أتلانتا، الولايات المتحدة 16 ديسمبر 2018 / اجتمع خبراء وباحثون من الصين والولايات المتحدة هنا يوم السبت لإحياء الذكرى الـ40 لإعلان الحكومتين إقامة العلاقات الثنائية بينهما عام 1979.
كانت الصين والولايات المتحدة أعلنتا في 16 ديسمبر 1978 اعتزامهما إقامة علاقات دبلوماسية بشكل رسمي اعتبارا من أول يناير 1979.
وبمناسبة إحياء ذكرى هذا الإعلان، دعا الاجتماع، الذي شارك في عقده رابطة خريجي جامعة رنمين الصينية في أمريكا الشمالية وبرنامج الصين في مركز أبحاث كارتر الأمريكي، نحو 200 شخص من البلدين لمناقشة العلاقات الثنائية وتحدياتها وفرصها وتداعياتها العالمية.
الإصلاح والانفتاح في تقدم
وخلال الاجتماع، قال باحثون من أكبر اقتصادين في العالم إن إعلان الصين عن بدء سياسة الإصلاح والانفتاح تزامن تقريبا مع إعلان الدولتين إقامة العلاقات بينهما.
وأوضحوا أن تنمية الصين وانخراطها مع الولايات المتحدة، منذ ذلك الحين، جلبا فوائد كبيرة للشعبين، وأحدثا العديد من التغييرات الإيجابية في البلدين من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يستحق قدرا هائلا من الإشادة.
وفي حديثهم لوكالة أنباء (شينخوا) على هامش الاجتماع، قال باحثون أمريكيون، مثل بنيامين شوبرت، عضو اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية-الصينية، وليو يا وي، مدير برنامج الصين في مركز كارتر، إنه بالنظر إلى الوراء على مدى الـ40 عاما الماضية، لا يزال التقدم في الإصلاح والانفتاح لدى الصين يبشر بالخير لعلاقات مستدامة مع الولايات المتحدة.
وأضاف الباحثون أنه يتعين على الولايات المتحدة أن يكون لديها توقعات إيجابية لمستقبل الصين، مع الأخذ بعين الاعتبار التصريحات الأخيرة التي أدلت بها القيادة الصينية وأكدت خلالها التزام ثاني أكبر اقتصاد في العالم بالإصلاح والانفتاح.
كما لفت الباحثون إلى أن مستقبل الإصلاح والانفتاح في الصين سيؤثر، كما هو الحال دائما، على علاقات الصين مع الولايات المتحدة.
التداعيات العالمية للعلاقات بين الدولتين
وفي معرض حديثهم بشأن العلاقات الثنائية، قال خبراء من البلدين إنه بفضل الحكمة التي تتسم بها قيادة الدولتين، ظلت العلاقات الصينية-الأمريكية مستقرة بشكل عام، وكان تعاونهما مثمرا على جميع المستويات بشكل استثنائي، على الرغم من التحديات.
ولفتوا إلى أن الصين والولايات المتحدة لديهما تأثير هائل على القضايا العالمية، مضيفين أن العلاقات الثنائية تواجه تحديات جديدة بسبب بعض سوء الفهم والتفسيرات الخاطئة من جانب السياسيين الأمريكيين.
وعلى خلفية الوضع الحالي، فإن حاجة الدولتين لمواصلة عرض حكمتهما والانخراط على جميع المستويات أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وقال شوبرت "الكثير من محاولات الإدارة لتوصيف المشكلات الاقتصادية الأمريكية على أنها مجرد نتيجة ثانوية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين أمر خاطئ."
ولفت إلى أن ثمة حاجة لقيام البلدين بمزيد من الأمور من أجل خلق عوامل استقرار اجتماعية جديدة ومعالجة المشكلات الهيكلية والقلق الذي يشعر به المواطنون، وذلك في محاولة للمساهمة بشكل أكبر في السلام والازدهار على المستوى العالمي.
وقال القنصل العام الصيني في هيوستن لي تشيانغ مين، الذي حضر الاجتماع أيضا، إن الآثار المترتبة على العلاقات الصينية-الأمريكية ذهبت إلى أبعد من الدولتين.
وأوضح "من المعروف أن التنمية الجيدة والمستقرة لعلاقاتنا الثنائية تسهم ليس فقط في مصلحة الشعبين ولكن أيضا العالم بأسره."