واصل الجيش السوري والقوات الرديفة يوم الاثنين توسيع نطاق سيطرتهم في محيط تلول الصفا بريف السويداء الشرقي، وتقليص المساحة التي تفصل الجيش السوري عن مقاتلي تنظيم "داعش" المتحصنين في التلول والجروف الصخرية الوعرة، والتي تعد آخر معقل لمقاتلي هذا التنظيم، بالتزامن مع استمرار التفاوض حول المختطفين من الريف الشرقي لمحافظة السويداء، لدى التنظيم.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية ((سانا)) بأن وحدات الجيش خاضت اشتباكات عنيفة مع فلول إرهابيي تنظيم "داعش" على المحور الشمالي الغربي والغربي والجنوبي الغربي، محققة مزيدا من التقدم في منطقة الجروف الصخرية على مشارف تلول الصفا، وبسطت سيطرتها على مساحات واسعة تضم مغاور وكهوفا ونقاط سيطرة، كان الإرهابيون يستغلونها للتمركز والاختباء والقنص.
وبينت ((سانا)) أن وحدات الجيش أوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين بينهم قناصون، ودمرت لهم أسلحة وذخيرة في محيط منطقة قبر الشيخ حسين، خلال محاولاتهم اليائسة لوقف تقدم الجيش السوري، وسط حالة من الانهيار والفرار بين الإرهابيين باتجاه عمق المنطقة، حيث تتم ملاحقتهم بالوسائط النارية المناسبة.
ولفتت الوكالة إلى أن وحدات الجيش نفذت بالتزامن مع تقدمها رمايات صاروخية ومدفعية مكثفة وغارات جوية على مواقع وتحصينات وتحركات إرهابيي "داعش" بين الصخور، ما زاد من خسائرهم ودمر تحصيناتهم وأوكارهم.
وعرض التلفزيون الرسمي تقريرا مصورا عن تقدم الجيش السوري في تلول الصفا والجروف الصخرية التي كان يتحصن فيها مقاتلو تنظيم "داعش"، إضافة إلى ظهور كمية من الأدوية كانت بحوزة مقاتلي "داعش" في الكهوف والجروف الصخرية التي فرّ منها مقاتلو التنظيم إلى عمق تلول الصفا.
وأكد ضابط ميداني فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الجيش السوري تمكن يوم الاثنين من السيطرة على مساحات جديدة كان تنظيم "داعش" يتحصن بها، لافتا إلى أن الجيش السوري يخوض معارك عنيفة، بغية تشديد الحصار على مسلحي تنظيم "داعش" وإجبارهم على الاستسلام.
وتابع المصدر الميداني يقول إن "مقاتلي تنظيم داعش هربوا من الجروف الصخرية التي كانوا يتحصنون فيها، وتم قطع طرق إمداد الماء والذخائر لهم".
وأشار المصدر الميداني إلى أن المعركة تأخرت بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة، التي تعيق تقدم الجيش السوري بسرعة، مبينا أن الجيش السوري سيعلن في وقت قريب السيطرة على تلك التلول.
وعلى صعيد متصل، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن، أن التفاوض لا يزال مستمراً بين سلطات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية- داعش"، حول مصير المختطفين والمختطفات من أبناء ريف السويداء، والمحتجزين لدى التنظيم منذ الـ25 من يوليو الماضي.
ونقل المرصد السوري عن مصادر متقاطعة قولها إنه "على الرغم من قطع المفاوضات شوطاً مهماً من حيث التوافق المبدئي على المضي في التفاوض مجدداً بعد عدة إخفاقات سابقة، إلا أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى توافق حول الإفراج عن المختطفات والمختطفين البالغ عددهم نحو 30 بينهم أطفال"، مشيرا إلى إفراج مسلحين من ريف السويداء عن 12 طفلاً و15 مواطنة من عشائر البدو في ريف السويداء، كانوا محتجزين لدى هؤلاء المسلحين، وجرت عملية الإفراج عنهم بوساطة من القوات الروسية.
وأفاد شهود عيان لـ((شينخوا)) بدمشق أن إطلاق سراح المختطفين من عشائر البدو والمحتجزين من قبل فصائل مسلحة تطلق على نفسها "رجال الكرامة"، أثار موجة انتقادات عارمة لدى إطلاق سراح المختطفات بحضور مشايخ العقل (لطائفة الموحدين الدروز) وضباط روس.
وعن سبب الانتقادات، قال شهود العيان إنه "كان من الضروري عدم إطلاق سراح النسوة والأطفال، قبل أن تتم معرفة مكان المختطفين من أهالي الريف الشرقي المحتجزين لدى تنظيم داعش منذ 25 يوليو الماضي."
ويشار إلى أن منطقة تلول الصفا التي تدور فيها المعارك حاليا بين الجيش السوري والمتحالفين معه من جانب، ومقاتلي تنظيم "داعش" من جانب آخر، هي منطقة وعرة وذات طبيعة جغرافية صعبة تجعل تقدم الجيش السوري بطيئا، إضافة إلى تحصن تنظيم "داعش" في الكهوف والمغاور الموجودة بتلك المنطقة.
وتأتي الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري في الريف الشرقي من السويداء على خلفية هجوم مباغت شنه تنظيم "داعش" في 25 من يوليو الماضي، على قرى الريف الشرقي للسويداء، بالتزامن مع هجوم انتحاري على مدينة السويداء، وأسفر الهجومان عن مقتل أكثر من 260 شخصا بين مدنيين ومقاتلين محليين حاولوا الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم في تلك المنطقة.
كما قام مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية-داعش" باختطاف أكثر من 30 مدنياً معظمهم أطفال ونساء، إلى جهة مجهولة. وظهر المختطفون في عدة مقاطع فيديو، يطالبون بالسعي للإفراج عنهم.