شرم الشيخ، مصر 25 فبراير 2019 / أكد القادة العرب والأوربيون في "إعلان شرم الشيخ" الصادر اليوم (الإثنين) في ختام أعمال القمة العربية الأوروبية أن تعزيز التعاون الإقليمي يعد مفتاح التعاطي مع التحديات المشتركة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وأعلنوا اتفاقهم على المزيد من التعزيز للتعاون لإرساء الأمن وتسوية النزاعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
وشددوا في ختام القمة التي شارك فيها نحو 50 دولة على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين وإرساء شراكة قوية مبنية على الاستثمار والتنمية المستدامة ، مؤكدين التزامهم بتطوير برنامج عمل تعاوني إيجابي خاصة في مجالات التجارة والطاقة بما فيها أمن الطاقة والعلوم والبحث والتكنولوجيا والسياحة ومصائد الأسماك والزراعة والمجالات الأخرى التي تحقق المصلحة المشتركة وكل ذلك بهدف زيادة الثروة ومعدلات التنمية وخفض البطالة استجابة لاحتياجات شعوبنا.
ولفت القادة في إعلانهم إلى أن التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الإقليمية وفقا للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي يعد مفتاح تحقيق السلام.
وأجرى قادة الدول العربية والأوروبية مناقشات بناءة وجادة ومتعمقة حول التطورات الأخيرة في سوريا وليبيا واليمن وسبل إحراز تقدم بشأن المصالحة والتوصل لتسويات سياسية مستدامة، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي واستقلال هذه الدول.
وبحث القادة الموضوعات التي تتعلق بالتهديدات للسلم والأمن الدولي والإقليمي بما في ذلك الإرهاب والتطرف والأعمال التي تقوض الاستقرار والانتشار والاتجار في الأسلحة غير المشروعة والجريمة المنظمة والتي تعتبر جميعا تحديات تتطلب جهودا منسقة وفقا للقانون الدولي بما في ذلك قانون حقوق الإنسان الدولي.
واتفقوا على أن السلام والأمن وحقوق الانسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية مترابطة ويعضد بعضها البعض.
وتعهدوا ببذل الجهود اللازمة الرامية لتحقيق الأهداف المشتركة بما في ذلك التحديات المشتركة مثل ظاهرة الهجرة انطلاقا من ـ"مبادئ معاهدة فاليتا"، وحماية ودعم اللاجئين بموجب القانون الدولي واحترام كافة جوانب حقوق الإنسان الدولي.
وكذلك إدانة كافة أشكال التحريض على الكراهية وكراهية الأجانب وعدم التسامح وتعزيز مكافحة الهجرة غير النظامية وزيادة الجهود المشتركة لمنع ومكافحة تهريب اللاجئين واستئصال الاتجار في البشر ومكافحة من يستغلون الضعفاء والجهود الدولية الرامية للتعامل مع التغير المناخي وخاصة "اتفاقية باريس".
كما اتفقوا على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق الهادف إلى مكافحة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، وأكدوا على أن المواجهة الناجحة لهذه التحديات تتطلب مقاربة شاملة تشمل منع كافة اشكال الدعم للإرهابيين بما في ذلك الدعم المالي والسياسي واللوجستي والعسكري.
وبحث القادة أهمية صيانة المنظومة الدولية لمنع انتشارالأسلحة النووية وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها.
وقرر قادة الدول العربية والأوروبية في ختام قمتهم الأولى بمنتجع شرم الشيخ المصري على عقد مؤتمرات قمة منتظمة بالتناوب بين الدول العربية والأوروبية، على أن تعقد القمة المقبلة في بروكسل عام 2022.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أعرب في كلمته في ختام القمة عن ثقته، في أن التواصل بين الجانبين العربي والأوروبي ساهم، وبشكل كبير، في توضيح الرؤى والتوجهات بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك لكافة الدول
وأوضح السيسي أنه كان من الضروري، أن تتم بشأن هذه القضايا عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع، بما يعطي دفعة قوية للعلاقات العربية الأوروبية.
ونوه إلى أن ذلك من شأنه أن يتيح الشروع في بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا، وهو ما يعد أولوية قصوى، في ضوء تعاظم التحديات وتشابكها من جهة، والمزايا والإمكانيات والفرص، لتعزيز التعاون ومواجهة هذه التحديات بشكل جماعي من جهة أخرى.
من جانبه، قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، "نود التفاعل أكثر بين الجانبين الاوروبي والعربي والتغلب على المشكلات والخلافات فيما يتعلق بحقوق الإنسان وكذلك رؤية الغد بصورة متفائلة".
وأكد يونكر في مؤتمر صحفي، أن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية يجمعهما علاقات تاريخية، حيث يدعم الاتحاد الأوروبي فلسطين بـ 4 مليارات دولار، وكذلك سوريا وقضايا اللاجئين، كما شهدت التبادل التجاري معدلا جيدا.
بدوره، شدد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، على أن القمة العربية الأوروبية بداية لمرحلة جديدة من التعاون.
وأضاف توسك، خلال المؤتمر الصحفي المشترك "بصفتنا جيران لا بديل إلا التعاون للدفاع، والحلول متعددة الأطراف أفضل السبل للسلام الحقيقي".
وأكد رئيس المجلس الأوروبي، على سعادته بالالتزام ضمن مسودة البيان الختامي بالجوانب الخاصة بحقوق الإنسان الدولي.
واختتمت القمة العربية – الأوروبية بمنتجع شرم الشيخ المصري التي انطلقت أمس الأحد، على مدى يومين بمشاركة 50 دولة، برئاسة مشتركة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي.