تقرير إخباري: مبعوث صيني يدعو إلى جهود دولية لإسكات البنادق في أفريقيا

الأمم المتحدة 27 فبراير 2019 / دعا مبعوث صيني يوم الأربعاء إلى بذل جهود دولية للمساعدة على إسكات البنادق في إفريقيا بحلول عام 2020.

ولفت نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة وو هاي تاو إلى تحسن مطرد في وضع السلام والأمن في قارة أفريقيا مع بدء الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية في تنفيذ أجندة 2063 ومبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020 بقوة في السنوات القليلة الماضية.

غير أنه قال في نفس الوقت إن بعض المناطق في أفريقيا لا تزال في وضع هش في ظل تهديدات أمنية تقليدية تتشابك مع تهديدات أخرى غير تقليدية ووجود بعض القضايا البارزة مثل التوترات العرقية والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والفقر والبطالة واللاجئين.

وأضاف أن آليات الأمن الجماعي الإقليمية في أفريقيا تواجه تحديات نقص التمويل وغيرها من القيود. وهناك تحديدات أيضا تواجه تحقيق هدف إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020.

وفي هذا السياق، دعا وو إلى توثيق التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وتعزيز بناء قدرات أفريقيا في مجالي السلم والأمن، ومواصلة تقديم المساعدة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفريقيا من أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراعات في القارة.

كما يتعين على الأمم المتحدة الاستفادة الكاملة من قوتها وتوفير المزيد من المساعدات لإفريقيا، مضيفا أنه يتعين على المنظمتين العمل معا بشكل أوثق في منع الصراع والوساطة، سعيا نحو تحقيق السلام الدائم، ومن أجل معالجة الأسباب الجذرية للصراعات في إفريقيا.

وأوضح وو خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول "إسكات البنادق" في إفريقيا، أنه يتعين على مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي تعزيز التواصل والتنسيق فيما بينهما.

وأشار وو إلى أن الصين ترحب بتبني مجلس الأمن الدولي اليوم القرار رقم 2457 حول "إسكات البنادق" في إفريقيا، والذي وصفه بأنه يمكن أن يساعد الأمم المتحدة على تقديم مزيد من الدعم لمبادرة الاتحاد الإفريقي، وتوثيق العمل بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في تحقيق مسعاهما المشترك.

ودعا المبعوث الصيني إلى دعم دولي لبناء قدرات إفريقيا في مجالي السلم والأمن.

وقال وو إن افريقيا، التي تحتضن أكبر عدد من الدول النامية،هي قارة ديناميكية تتمتع بأعظم الإمكانيات التنموية في العالم اليوم، مضيفا أن السلام والاستقرار في أفريقيا هما المفتاح إلى الأمن والتنمية في جميع أنحاء العالم.

وقال وو إن عمليات حماية السلم والأمن التي يقودها الاتحاد الإفريقي أصبحت وسائل مهمة للتجاوب مع الأزمات في إفريقيا، وتكمل عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على نحو مهم.

ودعا الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدة فعالة للاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية والمحلية في تعزيز بناء قدراتها في مجال بناء السلام ودعم البلدان الإفريقية في تسوية قضايا القارة عبر نهج إفريقي.

وأكد وو أن الصين تساند الأمم المتحدة في تقديم دعم مالي مستدام ومتوقع لعمليات الاتحاد الإفريقي الخاصة بحماية السلم والأمن، والعمل مع الاتحاد للتغلب على مشكلات التمويل التي تخص عملياته في هذا الصدد.

وطالب وو ببذل جهود دولية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات في أفريقيا عبر تعزيز المساعدة المقدمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة.

وقال إنه يتعين على الشركاء الدوليين زيادة مساهماتهم المقدمة إلى إفريقيا في المجالات ذات الأولوية مثل الزراعة والرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد والتجارة والترابط وغيرها من قطاعات البنية التحتية، إلى جانب تقديم يد العون بنشاط للدول الإفريقية لتحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة.

وطالب وو أيضا ببذل جهود لمساعدة بلدان أفريقيا في الحد من الفقر وتطوير الاقتصاد وتحسين الأحوال المعيشية للشعوب، فضلا عن المساعدة في تعزيز قدرة هذه البلدان على تحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف وو أنه يجب على المجتمع الدولي في الوقت نفسه أن يولي اهتماما كبيرا بقضايا مثل الشباب والمرأة والطفل في القارة إلى جانب قضيتي اللاجئين والتوظيف.

وطالب وو المجتمع الدولي بتوفير المساعدات الإنسانية بما تستلزمه احتياجات الاتحاد الأفريقي والبلدان الإفريقية، موضحا أنه يتعين على الأمم المتحدة توفير المساعدة البناءة عبر الاستفادة الكاملة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة بناء السلام وغيرهما من الآليات.

وتدعم الصين طويلا مسعى القارة لتحقيق السلام والأمن والرخاء والتنمية وانخرطت ولا تزال بنشاط في المسائل المتعلقة بالأمن والسلم في القارة، وفقا لوو.

وأشار إلى أنه في عام 2015، أعلنت الصين عن تدشين صندوق صيني-أممي للسلام والتنمية لمدة 10 سنوات بقيمة 10 مليار دولار. ويركز الصندوق منذ 3 سنوات على السلام والتنمية في القارة وتوفير الدعم المالي لعدد كبير من المشروعات المتعلقة بمبادرة إسكات البنادق في أفريقيا.

وفي سبتمبر 2018 في قمة بكين للتعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك)، اتفق قادة الصين والبلدان الأفريقية على تحديد التعاون الصيني-الأفريقي بشأن السلم والأمن كأحد أولويات التعاون بين الجانبين، وفقا لوو، مضيفا أن الصين تعتزم إنشاء صندوق صيني-أفريقي للتعاون في الأمن والسلم وحفظ السلام والحفاظ على الاستقرار.

وختم كلمته بأن الصين مستعدة للعب دور بناء في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في أفريقيا.