بوينس آيريس 21 نوفمبر 2018/ لا يوجد شك في تأثير وسائل الإعلام في معظم المجالات، ولاسيما في تعزيز العلاقات بين الدول وعموم المناطق. ولا يتجلى ذلك بصورة أوضح مثلما يتجلى في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
وخلال منتدى وسائل الإعلام لعام 2018 بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي، الذي انطلق هنا يوم الإثنين، تجمع أكثر من 200 ممثل لوسائل الإعلام من الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي، لتبادل الآراء، تحت شعار "تعميق التعاون الإعلامي، والإسهام في بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين-أمريكا اللاتينية والكاريبي".
إن المناخ العام السائد في المنتدى واضح، وهو أن التبادلات والتعاون الإعلامي يمكن أن يقوي العلاقات الودية بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
ومن خلال التغطية الإعلامية والتقارير المتعلقة بالطاقة والبنى التحتية والزراعة والعلوم والابتكارات، اتخذت وسائل الإعلام من الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي، خطوات ملموسة لتوضيح آفاق المنفعة المزدوجة للعلاقات.
وكما قال خوزيه خوان سانشيز، رئيس مجموعة CMA الإعلامية البرازيلية، خلال المنتدى "إن الإعلام يمكنه توجيه تدفق الاستثمارات الصينية إلى المناطق المتمتعة بالفرص".
الصين حاليا هي ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية. ووفقا لإحصاءات من سلطة الجمارك الصينية، فقط ظلت العلاقات التجارية بين الجانبين حيوية، وبلغت نحو 260 مليار دولار أمريكي عام 2017، بزيادة 18.8% على أساس سنوي.
بالإضافة لهذا، فإن أمريكا اللاتينية هي امتداد طبيعي لطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين.
وعبر تقارير عن سياسات الاستثمار ومتطلبات السوق والفوائد فيها، يمكن لوسائل الإعلام أيضا أن تقدم معلومات أكثر شمولا وتحديدا وفاعلية للمستثمرين المحتملين. ويمكن أن تساعد في حفز حماسة وثقة كلا الجانبين في تعاونهما البيني.
والأكثر من هذا، يمكن للتعاون الإعلامي أن يوسع تأثير الدول النامية على الساحة الدولية، ويقدم للعالم صورة أكثر واقعية عن الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي.
لقد ظلت الدول النامية ضحية لتقارير نمطية غير عادلة من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية، بما يشوه صورتها وسمعتها.
لذلك، يمكن للوكالات الإعلامية من الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي أن تلعب دورا حيويا في توفير معلومات صحيحة وتحقيق تواصل مباشر وسلس بين الجانبين. ويمكنها أيضا أن تعمل معا لجعل أصوات بلدانها مسموعة في القضايا الرئيسية ذات الأهمية العالمية، بما يعزز بيئة عادلة ومتوازنة.
إن الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي في نفس المرحلة التنموية، وتواجهان نفس التحديات، وتوفران فرص التنمية لبعضهما البعض. ويمكن لتوثيق التعاون والتواصل الإعلامي أن يساعد في دفع الحلم المشترك للجانبين وتحقيق مستقبل أفضل.