القاهرة 19 ديسمبر 2018 /قال نائب رئيس الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي تشيوي وي شي، إن تجربة الصين في بناء وتشغيل المناطق الصناعية يمكنها أن تساعد في تسريع عملية التصنيع والتي تعتبر واحدة من أهم متطلبات التنمية في أفريقيا.
وأضاف تشيوي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، على هامش فعاليات المعرض الإفريقي الأول للتجارة البينية، إن "الاتحاد الأفريقي أكد العام 2015 في الوثيقة الاطارية لأجندة 2063 لتنمية أفريقيا، أن القيمة المضافة للتصنيع سوف تزيد التنمية في القارة على الأقل خمس مرات مقارنة بالوضع الحالي".
وأقيم المعرض الإفريقي الأول للتجارة البينية بالقاهرة في الفترة (11 - 17) ديسمبر الجاري بمشاركة 1063 شركة إفريقية منها 300 شركة مصرية.
وأوضح تشيوي أن " قطاع التصنيع بأفريقيا يساهم في حوالي 11 بالمائة من اجمالي الناتج المحلي، حيث لا يوجد نمو كبير، حتى أن القيمة المضافة الصناعية قد انخفضت في القارة الافريقية".
وأضاف أنه من بين 55 اقتصادا في إفريقيا، يوجد فقط 3 اقتصاديات صناعية ناشئة، و20 اقتصادا صناعيا ناميا، وأكثر من النصف مازالت اقتصاديات منخفضة النمو.
وتعد الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي مؤسسة بحثية استشارية متعددة التخصصات والوظائف، تتبع مباشرة وزارة التجارة الصينية.
وأكد تشيوي أن المناطق الصناعية أصبحت في السنوات الأخيرة بمثابة قوة دفع للتنمية والتصنيع، لافتا إلى أن هذه المناطق الصناعية قد تطورت تدريجيا في إفريقيا، وهناك دولا أفريقية اتخذت سياسات تساعد في تطويرها.
وأردف قائلا "وتقوم حاليا دول أفريقية بتخطيط وبناء عددا من المناطق الصناعية بفاعلية كبيرة، حيث إن هناك 13 دولة أفريقية تخطط لبناء مناطق صناعية، ويوجد في نيجيريا وحدها أكثر من 20 منطقة صناعية إما تحت الانشاء أو في مرحلة التخطيط".
وأشار تشيوي إلى أن اقامة المناطق الصناعية بأفريقيا مازالت تواجه بعض المشاكل، مثل البنية التحتية غير المؤهلة، والبيئة الاستثمارية غير المرضية، بالاضافة إلى نقص التكنولوجيا والموارد المالية.
ولفت إلى أن تجربة الصين يمكنها أن تساعد الدول الأفريقية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الصين لديها خبرات عملية ثرية ومتراكمة في بناء وتطوير المناطق الصناعية خلال الأربعة عقود الماضية.
ونوه بأنه "في الاربعين عاما الماضية أصبحت المناطق الصناعية في الصين محركا قويا للتنمية الاقتصادية، ويكمن هذا النجاح بصفة عامة في سبع نقاط، وهي التخطيط، القيادة المنفتحة، الاصلاح والتقدم، محرك الابتكار، دعم السياسات، الأولوية الإيكولوجية، مشاركة التنمية".
وقال تشيوي إن الصين تعمل مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) في تقديم نموذج مختصر لتجارب تطوير المناطق الصناعية في الصين، مشددا على أهمية هذه التجارب الصينية للاستفادة منها في بناء المناطق الصناعية في الدول النامية الأخرى.
وتابع "وتعد الصين بدعم تنمية الصناعات التحويلية والمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الصناعية في القارة الأفريقية، كما تدعم الشركات الصينية الخاصة في اقامة المناطق الصناعية ونقل التكنولوجيا وتعزيز التنوع الاقتصادي في الدول الأفريقية".
وشدد تشيوي على أن التعاون الصيني - الأفريقي في بناء المناطق الصناعية حقق نتائج مهمة منها قيام الشركات الصينية بالاستثمار في 18 منطقة اقتصادية ومنطقة تعاون تجاري في 14 دولة أفريقية باجمالي قيمة استثمارات 5.3 مليار دولار.
وأضاف أن هذه المناطق جذبت نحو 357 مشروع بقيمة إجمالية 18.2 مليار دولار، مشيرا إلى أن هذه المشروعات دفعت حوالي 800 مليون دولار من ضرائب ورسوم للدول المقامة فيها.
وأكد تشيوي أن الصين وأفريقيا لديهما آفاقا مستقبلية كبيرة للتعاون في بناء المناطق الصناعية، مشيرا إلى أن آلية التعاون بين الحكومات من خلال منتدى التعاون الصيني - الأفريقي تؤكد على أن الصين تقدم المساعدة والدعم للدول الأفريقية في جوانب عديدة، مثل التخطيط والمسح والبنية التحتية والتكنولوجيا والتدريب.