صنعاء 19 نوفمبر 2018 /في مساء يوم الاثنين في وسط العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة المتمردين، بدا الجميع مشغولين بهواتفهم المحمولة، يتحققون من أخبار مبادرات سلام تم إعلانها قبل عدة ساعات من جانب الأطراف المتحاربة لإنهاء الحرب في اليمن.
وأعلنت كل من الحكومة المدعومة من المملكة العربية السعودية والمسلحين الحوثيين وقف القتال لإنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وأدت إلى إفقار البلاد.
وقال علي إحسان، وهو من السكان المحليين، والذي يعمل كمترجم لدى شركة إعلامية، إن "هذا هو أفضل خبر سمعته على الإطلاق".
وتابع، وهو ينعم النظر في شاشة هاتفه لمعرفة الأخبار، أنه "يبعث بصيصا من الأمل بأن السلام سيحل في نهاية المطاف".
وكانت حركة الحوثيين أعلنت في وقت متأخر من يوم الأحد وقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي هذا القرار تلبية لمطلب السعودية والإمارات، وفقا للأمم المتحدة، وسيط جهود السلام. ويعد هذا القرار إلى حد كبير أكبر تنازل من جانب المتمردين منذ اندلاع الحرب في عام 2015.
يذكر ان تحالفا عسكريا عربيا، تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تدخل في الصراع اليمني في مارس عام 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أُجبر على المنفى من قبل الحوثيين الذين سيطروا على أغلب شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وقال محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا للحوثيين، في بيان، "نعلن مبادرتنا بوقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على دول العدوان".
ولفت الحوثي إلى أن القرار جاء استجابة لطلب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لإظهار "حسن النية" قبل محادثات السلام، مضيفا أن جماعته "ستحضر المحادثات".
وبعد ساعات، قالت الحكومة المعترف بها دوليا إنها ستحضر أيضا محادثات السلام.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية وقف العمليات العسكرية في الحديدة، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والتي يسيطر عليها المتمردون، وذلك لدعم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.
وتقدمت قوات التحالف وقوات الحكومة اليمنية المتحالفة معها إلى وسط الحديدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث سيطرت على جزء كبير من المدينة الساحلية، بما في ذلك مطار وجامعة الحديدة.
وفي يوم الجمعة، أخبر غريفيث مجلس الأمن الدولي إنه سيزور صنعاء في غضون الأيام القليلة القادمة لمقابلة المسؤولين الحوثيين وعرض السفر مع وفد الحوثيين "إذا كان هذا هو المطلوب".
وقال إن "الحكومة اليمنية والحوثيين ملتزمون بحضور محادثات السلام".
وأعرب غريفيث، الذي كان دبلوماسيا بريطانيا قبل توليه قيادة مهمة السلام في اليمن، عن أمله في عقد المحادثات "قريبا" في السويد للاتفاق على العمل الجماعي من أجل السلام في ظل حكومة انتقالية.
وفشل غريفيث في سبتمبر الماضي في عقد جولة محادثات في جنيف بعد أن رفض وفد الحوثيين الحضور، قائلا إن الأمم المتحدة لا تضمن عودة مندوبيها إلى صنعاء.
ومع ذلك، بدا العديد من اليمنيين حذرين إزاء المسعى الجديد نحو السلام.
وقال الصحفي بشير السلوي "آمل أن تكون هذه هي البداية الحقيقة لعملية السلام لإنهاء الحرب والأوبئة والجوع".
وأضاف "نحن بحاجة إلى سلام حقيقي يؤدي إلى نهاية كاملة لجميع أشكال الصراع، بما في ذلك المناطقية الاجتماعية والطائفية والاقتصاد والوحدة والفيدرالية والسياسة".
وأدت الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم من المدنيين، ونزوح 3 ملايين آخرين، ودفع البلاد إلى حافة المجاعة.