تشينغداو 10 يونيو 2018 /ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة السنوية لمنظمة شانغهاي للتعاون اليوم (الأحد)، بهدف دفع المجموعة نحو تحقيق مصير مشترك للرخاء المشترك وسط عدم استقرار وشكوك على المستوى العالمي.
وشهد الاجتماع الـ18 لمجلس رؤساء الدول أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تشينغداو الساحلية شرق الصين أول تجمع لقادة جميع الدول الثماني الأعضاء بالمنظمة -- منذ اعلان العضوية الكاملة للهند وباكستان العام الماضي.
وتمثل المنظمة 20 بالمئة من الاقتصاد العالمي و40 بالمئة من تعداد السكان في العالم.
وبانضمام زعماء من شتى أنحاء أوراسيا ورؤساء منظمات دولية إلى اجتماع طاولة مستديرة، أشاد شي بالمنظمة ذات الـ17 عاما باعتبارها "نموذج جديد للتعاون الإقليمي" ولتبادل أفكار بشأن كيفية التعامل مع التحديات العالمية.
وشهدت القمة، التي استمرت يومين، توقيع القادة على وثائق في مجالات متنوعة تشمل الأمن والتسهيلات التجارية والتبادلات الشعبية وإرسال إشارة بالوحدة والتعاون، على خلفية التحديات العالمية مثل الهيمنة وسياسات القوة والتهديدات الأمنية والأحادية والحمائية التجارية.
وقال شي "ينبغي علينا، مسترشدين بروح شانغهاي، العمل الوثيق على بناء مجتمع منظمة شانغهاي للتعاون ذي مصير مشترك، والمضي قدما نحو نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل ينعم بسلام دائم وأمن عالمي ورخاء مشترك."
رؤية إبداعية لروح شانغهاي
وأرجع شي القوة التي تحظى بها المنظمة إلى روح شانغهاي التي تحافظ على ثقة متبادلة ومنفعة متبادلة ومساواة وتشاور واحترام للحضارات المتنوعة والسعي لتحقيق تنمية مشتركة.
وتتجسد روح شانغهاي حاليا بمحتوى غني كما هو موضح في خطاب شي خلال القمة.
وقال شي "علينا المحافظة على تنمية ابتكارية ومنسقة وخضراء ومفتوحة وشاملة"، داعيا إلى حل القضايا المتعلقة بالتنمية غير المتوازنة.
واقترح أمنا مشتركا وشاملا وتعاونيا ومستداما.
وقال "ينبغي أن نرفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين الكتل ونعارض ممارسات السعي لتحقيق الأمن المطلق لدولة ما على حساب أمن دول أخرى."
وشدد الرئيس شي على تعاون مفتوح وشامل لتحقيق نتائج مربحة للجميع، قائلا "يتعين أن نرفض السياسات الانانية وقصيرة النظر ومغلقة الأبواب"، مضيفا "ينبغي أن ندافع عن المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمول بين الثقافات."
كما دعا إلى الالتزام بمشاورات مكثفة ومساهمة مشتركة ومنافع مشتركة في الحوكمة العالمية.
خارطة طريق للعمل
تجاوزت قمة تشينغداو النظريات والمفاهيم لتضع خارطة طريق لعمل ملموس.
ووفقا للرئيس الصيني، فإنه يتعين بناء قوة الوحدة والثقة المتبادلة بين دول تحترم الخيار الخاص بمسارات التنمية، وتتكيف مع المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضها البعض.
وشدد شي على ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف وإجراء "مهمة سلام"، قائلا إن الصين ستدرب 2000 من أفراد إنفاذ القانون لجميع الأطراف خلال الثلاث سنوات المقبلة من أجل تعزيز إنفاذ القانون.
وأصبح العنصر الاقتصادي لمنظمة شانغهاي أكثر بروزا خلال السنوات الأخيرة، واقترح شي زيادة التكامل بين استراتيجيات التنمية والسعي نحو مبادرة الحزام والطريق لتحقيق نمو مشترك من خلال المناقشة والتعاون.
وتضمنت الحزمة الصينية للتنمية المشتركة إقامة خدمة إقراض خاصة بقيمة 30 مليار يوان (4.7 مليار دولار أمريكي) في إطار الاتحاد المصرفي للمنظمة.
وطالب شي بعلاقات أوثق من خلال التبادلات الشعبية والثقافية، قائلا إن الصين ستوفر 3 آلاف فرصة تدريب في تنمية الموارد البشرية للدول الأعضاء في المنظمة خلال السنوات الثلاث المقبلة من أجل تعزيز التفاهم العام ودعم منظمة شانغهاي للتعاون.
كما ستقوم المنظمة بتوسيع شبكات الشراكة في التعاون الدولي والاسهام في حل القضايا المهمة وتحسين الحوكمة العالمية.
وتم تأسيس منظمة شانغهاي للتعاون في 2001 من قبل الصين وقازاقستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان. وانضمت الهند وباكستان بعضوية كاملة العام الماضي خلال قمة استانة في قازاقستان. كما تضم المنظمة دولا مراقبة وهي أفغانستان وبيلاروس وإيران ومنغوليا.
وتعد قمة تشينغداو واحدة من أربع أنشطة دولية يترأسها شي في الصين هذا العام، في إشارة إلى ممارسة "دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية".
وكانت الأنشطة الأخرى: المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي في أبريل، ومنتدى قمة التعاون الصيني-الأفريقي في سبتمبر ومعرض الاستيراد الدولي الصيني الأول في نوفمبر.
وتهدف جميع هذه الأنشطة إلى بناء "نمط جديد من العلاقات الدولية" و"مجتمع مصير مشترك للبشرية" -- وهما فكرتان أوضحهما شي على مدار السنوات الخمس الماضية.