مقالة : دبلوماسية شي تكتسب قوة دافعة باعتبارها مصدر إلهام لتنمية منطقة آسيا - المحيط الهادئ

بكين 21 نوفمبر 2018 / اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة في ثلاث دول بمنطقة آسيا- المحيط الهادئ اليوم (الأربعاء)، ومن المتوقع أن تواصل مقترحاته لمعالجة التحديات العالمية وتعزيز التعاون المربح للجميع، تنشيط التنمية الإقليمية.

وفي الجولة الأخيرة لمساعيه الدبلوماسية أو دبلوماسية شي، قام شي بزيارات دولة إلى كل من بابوا نيو غينيا وبروناي والفلبين وحضر اجتماع القادة الاقتصاديين ال26 لمنطقة آسيا- المحيط الهادئ.

ويقول مراقبون إن الرسائل القوية التي أرسلتها الصين خلال الجولة التي دامت أسبوعا، وبخاصة تعهدها بالانفتاح والتعاون الدولي، تهم عالم اليوم كثيرا.

مرحبا بكم معنا

تصدر بناء مستقبل رقمي أجندة اجتماع أبيك هذا العام. والصين بكونها رائدة في الابتكار والاستثمار في التكنولوجيات الرقمية، فإنها وعدت بتقاسم الفرص مع الدول الأخرى بالمنطقة من أجل تحقيق نمو شامل وأكثر استدامة.

وقال شي خلال الاجتماع "ينبغي أن يكون هدفنا توصيل منافع الاقتصاد الرقمي لكل الاقتصادات الأعضاء بمراحل التنمية المختلفة ولتستقل شعوب منطقة آسيا- المحيط الهادئ القطار السريع للاقتصاد الرقمي النامي."

وبحسب إحصاءات رسمية، بلغ حجم الاقتصاد الرقمي للصين 27.2 تريليون يوان (نحو 3.9 تريليون دولار) في 2017، بزيادة 20.3 بالمئة عن العام السابق ومثل 32.9 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.

وقد وسع عمالقة التكنولوجيا بالصين مثل علي بابا وهواوي مشروعاتهم في دول منطقة آسيا- المحيط الهادئ ومنها بابوا نيو غينيا وقدموا خدمات رقمية مثل الدفع عبر الهاتف المحمول ومنصات التجارة الإلكترونية ووفروا البنية التحتية للإنترنت لخلق فرص عمل وضخ قوة دافعة للاقتصاد المحلي.

وفي الوقت ذاته، دخلت مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في 2013 وتهدف لبناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وخارجها، مرحلة جديدة من التنفيذ الكامل.

وأكد شي على أن الصين ستعمل مع كل الدول المعنية في ضوء مبدأ التشاور والتعاون من أجل المنافع المشتركة لمتابعة المبادرة وفقا لمعايير عالية من أجل خلق فرص تنموية أكبر لشعوب منطقة آسيا- المحيط الهادئ وخارجها.

وأعلن شي خلال قمة 2018 للمديرين التنفيذيين للأبيك "في أبريل من العام المقبل ستستضيف الصين منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي في بكين ونرحب بمشاركة أعضاء مجتمع الأعمال بمنطقة آسيا- المحيط الهادئ."

علاقات أوثق

في استعراض لالتزام بكين بالانخراط بشكل أوثق مع بقية العالم، رفعت الصين علاقاتها مع بابوا نيو غينيا وبروناي والفلبين إلى مستويات أعلى، خلال جولة شي.

وخلال زيارة الدولة التي قام بها شي إلى بابوا نيو غينيا، وهي الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للدولة الجزيرة الواقعة بالمحيط الهادئ، اتفق الجانبان على الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة ،لفتح صفحة جديدة في تطوير التفاعل الثنائي.

كما التقى شي في بابوا نيو غينيا، مع قادة الدول الجزر الثماني التي تقع بالمحيط الهادئ وتقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، واتفقوا على رفع العلاقات لمستوى شراكة استراتيجية شاملة التي تتسم بالاحترام المتبادل والتنمية المشتركة.

ولقد أثارت زيارة شي "الشغف بالصين" بين مواطني بابوا نيو غينيا . وقال كيلا فالي وهو مزارع من وسط بابوا نيو غينيا "ساعدتنا الصين كثيرا، وانظر إلى المدارس هنا والطريق أمام البرلمان". وأضاف "ساعدتنا كثيرا في تعليمنا كيفية زراعة الأرز. وهذا مهم للمواطنين الذين يعيشون على الزراعة لكسب العيش".

وفي بروناي، اتفقت الدولتان على الارتقاء بالعلاقات لمستوى شراكة تعاون استراتيجية وتعهدتا بأن تكونا شريكين جيدين تجمعهما الثقة المتبادلة في السياسة والمنفعة المتبادلة في الاقتصاد والفهم المتبادل في التبادلات الشعبية والثقافية والمساعدة المتبادلة في الشؤون متعددة الأطراف.

وفي الفلبين، اتفقت الجارتان على رفع علاقاتهما لمستوى علاقة تعاونية استراتيجية شاملة تقوم على الاحترام المتبادل والإخلاص والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين.

"ملهمة بحق"

بينما تلوح تزايد ظلال الأحادية والحمائية على الأفق العالمي، نالت تصريحات شي اهتماما دوليا ويعتقد بشكل كبير أنها بثت الثقة واليقين في العلاقات الدولية والتنمية العالمية.

وقال ديفيد موريس مفوض التجارة لأمانة منتدى جزر المحيط الهادئ لدى تعليقه على كلمة شي خلال قمة المديرين التنفيذيين للأبيك إن "الانفتاح والتعاون هما السبيل الوحيد لضمان التنمية الشاملة والمستدامة."

وأضاف أن "إنجازات الأبيك ومنظمة التجارة العالمية أثبتت منافع التجارة الحرة والاقتصادات المفتوحة، وينبغي على جميع الدول إعادة الالتزام بتعزيز الانفتاح."

وخلال لقائهم بشي، أشاد زعماء الدول الجزر بالمحيط الهادئ بالدور الرائد للصين في تعزيز التنمية المستدامة ومعالجة تغير المناخ ومجالات أخرى، وتعهدوا بتقوية الاتصال والتنسيق مع الصين في الشؤون الدولية.

وقال وكيل وزارة المالية الفلبينية جيل بلتران إن بلاده تقدر تعهد شي بأن الصين ترحب بأن تستقل الفلبين والدول الأخرى القطار السريع للتنمية.

وأضاف "يجري تنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية وأعتقد أنه سيكون هناك المزيد من التعاون في المستقبل."

وقالت يوهانا اسكويفياس مندوبة الفلبين لبرنامج أصوات المستقبل التابع للأبيك إنها تتطلع لتنفيذ مقترحات شي المختلفة في السنوات المقبلة.

وأضافت أن "كلمة الرئيس شي ملهمة بحق وركزت على مستقبل الرخاء الذي يتقاسمه الجميع."