بيروت 29 سبتمبر 2018 / دعت نقابة محرري الصحافة اللبنانية اليوم (السبت) إلى إنقاذ الصحافة الورقية ودعمها، غداة إعلان (دار الصياد) المالكة لعدد من الصحف والمجلات وقف صدور كافة مطبوعاتها.
وأعلنت صحيفة (الأنوار) الصادرة عن (دار الصياد) الجمعة توقفها عن الصدور اعتباراً من الإثنين المقبل، إضافة إلى توقف جميع المجلات الصادرة عن الدار.
وتصدر صحيفة (الأنوار) في لبنان منذ عام 1959.
وتعتبر دار الصياد، التي أسسها الكاتب سعيد فريحة في العام 1943، واحدة من أقدم دور النشر الصحفية في لبنان.
وتصدر هذه الدار العريقة عددا كبيراً من المطبوعات السياسية والاجتماعية ومطبوعات متخصصة بالشؤون العسكرية والإدارية والكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات.
وقالت النقابة في بيان اليوم "إن توقف دار الصياد عن الصدور (..) هو نبأ صادم للأسرة الصحفية والإعلامية في لبنان والعالم العربي".
واعتبرت "أن ما حل بدار الصياد وبالعديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية من قبل يعكس مدى إهمال الدولة لقطاع الصحافة الورقية" رغم علمها أن "أزمة الصحافة المكتوبة هي أزمة عالمية نتيجة التطور التقني".
وحملت النقابة أصحاب المؤسسات والدور الصحفية قسطا وافرا من المسؤولية عما آلت إليه أوضاع مؤسساتهم، ودعت كل المعنيين في قطاع الإعلام بتنوع اختصاصاته إلى "التحرك من أجل إنقاذ الصحافة الورقية (..) ودعمها ماديا ومعنويا لأنها جزء لا يتجزأ من تاريخ لبنان".
وقالت إن "إنقاذ الصحافة الورقية يعني إنقاذ صورة لبنان الحضارة القائم على تراث الحرية".
وتكافح الصحف اللبنانية من أجل عدم اقتصار الصدور على النسخة الإلكترونية واستمرار الطبعة الورقية.
وتعاني هذه الصحف من مشاكل ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل الداخلي والعربي وازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الإعلانات وارتفاع أسعار الورق والمطابع، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، ما أدى إلى انخفاض أرقام التوزيع، حسب خبراء ومراقبون.
وتحاول هذه الصحف دون طائل تأمين موارد جديدة لمواجهة الأزمة المالية، وسط منافسة حادة من مواقع إخبارية إلكترونية والأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى خلفية هذه الأزمات، توقفت صحيفة (السفير) بعد 42 عاما من الصدور، وأغلقت صحيفة (الحياة) العريقة في يونيو مكتبها في لبنان بعد شهر من توقف طبعتها الورقية في بيروت، وتعاني صحيفة (النهار) مع صحف ومحطات تلفزة لبنانية أخرى من ضائقة مالية.