ مشروعات التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، وتعزيز الترابط وبناء البنية التحتية والمشاركة بنشاط في البناء المشترك للحزام والطريق ومواصلة توسيع حجم التجارة والحماية المشتركة للتعددية والتجارة الحرة وزيادة التبادلات الشعبية، وتوسيع نطاق التبادلات والتعاون على المستويات المحلية، فضلا عن توسيع التبادلات والتعاون في مجالات السياحة والصحة والرياضة والمؤسسات البحثية.
وعقب الاجتماع، نشرت الصين ودول وسط وشرق أوروبا بشكل مشترك (خطوط دوبروفنيك الإرشادية للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا)، وشهد القادة التوقيع على أكثر من 10 اتفاقيات تعاون.
وقرر الاجتماع قبول اليونان عضوا كاملا في آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وفي وقت لاحق اليوم، عقب اجتماع القادة، التقى لي ورئيس الوزراء الكرواتي اندريه بلينكوفيتش بالصحفيين.
وأشاد القائدان بالتقدم الجديد الذي تحقق في التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، واصفا الاجتماع بأنه فعال وبراجماتي ومثمر وناجح.
وفي حديثه إلى الصحفيين، قال لي إنه في مواجهة الأوضاع الدولية المعقدة الراهنة، يتعين على كل الأطراف العمل معا لحماية التعددية والتجارة الحرة.
وأضاف لي أن آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، بوصفها منصة تعاون عابرة للأقاليم، جزء مهم ومُكمل مفيد للتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي.