بكين 23 أكتوبر 2018 / إن اتهام واشنطن مؤخرا للصين بالتدخل في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة هو سخافة مطلقة تهدف إلى صرف انتباه الرأى العام عن مشكلاتها الداخلية.
في هذه المرة، تزعم واشنطن بأن الصين تستهدف بعض الناخبين في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية من خلال إجراءات تجارية.
كل هذا محض هراء لأنه معروف للجميع أن الإجراءات التجارية الصينية ضد الولايات المتحدة ليست سوى رد مشروع على الإجراءات العدائية التجارية التي استهدفت بها واشنطن بكين. وأن الصين اضطرت للرد عليها، وهو ما لا علاقة له بالناخبين أو الانتخابات في الولايات المتحدة.
فمع فرض واشنطن لرسوم جمركية إضافية على المزيد والمزيد من المنتجات الصينية، تتأثر العديد من الصناعات والمناطق الأمريكية وتدفع الأسر الأمريكية والمستهلكون الأمريكيون ثمنا باهظا لأفعال حكومتهم.
هذه العواقب هي من صنع واشنطن نفسها. وإن ما يزعم عن "تدخل الصين في الشؤون الداخلية" أمر غير مقنع عندما ينظر المرء في الحقائق.
ولا يمكن لحملة التشهير التي تشنها الولايات المتحدة ضد الصين أن تخفي محاولة واشنطن تحويل التركيز بعيدا عن قضاياها الداخلية خلال موسم الانتخابات ولا يمكن أن تحقق الهدف المتمثل في ابتزاز الصين، والأكثر من ذلك أنها لن تمنع الصين من السعي إلى تحقيق تعاون متبادل المنفعة مع بقية العالم.
وإذا نظرنا للوراء، سنجد أن الصين تلتزم بمسار من التنمية السلمية وتلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، وهو ما يحظى بتقدير واسع من المجتمع الدولي.
ومن ناحية أخرى، تلتزم الصين بتطوير تعاون ودي مع البلدان الأخرى وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وإن مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين تجذب شركاء من أنحاء العالم وتعمل على بناء زخم كبير للسلام والتنمية.
وفي تناقض حاد مع ذلك، تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للصين فيما يتعلق بتايوان والتبت وبحر الصين الجنوبي. بل وصار واضحا وضوح الشمس ما هي الدولة التي تميل إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى عن طريق الغزوات العسكرية أو العقوبات الاقتصادية أو التسلل الثقافي أو التلاعب في الانتخابات.
وبعد أربعين عاما من عمليتها الملحمية من الإصلاح والانفتاح، تمتلك الصين حاليا سوقا استهلاكية ضخمة ونظاما صناعيا كاملا إلى جانب قوة دفع ابتكارية قوية ومرونة اقتصادية.
وبالنسبة للصين والولايات المتحدة، سيستفيد كلاهما من التعاون وسيعانيان من النزاع. وإن شن حرب تجارية ضد الصين لن يساعد الولايات المتحدة على حل مشكلاتها الاقتصادية الأساسية وإن كبح تنمية الصين لن يساعد في جعل أمريكا عظيمة مجددا.
وفي عالم اليوم، يعد السعي لتحقيق السلام والتنمية من خلال التعاون القائم على الفوز المشترك اتجاها لا يمكن مقاومته. فالأحادية والحمائية ومناهضة العولمة تتعارض جميعا مع تيار العصر ولن تؤدى إلى أي نتيجة.
لذلك، ينبغي على واشنطن أن توقف خطابها غير الملائم وسلوكها الاستفزازي وتنضم إلى الصين في إعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح والمساعدة في تعزيز السلام والتنمية في العالم.