تشينغداو، الصين 10 يونيو 2018 /مع اختتام فعاليات قمة منظمة شانغهاي للتعاون الناجحة في مدينة تشينغداو الساحلية شرق الصين، تبدأ المؤسسة العابرة للقارات رحلة جديدة نحو الأمن والرخاء المشترك.
ويعد اجتماع تشينغداو حجر زاوية في تاريخ المنظمة، فهو أول قمة للمنظمة بعد انضمام الهند وباكستان للمنظمة العام الماضي جنبا إلى جنب مع الصين وقازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان واوزبكستان. وفي توافق مثير للاهتمام، شرعت المنظمة في الابحار نحو عصر جديد.
وبفضل توسع العضوية، نمت المنظمة لتصبح أكبر منظمة اقليمية للتعاون الشامل في العالم، من حيث المساحة التي تغطيها وعدد سكانها. بعدد سكان يبلغ 3.1 مليار نسمة، تحمل المنظمة الآن على عاتقها ثقل أكبر وتلعب دورا أكثر أهمية على الساحة الدولية.
وزعماء المنظمة، كما أظهرت القمة، لديهم الارادة لتولي مسئولياتهم سواء على مستوى دولهم أو على مستوى العالم. فقد تعهدوا بتعميق شراكتهم من أجل السلام والتعاون والمساواة والانفتاح والشمول والمنفعة المتبادلة والعمل مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية واقليمية أخرى من أجل التعزيز المشترك للسلام الدائم والرخاء المشترك للعالم.
كما وقعوا على سلسلة من الاتفاقيات والوثائق الأخرى، بما في ذلك إعلان تشينغداو التاريخي وخطة العمل الخمسية لتنفيذ المعاهدة بشأن حسن الجوار والصداقة والتعاون بين دول منظمة شانغهاي للتعاون على المدى الطويل، التي وضعت خارطة طريق لمستقبل تعاون وتنمية المنظمة.
والانجاز الذي ربما يعد الأكثر أهمية الذي توصل إليه أعضاء المنظمة هو ان الأعضاء عززوا الثقة السياسية المتبادلة وتوصلوا إلى توافق جديد بشأن اتجاه وارشادات مستقبل التنمية للمنظمة.
وعلى مدار 17 عاما منذ إقامتها، التزمت المنظمة بشكل ثابت بمبدأها الأساسي -- روح شانغهاي التي ترتكز على الثقة المتبادلة والنفع المتبادل والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي والسعى نحو التنمية المشتركة.
واسترشادا بروح شانغهاي، فإن الدول الأعضاء في المنظمة نفذت تعاونا بناء في مختلف المجالات مثل الأمن والاقتصاد والتبادلات الشعبية، ما قدم زخما قويا لتنمية المنظمة والدول الاعضاء وحول المنظمة لواحدة من أكثر الآليات الديناميكية متعددة الأطراف في العالم.
فعلى سبيل المثال، قفز إجمالي الناتج المحلي للدول الست المؤسسة للمنظمة من 1.67 تريليون دولار عام 2001 إلى 12.63 تريليون دولار عام 2017، مسجلا نمو أكثر من 7 أضعاف. ووفقا للسكرتير العام للمنظمة راشد عليموف، حقق إجمالي الناتج المحلي للدول زيادة بمتوسط 4.84% عام 2016، وهو أسرع بمقدار الضعف مقارنة بإجمالي الناتج المحلي العالمي.
وبالنظر إلي التغيرات العميقة في عالم اليوم، فإن روح شانغهاي أثريت وفقا لذلك. وخلال قمة تشينغداو، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤية الصين بشأن الأمن والتنمية والتعاون والحضارة والحوكمة العالمية، ما أعطى شكلا أكمل لروح شانغهاي في العصر الجديد لتنمية منظمة شانغهاي للتعاون.
وبسبب التحديث المستمر لإرشادات منظمة شانغهاي للتعاون تتمتع المنظمة بنمو مثير للاعجاب وأصبحت نموذجا لبناء نمط جديد من العلاقات الدولية بدعم من الصين يتسم بالاحترام المتبادل والعدالة والمساواة والتعاون القائم على الربح للجميع.
ومع انتهاء قمة تشينغداو التاريخية، فإن منظمة شانغهاي للتعاون ستحقق بكل تأكيد قفزات جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقا وستقدم اسهامات جديدة لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
تنبع الثقة من أساس صلب. أولا، في إطار توجيه توافقها السياسي، ستعمل الدول الأعضاء على زيادة تقوية التضامن بينها وأيضا أساس التنمية المستقبلية للمنظمة. وفي ضوء الانعزالية والقومية في بعض أنحاء العالم، فالوحدة الأقوى لمنظمة شانغهاي للتعاون لها أهمية عالمية خاصة.
علاوة على ذلك، فإن الإنجازات الجوهرية لقمة تشينغداو، مع الاتفاقيات السابقة ، ستعطي المزيد من الزخم لكافة أوجه التعاون بين دول المنظمة وسيفتح المجال أمام المزيد من فرص التنمية للمنظمة.
ومع تقديم لمحة عن المستقبل في الاجتماع الأخير للمنظمة، فإن زعماء المنظمة اتفقوا بالفعل على بدء أو تعزيز التعاون في بعض المجالات مثل مكافحة المخدرات والسياحة والجمارك وتيسير التجارة والأمن الغذائي وحماية البيئة ومنع الأوبئة وتشارك قواعد البيانات الجنائية.
وبالنظر للدور المتصاعد للمنظمة الاوراسية وزيادة تأثيرها الدولي، فإن قفز منظمة شانغهاي للتعاون نحو مستقبل أكثر إشراقا سيجلب المنافع ليس فقط للمنطقة بل للعالم بأسره.