تحقيق إخباري: فلسطيني يتأهل لأول مرة لمنافسات "كروسفت" الإقليمية لمواجهة الرياضيين الدوليين

رام الله 16 أبريل 2018 / يفخر الفلسطيني باسل قطامش ، بتحقيقه إنجازا لافتا عبر التأهل إلى المنافسات الإقليمية لرياضة "كروسفت" المقرر عقدها في مدريد في يونيو المقبل.

ويعتبر قطامش البالغ من العمر (29 عاما) أول فلسطيني يشارك في هذه المنافسات التي تجمع آلاف الرياضيين من كافة أنحاء العالم.

وجاء تأهل قطامش بعد خوضه المنافسة المفتوحة لمنافسات كروسفت واحتلاله المركز الـ15 على مستوى منطقتي أفريقيا والشرق والأوسط.

ويقول قطامش لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه استطاع التميز في هذه المنافسة بسبب الأصدقاء الداعمين له وعمله الشاق الذي بذله خلال العامين الماضيين.

ويصف ما حققه من إنجاز بأنه "حلم كبير"، لكنه يشدد على أن عمله الدؤوب والشاق هو ما جعله يصل إلى ذلك.

ويضيف "تعلمت بأن ما يجعلك تتقدم للأمام وتحقق العديد من الانجازات هو عملك الشاق والتدريب المستمر".

ويوضح قطامش أنه مارس رياضة الكروسفت لمدة ستة أعوام، وقبل ذلك مارس عدة أنواع أخرى من الرياضة.

وقطامش مدرب متخصص في رياضة كروسفت في رام الله في الضفة الغربية.

وكان أسس في عام 2015 نادي بال-فت (كروسفت رام الله) وهو النادي الأول والوحيد المعتمد من مؤسسة كروسفت العالمية في فلسطين.

ويتدرب في النادي المذكور أكثر من 300 رجل وامرأة.

ورياضة كروسفت هي مزيج من ألعاب رفع الأثقال الأولمبية والجمباز وحركات رياضية تعتمد على وزن الجسم وقوته، ويتم تنظيم منافساتها بشكل جماعي لتعزيز روح المنافسة الجماعية بين المتنافسين.

وهذا النوع من الرياضة دخل حديثا إلى البلدان العربية، لكنه انتشر لدى العديد من المجموعات والصالات الرياضية والمدربين المتخصصين بشكل سريع.

وبدأ قطامش ممارسة رياضة كروسفت عام 2012 في بريطانيا، حيث حصل على أولى شهادات التدريب ثم انتقل إلى فلسطين بعد إنهائه دراسة الماجستير في العلاج الرياضي بجامعة (ليدز بيكيت) البريطانية.

ويشير إلى أنه بذل جهداً كبيراً وتدرب بكل طاقته على رياضة الكروسفت فقط.

ولدى قطامش عدة أبحاث عن "تأثير تدريب رياضة الكروسفت على المرونة النفسية والصعوبة الذهنية".

ويقول عن ذلك "ما تعلمته هو أن هذه الرياضة لها تأثير جسدي كبير، حيث تقوي العضلات والجهاز التنفسي والمرونة واللياقة البدنية بشكل عام، كما أن هذه اللياقة والمرونة لها تأثير نفسي كبير على الفرد في حياته اليومية".

والكروسفت هو اسم شركة رياضية أسسها جريج جلاسمان ولورين جيناي عام 2000. ولدى الشركة نحو 10 ألاف صالة تدريب في أنحاء العالم منهم 5 ألاف في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبصفته مدربا يتمتع قطامش بشعبية واسعة وقد أثر في حياة الكثيرين ممن مارسوا رياضة الكروسفت.

ومن هؤلاء جانا الكسواني البالغة من العمر (22 عاما) التي تتدرب في مركز بال-فت منذ عام 2015.

وتقول الكسواني إن هذه الرياضة جعلت حياتها أكثر صحة، وأنها بفضل ممارستها تعيش حياتها اليومية متبعة أسلوبا صحيا حيث جعلتها تخسر 18 كيلو جراما من الوزن الزائد واكتسبت العضلات.

وتضيف "هذه الرياضة جعلتني أتشجع للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بشعور رائع يحمل روح المنافسة، بالإضافة إلى أني أشعر بالحماسة لرفع المزيد من الأوزان وتحدي نفسي".

من جهته، فإن فادي ابو نعمة وهو صانع أفلام انضم إلى مركز بال-فت منذ ستة أشهر، فإن ممارسة هذا النوع من الرياضة حفزه للاستمرار بالاعتناء بجسده وصحته.

ويقول ابو نعمة "هذه أكثر مدة استمررت فيها للذهاب لصالة التدريب بشكل يومي، وأكثر ما يحفزني هو التفاني وحب الرياضة وممارستها تحت إشراف عدة مدربين".

ويضيف أن المدربين "يحرصون على تطوير مهاراتي وتعلم المزيد عن هذه الرياضة في الصالة الرياضية نفسها خاصة عبر أسلوب العمل الجماعي والذي يمنحنا الثقة أكثر".

ويعرب ابو نعمة عن إعجابه بإنجازات قطامش، مشيرا إلى أن تميزه يعود لالتزامه بالتدريب المكثف، وهو مثال محفز لجميع المتدربين والممارسين للرياضة.

ومن المعروف بأن صالات الرياضة المتواجدة في الأراضي الفلسطينية تكافح من أجل البقاء والتقدم بكل جديد يخص الرياضة، وهي صفة تتميز بها الكروسفت، بالإضافة إلى أن الحركات يمكن أن يستخدمها أي شخص في حياته اليومية.

كما أن هذه الرياضة لا تحتاج لتكرار عدة تمارين فعالة لتحقيق هدف معين، كما يقول قطامش، الذي يشعر بأجواء مليئة بالسعادة والحماس التي تحفزه على تحقيق المزيد من الإنجازات.

ومنافسات كروسفت السنوية تتوزع على ثلاث مراحل، المنافسة المفتوحة والتي انتهت الشهر الماضي، والمنافسة الإقليمية المرتقبة في يونيو/حزيران ويتأهل لها الرياضيون الحاصلون على المراكز العشرين على كل قارة، ومنافسة ألعاب كروسفت والمزمع عقدها في شهر أغسطس/آب في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويعتبر برنامج كروسفت العالمي برنامجاً فريداً في تطوير عمل الغدد الصماء العصبية وتحسين نوعية التمارين الرياضية إذ يعتمد على الحركات الوظيفية التي تعمل على تحريك مجموعات عضلية متكاملة ولا يتعامل مع مكونات الجهاز العضلي كأجزاء منفصلة ويرتكز في منهجيته على حركات رفع الأثقال الأولمبية والجمباز وغيرها.