يعتبر معرض الجزائر الدولي للكتاب صرحا ثقافيا ومعلما معرفيا واسع النطاق في شمال أفريقيا، كما يعتبر أيضا منارة مهمة ومنصة عالمية لتلاقى الحضارات والثقافات وتجمع كافة العاملين في صناعة النشر والمعرفة.
وشهدت المشاركة الصينية كضيف شرف لأول مرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب مؤخرا اهتماما واسعا جماهيريا واعلاميا، كما لقيت اشادة من قبل الحكومة الجزائرية ودوائر الثقافية ودور النشر المحلية لما حققته سلسلة الانشطة التي نظمتها من نجاحات كبيرة. كما صنع مشاركة الصين بأكثر من 40 دار نشر وحضور الأديب الصيني مويان الحاصل على جائزة نوبل للأدب الحدث.
وقد تم الكشف لأول مرة في الجزائر عن كتاب "حول الحكم والإدارة" للرئيس الصيني شي جين بينغ، وكتاب "سبع سنوات من أيام شاب متعلم - شي جين بينغ" وغيرها من الكتب الأخرى التي تعكس مسار التنمية والدلالات الثرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. ولقيت الأخيرة اهتماما كبيرا من قبل الجمهور الجزائري وعبروا عن حماسهم الشديد في استكشاف لغز معجزة التنمية في الصين من خلال هذه الكتب.
كما تم اختيار الكتب الصينية المعروضة بعناية من قبل دور النشر المختلفة، منها60 ٪ باللغة العربية والفرنسية تتضمن مواضيع ثقافية تقليدية وعلول اجتماعية وآداب وكتب الاطفال. وشهدت الكتب التعليمية الصينية اهتماما واسعا من قبل الجمهور وبيعت جميعها في أقل من ثلاث أيام، كما بيعت الروايات الصينية بالفرنسية وكتب الاطفال بشكل جيد، لينتهي معرض الكتاب ببيع معظم المعروضات الصينية من قبل القراء المحليين.
وأكد بشار شبارو، الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب لوسائل الاعلام الصينية أن القراءة اهم طريق لمن يريد الوصول الى معرفة الصين واستكشاف سر التنمية في الصين، وفهم أفكار القادة الصينين.
خلقت الانشطة الصينية الضيف الشرف فرصا مهمة للتعاون بين دور النشر الصينية والعربية، وحقق اللقاء المباشر بين رؤساء وممثلي دور النشر نتائج مثمرة، حيث وقع الناشرون الصينين عدد من البروتوكولات التصدير وحق المؤلف مع المؤسسات الجزائرية وغيرها من مؤسسات النشر الوطنية، من بينها تصدير أكثر من 200 مادة حقوق نشر من الجانب الصيني.
وقال خالد صاحب دار نشر المعرفة الشرقية بتونس أن مشاركة الصين في معرض الجزائر الدولي للكتاب تساعد على خروج الثقافة الصينية، وتعلم التجربة الصينية الناجحة والتعريف بالوجه الجديد لتنمية في الصين في الدول العربية وافريقيا.
كما عرض الجانب الصيني رسومًا توضيحية صينية أصلية وشرائط كوميديا كلاسيكية صينية تظهر الروح الأصلية والسحر الفريد للثقافة والفنون الصينية للشعب الجزائري.
في الوقت نفسه، تم بيع في الجناح الصيني الاكثر شعبية في المعرض بأكمله، المنتجات الابداعية ذات الخصائص الصينية مثل اقنعة اوبرا بكين والفوانيس القابلة للطي، وقطع الورق الصيني، وغيرها من الابداعات التي حظيت بشعبية كبيرة بين الشعب الجزائري.
وقدم الجانب الصيني مجموعة من الكتب المميزة للمكتبة الوطنية الجزائرية حتى يتمكن الشعب الجزائري من معرفة ودراسة تاريخ والثقافة والعلوم الإنسانية الصينية بشكل أفضل وأعمق. كما أقام الجانب الصيني معرضًا للصور " الصين الجميلة " في المكتبة الوطنية، حيث تبرز الـ 48 صورة المختارة بعناية جمال التناغم الطبيعي والتاريخ الإنساني وتطور البيئة الخضراء في الصين.
كما تم إقامة معرض " الأفلام الصينية الحديثة" في كلا من الجناح الصيني في المعرض ومتحف الأفلام الجزائرية، حيث عرضت مجموعة من الأفلام السينمائية والوثائقية الصينية المعاصرة، وفتح نافذة أخرى للشعب الجزائري لفهم الصين المعاصرة.
عبر سعدان عيادي مدير التعاون والتبادل لدى وزارة الثقافة، منظم معرض الجزائر الدولي للكتاب، عن شكره للجانب الصيني على مشاركته القيمة في المعرض، قائلا:" سلسلة الانشطة التي نظمتها الصين ضيف الشرف عززت من مستوى معرض الجزائر الدولي للكتاب وأرست أساسا لمزيد من تعزيز مجالات التعاون الثقافي المتعددة الأوجه."