بكين 10 يونيو 2018 / أشاد أكاديميون ومسئولون من جميع أنحاء العالم بخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الرئيسي الذي القاه اليوم (الأحد) أمام قمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو الساحلية شرق الصين.
وفي خطابه، دعا شي دول الكتلة الاقليمية إلى العمل بشكل وثيق من أجل بناء مجتمع مصير مشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون والتحرك قدما نحو نوع جديد من العلاقات الدولية وبناء عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل يتمتع بالسلام المستدام والأمن العالمي والرخاء المشترك.
وقال اسانجا ابياجوناسيكيرا، المدير العام لمعهد دراسات الأمن القومي في سريلانكا، إن دعوة الرئيس شي إلى التحرك قدما نحو نمط جديد من العلاقات الدولية "تجسد روح العصر للنظام العالمي الحديث".
وأوضح "الأمم الآسيوية، بما فيها سريلانكا، يتعين عليها ان تدعم تماما هذا الجهد لخلق نظام عالمي أفضل وأكثر استقرارا."
وقال زيفادين جوفانوفيتش، الخبير في العلاقات الدولية في العاصمة الصربية بلجراد، إن الرئيس شي قدم "وجهات نظر ايجابية ولها بصيرة بشأن كيفية معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية العالمية."
وأوضح "شي أظهر للعالم دور منظمة شانغهاي للتعاون في الحوكمة العالمية ومهد الطريق من أجل تعزيز السلام والتعاون المربح للجميع في عالم متعدد الاقطاب دون قيود جيوسياسية واثار الانعزالية."
وجوفانوفيتش هو المؤسس لمنتدى بلجراد لعالم من المتساوين ومركز أبحاث ارتباطية طريق الحرير.
وقالت ماريا جوليفا، الاستاذ المساعد في التاريخ والتي ترأس قسم نظريات التنمية الاجتماعية للشعوب الاسيوية والافريقية في جامعة سان بطرسبرج الروسية، إن الصين تسعى إلى تولي التزامات دولية جادة من شأنها تدعيم وضعها كدولة كبيرة في العالم.
وقالت "هذا واضح في عدد من تصريحات شي التي تشمل الحاجة لملء الفجوة في مستويات التنمية بين الدول، والاعلان من جانب الرئيس شي عن اسهام الصين في الاتحاد المصرفي لمنظمة شانغهاي للتعاون."
كان الرئيس شي أعلن في خطابه أن بلاده ستقيم خدمة إقراض خاصة بقيمة 30 مليار يوان (4.7 مليار دولار) في إطار الاتحاد المصرفي للمنظمة.
وقال تيجران ساركسيان، رئيس الوزراء الأرميني السابق، في تعليقه على خطاب شي الذي قال فيه إن على منظمة شانغهاي للتعاون ان "تدافع عن المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول بين الحضارات" و"اتباع مبدأ تحقيق نمو مشترك عبر المناقشة والتعاون في الانخراط في الحوكمة الدولية، إن هذه التعليقات أظهرت ان الصين واثقة من نفسها وعلى وعي بنقاط القوة والضعف لديها.
وأوضح ساركسيان، رئيس مجلس إدارة اللجنة الاقتصادية الأوراسية، أن مثل هذا التوجه يساعد في حل المشكلات بفاعلية ويساعد في البحث عن حلول في مجال التعاون الخارجي بناء على المساواة والمنفعة المتبادلة.
كما سيسهم هذا التوجه في كسب ثقة المجتمع الدولي ووضع الأساس لإقامة علاقات تعاونية طويلة الأجل مع الدول الأخرى وتحقيق الرخاء المشترك.
ويعتقد بي. ار. ديباك، استاذ الدراسات الصينية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، أن تأكيد شي على "روح شانغهاي" أمر مناسب حيث أصبحت الحمائية والتوجهات السياسية الاحادية تتجه "نحو تعطيل النظام الاقليمي والدولي القائم" وخلق صراعات بين الدول.
وقال إن "روح شانغهاي"، مجموعة مبادئ أساسية تجمع بين الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور، "يمكن بشكل أساسي اعتبارها ترياقا" لهذه التوجهات.
وأشادت الينا جريشيكفيتش، نائبة رئيس جمعية الصداقة الصينية-البيلاروسية، بتصريحات شي بشأن بناء الوحدة والاحترام المتبادل.
وقال شي في خطابه "علينا ان نحترم مسارات التنمية الخاصة ببعضنا البعض والموائمة بين مصالحنا الجوهرية وشواغلنا الأساسية. يتعين علينا تعزيز التفاهم المتبادل عن طريق وضع أنفسنا مكان الآخرين وتعزيز التناغم والوحدة عبر السعى نحو أرضية مشتركة وتنحية الخلافات جانبا."
وقالت جريشيكفيتش إن القمة لها أهمية كبرى حيث انها تعزز التعاون المتبادل بين الدول الاعضاء والدول المراقبة.
وقال شيتال بابو ريجمي، السكرتير العام السابق للحكومة النيبالية، إنه معجب بذكر التبادلات الثقافية وتنمية الموارد البشرية في خطاب شي.
وقال إنه اذا طبقت مقترحات شي في المجالين باخلاص، فإن المنطقة ستحقق تقدم ملموس في التحديث الصناعي ومن الممكن ان تصبح مركزا للاقتصاد العالمي.
وقال افتانديل اوتنياشفيللي، رئيس تحرير وكالة أنباء (نيوزداي) الجورجية، إن خطاب شي مفعم بروح التعاون والتشاور والشمول و"يرسم المسار" نحو التنمية المستقبلية للكتلة.
وأوضح أن مقترحات شي لتحسين الحوكمة العالمية ورؤيته لمجتمع مصير مشترك للبشرية تعكس التطلعات المشتركة للشعوب في مختلف أنحاء العالم وتقدم منظورا جديدا نظرا لان العالم يحتاج للتخلي عن عقلية الحرب الباردة والسعي نحو التعاون العالمي.