بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 8 أكتوبر 2018 /في أجواء احتفالية مبهرة، أقيمت احتفالية ثقافية صينية بالمتحف المصري بالقاهرة، في إشارة إلى تعانق الثقافة الصينية والحضارة المصرية القديمة.
ومن خلال "اليوم الثقافي الصيني" الذي نظمه معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، بساحة المتحف المصري بالقاهرة، قدمت عناصر الثقافة الصينية رسالة قوية تعبر عن الحضارة الصينية العريقة.
وازدانت ساحة المتحف بالفوانيس الصينية الشهيرة بمختلف الأشكال والأحجام، لتعبر عن طبيعة الاحتفالية، فيما صدحت الآلات الصينية التقليدية المميزة، مصاحبة عدد من أغاني التراث الصيني التي قدمتها طالبات معهد كونفوشيوس بالقاهرة.
وحظى الغناء الصيني الذي أداه طلبة معهد كونفوشيوس باعجاب بالغ وتقدير كبير من الحضور الذين تجاوبوا مع الأداء الرائع للأغاني، والمشاعر الصادقة التي عبروا عنها في أدائهم.
وتقول سارة محمد الطالبة بالسنة الرابعة قسم لغة صينية، والتي قامت بغناء أغنية "الأجنحة الخفية"، إن الأغنية هي إحدى أغاني التراث الصينية الشهيرة، وأمضت نحو أسبوع للتدريب عليها.
وأضافت سارة لوكالة أنباء (شينخوا) إن الأغنية تتناول مشاعر الحزن والضيق والوحدة والفشل واليأس، وضرورة أن يكون لدى الانسان أجنحة خفية يتعامل بها مع هذه المشاعر لتحمله إلى أعلى سماء إلى مناطق لم يكن ينتبه إليها فترسم في حياته الأمل وتحوله من انسان فاشل إلى انسان ناجح.
ولفت انتباه الحضور عرض الفنون القتالية "الووشو" الذي اتسم بالقوة والحسم والحزم من قبل الطلبة خلال أدائه.
كما تم تقديم عدد من العروض الراقصة مثل رقصة "التنين" الشهيرة وغيرها من الرقصات.
وحظي عرض الشاي الصيني، باعتبار الصين "موطن الشاي"، وله أهمية كبيرة وطقوس خاصة في الصين باهتمام رواد اليوم الثقافي.
كما تم تقديم عروض للخط الصيني والرسومات الصينية، وحرص عدد من المشاهدين على المشاركة بكتابة أسمائهم باللغة الصينية وتعلم الرسم الصيني.
وأشادت باسمة فكري الطالبة بالصف الثاني قسم لغة صينية بالعروض المقدمة خلال فعاليات اليوم الثقافي الصيني بالمتحف المصري.
وأبدت اعجابها الشديد بتنظيم اليوم الثقافي الصيني بالمتحف المصري، والخروج بالاحتفال من أروقة الجامعة، مما أتاح الفرصة للكثيرين من مختلف دول العالم للمشاركة.
وأكدت أهمية التعرف علي الثقافة الصينية، باعتبارها المدخل الرئيسي للتقارب بين الشعوب والحضارات.
من جانبها، ترى الدكتورة رحاب محمود مدير معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، أن تنظيم اليوم الثقافي الصيني للمعهد بالمتحف المصري له أهمية كبيرة، مشيرة إلى أن المتحف المصري يعد من أهم متاحف العالم، وأن عرض الثقافة الصينية فيه يعد انجازا مهما جدا.
وقالت محمود لوكالة أنباء (شينخوا) إن الذين يشاهدون الثقافة الصينية اليوم ليسوا فقط طلاب معهد كونفوشيوس، حيث كنا ننظمه من قبل داخل الجامعة، لكن اليوم يشاهد هذه الاحتفالية سياح من كل دول العالم، بالاضافة للمواطنين المصريين، بالاضافة للكثير من طلبة اللغة الصينية بالجامعات المصرية المختلفة.
وأضافت "نقدم اليوم مزيجا متنوعا من الثقافة الصينية، منها عرض الووشو وهي من أهم الرياضات الصينية، وكرة الريشة، بالاضافة إلى الفن الصيني من العروض الفنية الراقصة والغناء والعزف على الآلات الصينية التي يؤديها الطلاب، وطريقة كتابة الخط الصيني، فن قص الورق والمعقودات الصينية، التي يحتفي بها الصينيون في كل أعيادهم واحتفالاتهم".
وتابعت قائلة "نستطيع من خلال ما يقدم اليوم أن نلم بالكثير من الثقافات الصينية المختلفة".
وأشارت إلى أن الصين ومصر بلدين ذو حضارة عريقة ولهما تاريخ طويل جدا، ولديهما أرضية مشتركة واسعة من العادات والتقاليد، باعتبارهما بلدين شرقيين، مشيرة إلى أن معهد كونفوشيوس يحاول تعريف الشعب المصري بكل هذه العادات والتقاليد من خلال الفعاليات المتعددة التي يقدمها.
بدورها، عبرت مدير المتحف المصري صباح عبد الرازق، عن سعادتها البالغة لاستضافة اليوم الثقافي الصيني الذي ينظمه معهد كونفوشيوس.
وأكدت عبدالرازق لوكالة أنباء (شينخوا) أن الاحتفالية شهدت تفاعلا كبيرا بين رواد المتحف من مختلف الجنسيات والثقافة الصينية التي تمثل واحدة من أعرق الحضارات الانسانية.
واردفت قائلة "هدفنا من استضافة هذه الاحتفالية اتاحة الفرصة لتعريف رواد المتحف بالثقافة الصينية وتوفير المعرفة لهم من خلال الأنشطة الثقافية المقدمة".