من الأحذية إلى الشيكولاتة.. الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة الحجم تراهن على التصدير إلى الصين

روما 26 فبراير 2019 /من الأحذية إلى الشيكولاته الراقية، تراهن الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة الحجم على الصين وسط علامات على انخفاض الصادرات وتباطؤ النمو.

تعد الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة الحجم العمود الفقري لنظام الصناعة والتصنيع في البلاد، "ولديها رغبة كبيرة في تعزيز الصادرات"، حسبما ذكر ستيفانو مينجلينيلو مدير إحصاءات الأعمال في المكتب الوطني للإحصاءات خلال جلسة لمجلس الشيوخ عقدت في أكتوبر 2018 في تقرير بعنوان "إرساء مكانة لإيطاليا في التجارة الدولية".

وقال مينجلينيلو للمشرعين إنه في عام 2017، قامت 45.4 في المائة على الأقل من شركات التصنيع الإيطالية ببيع منتجاتها في الخارج، الكثير منها شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، مضيفا أن "إي مقارنة مع بلدان أوروبية كبرى أخرى تكشف أن الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة الحجم تعلق بوضوح أهمية أكبر على الصادرات الوطنية".

-- سوق هام لصادرات الأحذية

ومن بين تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم هناك شركات إيطالية شهيرة في مجال صناعة الأحذية يُقبل على منتجاتها المستهلكون من أرجاء العالم وبشكل متزايد في الصين التي تعد حاليا تاسع أهم سوق بالنسبة لصادرات الأحذية الإيطالية، وفقا لما ذكرته أنياريتا بيلوتي رئيسة جمعية مصنعي الأحذية الإيطالية.

فقطاع الأحذية يسجل سنويا إيرادات تتجاوز قيمتها 14 مليار يورو، ويوظف 77 ألف شخص ويصدر 85 في المائة من منتجاته، وفقا لما ذكرته الجمعية التي تمثل 600 شركة وأقامت في وقت سابق من الشهر الجاري معرض MICAM التجاري في ميلانو حيث كان التركيز على الصين باعتبارها تمثل الآفاق التجارية القادمة.

وقالت بيلوتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "هذا العام، وللمرة الأولى، قمنا بمنح جائزة لمشتر صيني...وهو مؤشر واضح على انجذاب السوق لـ(معرضنا التجاري)".

وأوضحت بيلوتي أن "المشتري الصيني النموذجي يهتم غالبا بأحذية النساء ويقدر الأحذية الراقية"، ومن أجل تحقيق نجاح تام في الصين، لابد للشركات من التفكير في "اختراق (ما يسمى) بمدن الدرجة الثانية والثالثة".

وأضافت بيلوتي قائلة إن "السوق الصينية فريدة للغاية"، مشيرة إلى أنه "لا يكفي تصدير الأحذية إلى شانغهاي أو بكين لتقول إنك قمت بتغطية السوق بأكمله".

وذكرت أن جمعية مصنعي الأحذية الإيطالية حددت مؤخرا سوقا محتملة تمتد من جنوب إلى وسط الصين: المناطق التي تحقق تقدما تكنولوجيا سريعا والتي لديها معدل نمو سكاني مرتفع.

ولفتت إلى أن "الاهتمام الهائل التي تحظى به المنتجات إيطالية الصنع... يعني شيئين: من ناحية أن النشاط الترويجي الذي يجرى للحفاظ على تواجد السلع إيطالية الصنع في الخارج يؤتي ثماره، ومن ناحية أخرى أن التصنيع الإيطالي فريد من نوعه".

وقالت "إن العلامة التجارية (صنع في) ينظر لها باعتبارها ضمانة، وإن التعبير عن هوية ثقافية محددة يرتبط بالمنتجات الفاخرة الراقية والتصميمات المتطور والمواد عالية الجودة: وجميعها خصائص قائمة بشكل نموذجي في الأحذية إيطالية الصنع".

-- النظر شرقا وسط تباطؤ الصادرات

في الوقت الذي سُجلت فيه طفرة في الطلب الصيني على الأحذية الإيطالية في العام الماضي، شهدت الصادرات الإيطالية إجمالا تباطؤا في الجزء الأخير من عام 2018، حيث انخفضت على أساس شهري (سالب 2.3 في المائة) وعلى أساس سنوي (سالب 2.7 في المائة)، وفقا لما ذكره المكتب الوطني للإحصاءات.

ويعزى ذلك إلى عدد من العوامل بما فيها تقلص النمو العالمي، الذي يقول تقرير آفاق نمو الاقتصاد العالمي الصادر في يناير 2019 عن صندوق النقد الدولي، أنه سيستمر على ما يبدو هذا العام.

ومع ذلك، فإن بنك الاستثمار الإيطالي الحكومي وذراعه التجاري يلقيان بثقلهما المالي وراء الشركات الإيطالية التي تحاول التوسع إلى السوق الآسيوية، ولاسيما الصين. ففي الأسبوع الماضي، أعلن بنك الاستثمار الإيطالي وبنك يونيكريدت أنهما دخلا في شراكة لدعم الشركات الإيطالية في الصين، مع فتح خط ائتمان بقيمة 300 مليون يورو بالإضافة إلى توفير تمويل مشترك وأدوات تمويل مقومة بالرنمينبي.

"وبينما تعمل العديد من الشركات الإيطالية في السوق الأجنبية، مازال غالبيتها ينتمي لفئة (المصدر العرضي)"، حسبما ذكرت مؤسسة SACE التي تعمل حاليا في حوالي 190 دولة حول العالم من خلال تقديم مجموعة من الخدمات التي تشمل ائتمانات التصدير والتأمين الائتماني والضمانات المالية، مضيفة أن "الشركات القادرة على الوصول إلى عدد كبير ومتنوع من الأسواق بإستراتيجيات من متوسطة إلى طويلة الأجل لا تزال قليلة نسبيا".

وحددت SACE لنفسها "هدفا مزدوجا" في خطتها الصناعية 2016 - 2020 وهو : دفع المزيد من الشركات الإيطالية إلى الخارج وتعزيز الشركات التي تعمل بالفعل هناك من خلال توسيع أسواقها وتشجيعها على الابتكار. وتشمل هذه الاستثمارات 4.5 مليار يورو في برنامج جديد يسمي إستراتيجية الدفع، والذي يقدم خطوط ائتمان بأسعار فائدة تنافسية للشركات الأجنبية متعددة الجنسيات لشراء السلع والخدمات الإيطالية.

وعلى نطاق أصغر، أعلنت مؤسسة SACE SIMEST مؤخرا عن استثمار مباشر بقيمة أربعة ملايين يورو بالإضافة إلى ضمان قرض لدعم التوسع في آسيا بالنسبة لشركة فينكي، وهي شركة إيطالية شهيرة متخصصة في صناعة الشيكولاتة والآيس كريم وتأسست في مدينة تورينو شمال إيطاليا في القرن التاسع عشر.

وتدير فينكي حاليا أكثر من 100 متجر يحمل علامة تجارية واحدة، يقع 47 منها في إيطاليا والباقي في مدن كبرى حول العالم من بينها بكين وهونغ كونغ ولندن ونيويورك، وتعتزم فتح مزيد من المتاجر في آسيا في الفترة ما بين عامي 2019 و2023.