ترجمة وتحرير: د. فايزة سعيد كاب
بعد يومين من اصدار حكومة بوركينا فاسو يوم 24 مايو بيانا تعلن فيه قطع ما يسمى بـ "العلاقات الدبلوماسية" مع تايوان، وقع مستشار الدولة ووزير الشؤون الخارجية وانغ يي ووزير خارجية بوركينا فاسو ألفا باري في بكين بيانا مشتركا بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وبوركينافاسو، واعتراف حكومة بوركينا فاسو بأنه لا توجد سوى صين واحدة بالعالم وأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل كل الصين وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
وقد اثار الاتفاق وتوقيع البيان المشترك بشأن استئناف العلاقات بين البلدين جنون السلطات التايوانية التي اعلنت " الانتقام". وأشارت شو شياو هوي خبيرة الشؤون الدولية في تعليق نشر على صحيفة الشعب اليومية، إلى أن قطع بوركينا فاسو علاقاتها مع تايوان يؤثر بعمق على الاخيرة، حيث كانت بوركينا فاسو الدولة الاكثر كثافة سكانية وثاني أكبر دولة مساحة بين الدول التي تحافظ على ما يسمى “العلاقات الدبلوماسية " مع تايوان، ولكن، ما جعل تايوان أكثر توترا هو تحول الاعتراف بـ " صين واحدة" الى اتجاها عاما. فقد قطعت جمهورية الدومينيكان قبل أقل من شهر علاقاتها الديبلوماسية مع تايوان، ومنذ عام 2016 إلى عام 2017، قطعت غامبيا وساو تومي وبرينسيبي وبنما على التوالي علاقاتهم عن تايوان. وتوسعت دائرة الاصدقاء للصين لتشمل 177 دولة، وتقلصت دائرة الاصدقاء لتايوان الى 18 دولة.
وأضافت شو شياو هوي أن بوركينا فاسو لديها الحق في اختيار أفضل شريك، وأنها اتخذت خياراتها الخاصة التي تتماشى مع مصالح الحكومة والشعب. وفي عام 2017، بلغ حجم التجارة بين الصين وبوركينا فاسو في غياب العلاقات الرسمية بينهما حوالي 200 مليون دولار، بنسبة من الزيادة السنوية بلغت 31.1 ٪، أكثر بكثير من حجم التبادلات الاقتصادية والتجارية بين منطقة تايوان بوركينا فاسو، ما جعل الاخيرة تولي المزيد من الاهتمام باتجاه التنمية في البر الرئيسي الصيني والتحسين المستمر لنفوذه الدولي.
كما تعتقد شو شياو هوي أن القارة الافريقية بأكملها تحرص على الفرص التي تجلبها التنمية في الصين. حيث أن الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لسنوات عديدة، ومبادرة " الحزام والطريق" الصينية جذابة للغاية في افريقيا. حيث تدعم الصين بنشاط البنية التحتية في افريقيا وتضخ زخما في الدول البعيدة عن التنمية لتصبح دعما هاما للانتعاش المعتدل للاقتصاد الافريقي. وتشارك الشركات الصينية في بناء سكة حديد مومباسا ـ نيروبي وسكة حديد أديسابابا ـ جيبوتي اللتان تساهمان في الربط البيني الإقليمي وتعزيز التنمية الاقتصادية للبدان على طول الطريق. وساهمت المشاريع الصينية مثل مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في تحسين بنية الطاقة المحلية ودفع التنمية الصناعية. كما أن التعاون في الطاقة الانتاجية بين الصين وافريقيا مزدهرة، وهناك أكثر من 100 منطقة صناعية بعضها تم تشغيلها سابقا وبعضها تحت الانشاء. وتتمتع الصين بالعديد من المزايا مثل الراس المال والتكنولوجيا والمعدات، وافريقيا لديها العديد من الإمكانات مثل الموارد والعائد الديمغرافي والأسواق، وينتج من التعاون بين الجانين "1 + 1> 2".
بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبوركينافاسو، تايوان ليس لديها علاقات سوى مع سوازيلاند في افريقيا. وشدد وانغ يي خلال اعرابه عن موقفه من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبوركينافاسو على أن الصين وافريقيا تتطلعان الى تحقيق " تجمع العائلة بالكامل " في وقت مبكر وأخذ صورة "عائلية جماعية كاملة"، وتأمل الصين أن تنضم الدولة الوحيدة في افريقيا التي لم تقيم علاقات دبلوماسية بعد مع الصين الى "عائلة الصداقة الصينية الافريقية الكبيرة". وفي الوقت الحالي، تواجه العلاقات الصينية ـ الافريقية فرصا مهمة. حيث ستعقد بعد 3 أشهر قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وسيكون هذا حدثا تاريخيا وإضافة مهمة في تعزيز التضام والتعاون بين الصين وافريقيا. والصين مستعدة للعمل مع افريقيا لبناء " الحزام والطريق"، وملتزمان بالتعاون المربح للطرفين والتنمية المشتركة، لبناء مجتمع أقرب ذي مصير مشترك للبشرية بين الصين والدول الإفريقية في العصر الجديد.
لقد خطت بوركينا فاسو خطوة صحيحة. والآن، أرسلت الصين دعوة حسنة النوايا لسوازيلاند آمله ألا تفوت فرصة تطوير التعاون بين البلدين والاسراع في اتخاذ القرار السياسية وقبول مبدأ صين واحدة للحاق بقطار تنمية العلاقات الصينية ـ الافريقية.