داكار 7 يناير 2019 / قدّم عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الأحد لدى وجوده في العاصمة السنغالية داكار ستة مقترحات بشأن كيفية تنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك).
وخلال مؤتمر صحفي مشترك أعقب اجتماعه مع وزير الخارجية السنغالي سيديكي كابا، قال وانغ إن التعاون الصيني-الأفريقي يتميز ببراجماتيته وفعاليته، وهما ميزة فريدة للمنتدى. وبعد انعقاد القمة مباشرة، شرعت لجنة إجراءات المتابعة لدى الجانب الصيني في وضع الخطط وتعيين البعثات ورسم الخرائط وتحديد الأولويات مع الدول الأفريقية المختلفة وفقا للأوضاع في كل منها.
وأوضح وانغ أن الصين تود التنسيق عن كثب مع السنغال باعتبارها الرئيسة المشاركة للمنتدى. كما تسعى إلى تعزيز الجهود في الجوانب الستة التالية:
أولا، بناء مجتمع مصير مشترك أوثق للصين وأفريقيا، وفقا لما قال وانغ، لافتا إلى تزايد الأحادية والهيمنة اللذين يؤثران على النظام الدولي والقواعد متعددة الأطراف، باعتبارهما تحديا كبيرا لمستقبل البلدان النامية.
ونوّه إلى أن الصين، وهي أكبر دولة نامية، وأفريقيا، التي تعد معظم دولها من الدول النامية، لم تكونا في أي وقت سابق على القدر نفسه من الوعي بالمستقبل المشترك، لافتا إلى أن الجانبين بحاجة إلى التغلب المشترك على العقبات التي تحد من تنميتهما والحفاظ على المصالح المشروعة للصين وأفريقيا فضلا عن مصالح الدول النامية الأخرى.
ثانيا، نحتاج إلى تعزيز التكامل بين مبادرة الحزام والطريق المقترحة من جانب الصين وأجندة استراتيجية التنمية الاجتماعية- الاقتصادية للاتحاد الأفريقي 2063، وفقا لما قال وانغ.
ونوّه إلى أن 37 دولة أفريقية، من بينها السنغال، وقّعت على وثائق بشأن التعاون مع الصين إزاء مبادرة الحزام والطريق، معربا عن رغبة الصين في العمل مع أفريقيا لاستكشاف المزيد من الفرص في التكامل وتحقيق المزيد من الثمار إزاء البناء المشترك للحزام والطريق.
ولفت وانغ إلى أن الاقتراح الثالث لديه يكمن في تطبيق نتائج المنتدى لدى مختلف البلدان الأفريقية وفقا لوضع كل منها.
ولفت الدبلوماسي الصيني إلى أن الدول الأفريقية لديها أوضاع وحاجات مختلفة، ولذا فإن الصين ستوزع مساعداتها واستثماراتها على حسب كل حالة، حيث تضع في الحسبان احتياج الدولة المستهدف ومصلحة أفريقيا ككل، مؤكدا ضرورة التطبيق الفعّال للدور التنسيقي الذي يلعبه الاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى أن الجانب الرابع يكمن في أن تعمل الصين على تدعيم الابتكار في تعاونها مع أفريقيا ليكون أكثر كفاءة، لافتا إلى أنه يجري تشجيع الشركات الصينية للاستثمار بشكل أكبر في أفريقيا، ومواءمة البنية التحتية الإقليمية مع تطوير الصناعة المحلية، بحيث يمكن للاقتصاد الأفريقي توليد زخم الاعتماد على الذات وتخفيض العبء المالي والمخاطر المالية.
وشدد وانغ على أن الجانب الخامس يتلخص في ضرورة التأكد من أن نتائج القمة تفيد شعوب الصين وأفريقيا، مضيفا أن المبادرات الثماني الرئيسية المقترحة في هذه القمة ستسهم في تخفيف حدة الفقر وزيادة الوظائف والدخل في القارة.
وأخيرا وليس آخرا، اقترح وانغ ضرورة اتخاذ إجراءات مشتركة من قبَل الشركاء العالميين بغية تعزيز التنمية في أفريقيا.
وأشار إلى أن الصين تُصر على التعاون المنفتح والشفاف مع الشركاء الأفارقة، وترحب بمزيد من الدول للاستثمار في افريقيا على أساس احترام الإرادة الافريقية وسماع الصوت الافريقي وتلبية حاجات القارة.
وخلص وانغ إلى أن أفريقيا ينبغي أن تكون مسرحا للتعاون الدولي بدلا من أن تكون ساحة لتنافس القوى الكبرى مع بعضها البعض.