قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع مع نظيرته الأسترالية جولي بيشوب هذا الأسبوع إنه يتعين على أستراليا أن تخلع" نظارتها المضللة" عند النظر إلى التنمية الصينية.
واعترفت بيشوب بأن التقارير السلبية عن الصين في وسائل الإعلام الأسترالية قد أثرت على العلاقات الثنائية. وأكدت أن هذه التقارير لا تعكس موقف الحكومة الأسترالية.
وكانت وسائل الإعلام الإسترالية قد روجت على عكس الحقيقة بأن السبب وراء محاولة البرلمان الاسترالي تعديل قوانين كبح التأثير الخارجي هو الغضب من الحكومة الصينية.
لكن أكثر ما أثار الغضب هو تصريحات السياسيين الأستراليين التي ربطت الصين بالتعديل دون تقديم دليل قوي على تدخل الحكومة الصينية في السياسة الأسترالية.
ومن خلال تكرار مثل هذه التقارير، حاولت بعض وسائل الإعلام الأسترالية وبعض المعلقين في الشأن الصيني بيع هذه المزاعم على أنها حقائق.
وكما قالت بيشوب تعرف بعض وسائل الإعلام الأسترالية بـ"تقاريرها السلبية عن الصين". وتقدم التقارير الأخيرة التي تناولت في الصحف الرئيسية كلمة محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي فيليب لوي بشأن الصين دراسة حالة كلاسيكية حول كيفية تضليل مثل هذه النظارات لخطاب متوازن، مما يجعله بمثابة نقد للصين.
وبينما سخر لوي معظم حديثه عن أهمية الاقتصاد الصيني لأستراليا وأعرب عن تقديره لما فعلته الحكومة الصينية للتعامل مع مخاطر نظامها المالي، إلا أن وسائل الإعلام الأسترالية تناولت الخطاب من منظور سلبي، مركزة بالأساس على مخاطر النظام المالي للصين.
وفي كلمته قال، لوي إن تجارة بلاده مع الصين توسعت بشكل سريع في العقد الماضي إلى درجة أن الصين أصبحت الآن أكبر شريك تجاري لأستراليا. وتمثل الصين تقريبا ثلث صادرات وخمس واردات أستراليا. وهناك اتجاه جديد للعلاقات التجارية الثنائية يتمثل في زيادة صادرات الخدمات الأسترالية إلى الصين، ولاسيما السياحة والتعليم، بمعدل 15 بالمئة في المتوسط، أي ما يفوق خدماتها المصدرة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا مجتمعين.
وفي العام الماضي، زار 1.4 مليون صيني أستراليا مقارنة بـ400 ألف قبل عقد مضى. ويوجد في الوقت الحالي حوالي 200 ألف طالب صيني يدرسون في أستراليا.
ربما يجد بعض الأستراليين الذين يرتدون "النظارات المضللة" منذ وقت طويل الأمر غير مريح عندما ينظرون إلى الصين بأعينهم المجردة. لكن من خلال النظر فقط إلى الصين كما هي يمكن لأستراليا أن تعيد علاقاتها مع الصين إلى المسار الصحيح وتطور علاقة صحية مع شريكها التجاري الأكبر.
وقال وانغ إن الصين تتبع مسارا تنمويا يختلف عن الدول الرئيسية التقليدية. ولا تتدخل الصين في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، ناهيك عن ما يسمى باختراق الدول الأخرى. فهدف الصين هو إجراء التعاون على قدم المساواة مع جميع الدول الأخرى بما في ذلك أستراليا وتحقيق نتائج الفوز المشترك.
وأكد وانغ أن الصين تولي أهمية للعلاقات الصينية-الأسترالية ، ومستعدة للعمل مع أستراليا على كيفية تحسين العلاقات الثنائية عمليا.
فالجانب الصيني لديه الكثير من النوايا الحسنة، وسيكون من المفيد لأستراليا أن تعترف بذلك وتتقبله.