تحقيق إخباري : شاب سوري يحول جزء من منزله لمتحف اثري يحوي تحف فنية قديمة

/مصدر: شينخوا/  2018:11:26.10:17

السويداء ـ سوريا 25 نوفمبر 2018 /استطاع الشاب السوري عصمت أبو زين الدين أن يحقق حلمه بتحويل جزء من منزله القديم إلى متحف اثري يضم الاف التحف الفنية القديمة واللقى الاثرية التي تمثل عدة احقاب تاريخية ، بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل ، ليصبح منزله مقصدا سياحيا بمحافظة السويداء ( جنوب سوريا ) ، كي يتعرفوا على تراث محافظته وتاريخ الأجداد .

فقرار تحويل المنزل إلى متحف لم يكن بالأمر السهل بالنسبة لعائلة عصمت أبو زين الدين ، لا سيما وأن هذا المنزل يعود لجده وعمره الزمني يعود لاكثر من 100 عام ، لكن الخطوة اتخذت والحلم أصبح حقيقة وبات المنزل متحفا يقصده الخبراء وباحثي الأثار والتاريخ لما يحتويه من لقى أثرية هامة .

ويسعى أبو زين الدين الذي يبلغ من العمر( 44 عاما ) أن يطور متحفه ليصبح أكبر ويضم عددا أكبر من اللقى والمقتنيات التراثية التي تمثل المنطقة الجنوبية من سوريا ، ويحاول أن يشتري أي قطعة لها قيمة تاريخية مهما بلغ ثمنها لتكون ضمن متحفه .

ويضم المتحف نحو 2500 قطعة تراثية تشمل أدوات زراعية قديمة مثل المناجل ولوح الدراسة والجاروشة الرومانية وأدوات الطعام التقليدية في محافظة السويداء مثل المنسف والدست وجرن الهاون وأطباق القش وأدوات إعداد القهوة المرة المختلفة ومنها المطاحن القديمة التي يتجاوز عمرها 100 عام.

وتبرز في المتحف الأسلحة القديمة التي اغتنمها الأجداد في المعارك ضد الاستعمارين العثماني والفرنسي ومنها بندقية يطلق عليها أم الصوان ويقدر عمرها بأكثر من 425 عاما وفقا لما يبينه أبو زين الدين.

كما يضم المتحف مقتنيات متعددة تتعلق بحياة الإنسان قديما كمناشل المياه ومداور الصوف للغزل والمكاوي الفحمية وماكينات الخياطة القديمة والمسامير بأنواعها والراديو والهاتف وجهاز الفونوغراف القديم إضافة لقطع عملات سورية نقدية وورقية يعود أقدمها إلى عام 1919 وكذلك مجموعة طوابع تعود لزمن العثمانيين والفرنسيين فضلا عن وجود فخاريات وأحجار قديمة وسكاكين من الصوان من حقب زمنية قديم.

ويتجول أبو زين الدين يوميا بين تلك التحف واللقى الأثرية ويراعها كما يراعى أولاده الصغار ، ويقوم بمسح الغبار عن بعضها وتدوير بعض القطع من مكان إلى آخر ، ويستقبل الزائرين بابتسامة تترسم على وجهه ترحيبا بالزيارة .

وقال أبو زين الدين لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق ، الذي كان تاجرًا في الأصل ، إنه بدأ من خلال جمع الأدوات القديمة التي استخدمها المزارعون في الماضي وجمعوا أيضًا بنادق قديمة ، مدفوعًا بتراث "حب أجداده".

وأضاف "خلال السنوات الثماني الماضية ، أصبحت مهتما للغاية بجمع التحف وكل ما يتعلق بتراثنا".

وقال الرجل " لقد بدأت بجمع أدوات كان يستخدمها المزارعون في السابق ، كما أنني مهتم بجمع البنادق الخفيفة القديمة ، والتي كانت تستخدم في العصور القديمة من قبل أسلافنا خلال الثورات. لذلك ، جمعت معظم القطع من مختلف المناطق في محافظة السويداء ".

وتابع يقول إنه يريد أن يفعل شيئًا يمكن أن يخبر الجيل الجديد عن تاريخ اجداده ، مؤكدا أن "هدفي هو إطلاع الأجيال الجديدة على تاريخ وتراث شعب السويداء لأن لدينا تاريخا مشرفا ومشرقا".

وأوضح الرجل إنه كان لديه هذه الهواية من الصغر واستمرت معه حتى الشباب، لكنها بدأت تتجسد عندما حصل على بعض القطع القديمة التي وضعها معًا في متجره لمدة سنوات .

وقال إنه اشترى بعض القطع من أشخاص يمتلكون أشياء قديمة ، لكنه أوضح أنه ليس إلا وصيا على تلك التحف ، لأن القانون في سوريا يحظر التجارة في المواد القديمة.

وأضاف "أنا حارس هذه القطع لأنني لا أملكهم ، وهي من حق الأجيال القادمة وأتمنى أن يحافظ ابني أيضاً على هذه القطع في المستقبل ويحميها أكثر مما أقوم به" .

كما رحب الناس في مدينته بفكرة الرجل ، حيث أحضر بعضهم بعض مقتنياتهم إلى هذا المتحف الصغير على شكل هدايا .

وقال إن حلمه هو الحصول على مجموعة أكبر من التحف في المستقبل ، وتخصيص مساحة أكبر لإظهار التحف الرائعة على اكبر شريحة ممكنة للناس .