تحقيق إخباري: مزارعو الموز الفلبينيون يقطفون ثمار العلاقات مع الصين

دافاو، الفلبين 19 نوفمبر 2018 /يخطط بول تويور لتوسيع مزرعة الموز خاصته في جنوب الفلبين وزيادة تعداد قواه العاملة لمجاراة الطلب المتزايد من السوق الصينية على الفاكهة الاستوائية.

ومضى على عمل تويور، البالغ من العمر 53 عاما، والذي يدير مزرعة موز مساحتها ستة هتكارات (60 ألف متر مربع)، في مجال زراعة الموز أكثر من 25 عاما.

وقال تويور لوكالة أنباء ((شينخوا))، في مقابلة أجريت معه مؤخرا، "إننا ننتج حوالي 30 حاوية من الموز كل أسبوع، وجميعها يتم شحنها إلى الصين. سوقنا الرئيسي هو الصين".

ويشهد تويور، من مقاطعة دافاو ديل نورتي في جنوب الفلبين، أفضل فترات حياته المهنية، نظرا لأن الصين تشتري المزيد من الموز من الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.

وتنتشر في المقاطعة، المعروفة باسم "عاصمة الموز" في الفلبين، الآلاف من مزارع زراعة الموز، حيث تنتج أكثر من ثلث إنتاج الموز في سائر البلاد.

وتحت رعاية الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، فإن العلاقات الثنائية لم تتحسن فحسب، بل انتقلت إلى مستويات عالية.

وتعد الصين حاليا ثاني أكبر متلق للموز الفلبيني، والذي يعتبر أكبر منتج تصدير زراعي للفلبين. وبلغت صادرات الموز في البلاد للصين 288 مليون دولار أمريكي أو 25.6 في المائة من إجمالي صادراتها من الموز في العام الماضي، مع زيادة على أساس سنوي قدرها 49.5 في المائة من حيث القيمة.

وإلى جانب الموز، تدخل المزيد من الفواكه الاستوائية إلى السوق الصينية قادمة من الفلبين. وتظهر أرقام صادرة عن الحكومة الصينية أن الصين استوردت أكثر من مليوني طن من الفواكه الاستوائية من البلاد خلال العامين الماضيين.

ووفقا للحكومة الصينية، فإن حجم التجارة بين الصين والفلبين في عام 2017 تجاوز 50 مليار دولار، مما جعل الصين أكبر شريك تجاري للفلبين.

وبدأ نيلسون تشوا، رئيس مجلس إدارة شركة "غولدن مينداناو"، وهي إحدى الشركات الرائدة في تصدير الموز في الفلبين، بإرسال الموز إلى الصين في عام 2009. في ذلك الوقت، كان يملك 100 هكتار من مزارع الموز. ويقول لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الآن، لدي 1000 هكتار".

وذكر تشوا أن شركته تصدر حاليا أكثر من 50 حاوية من الموز إلى الصين أسبوعيا، أي ما يقارب ضعف ما كانت عليه الكمية في عام 2015. وأوضح أنها "قرابة ألف طن من الموز من شركتي فقط في كل أسبوع".

ويأتي أكثر من 80 في المئة من إنتاج الموز في البلاد من جزيرة مينداناو الجنوبية. والصنف الرئيسي الذي يُزرع هناك هو موز الكافنديش، لما يتسم به من فترة حفظ أطول وشعبية بين المستهلكين.

ويشعر ريتشارد مارك ديلوس رييس، رئيس جمعية مزارعي ومصدر الموز في مينداناو، بالسعادة لرؤية الصين تبرز كواحدة من الأسواق الرئيسية للموز الفلبيني.

وقال رييس "نحن، كمصدرين، نفضل إرسال الموز إلى الصين نظرا لأن ذلك أسرع (في النقل)، وأنه من السهل التعامل مع الأناس الصينيين عندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية"، مضيفا أن السوق الصينية تقدم أيضا أسعارا أعلى.

ولفت إلى أن الجمعية، وهي مورد رئيسي للموز الفلبيني للصين حيث تضم أكثر من 25 مصدرا نشطا، تشجع مزارعي الموز على توسيع المزارع الآن نظرا لأن الصين تستورد الكثير من الموز.

وتوقع أن يستمر طلب الصين على الموز في الارتفاع خلال السنوات القادمة. وقال إن "ذلك أكيد بنسبة مئة في المئة. هناك فرصة كبيرة بالنسبة لنا للتوسع".

وتعد جيفارلين أوتاو، البالغة من العمر 39 عاما، عاملة محلية في إحدى مزارع الموز في جنوب الفلبين. وتتمثل مهمتها في ضمان التعامل مع موز الكافنديش المقتطف حديثا بعناية قبل توضيب الحشوات المبطنة في صناديق وتحميلها على حاويات للشحن إلى الصين.

وحصلت أوتاو على زيادة كبيرة في الراتب في شهر أغسطس، كون المزرعة تقوم ببيع المزيد من الموز إلى الصين.

وقالت أوتاو، وهي أم لثلاثة أبناء لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أنا سعيدة للغاية بالقول إن الموز الذي نرسله إلى الصين هو من نوعية جيدة وخال من المواد الكيميائية"، مضيفة "آمل أن يشتري المزيد من الصينيين الموز الذي نرسله".