بكين 14 مارس 2018 /تجمع البوذيون والطاويون والكاثوليك والبروتستانت والمسلمون كلهم تحت سقف واحد وكان يسودهم الحديث الودي.
ويتكرر هذا التقليد في كل دورة سنوية للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أعلى جهاز استشاري سياسي في الصين.
وإلى جانب تقرير عمل الحكومة والتعديلات الدستورية ومسودة قانون الرقابة، يجتمع هؤلاء القادة تحت راية واحدة -- الشئون الدينية ذات الخصائص الصينية.
وفي مناقشات للقادة الدينيين، استمع البانشن لاما ال11 باينتشن ارديني تشويجييجابو، البالغ من العمر 28 عاما، إلى رفاقه المستشارين السياسيين وأخذ ملحوظات من وقت إلى آخر.
كما ان السيد شيوه تشنغ، رئيس الجمعية البوذية في الصين، قال ان البوذية فى الصين مثال جيد على إطفاء الطابع الصيني على الشئون الدينية.
ومتفقا مع السيد شيوه تشنغ، قال البانشن لاما، نائب رئيس الجمعية إن ذلك يعني دمج الثقافة الصينية التقليدية وتكييفها للتوافق مع واقع المجتمع.
ودعا إلى ايجاد التعاليم البوذية التي تستجيب للقيم الحديثة وإدارة الأديرة وممارسة الطقوس بما يتماشى مع القانون.
وبالاتفاق مع البانشن لاما، قال فو شيان وي، رئيس لجنة الحركة الوطنية الذاتية للكنائس البروتستانتية في الصين، إن الدين يجب ان يأخذ طريق الخصائص الصينية من أجل ان يتناسب مع المجتمع ويحقق التنمية الصحية.
وقال فو ان اللجنة والمجلس المسيحي الصيني وضعا خطة خمسية بشأن كيفية دمج القيم الاساسية وكذا دمج أنفسهم في المجتمع الصيني.
وأضاف يانغ فا مينغ، رئيس الجمعية الاسلامية في الصين، أن الاسلام في الصين تطور بطريقة عقلانية ومعتدلة وشاملة، بحيث يعمل كمرجع لتكيف الاسلام في أجزاء أخرى من العالم.
وفي معرض الاشارة إلى ان الثقافة الصينية التقليدية والتعليم الوطني يمكن تقديمهما في المساجد، اقترح يانغ ان تظهر الطقوس الدينية والثقافة والمباني الخصائص الصينية والأسلوب الصيني والطريقة الصينية.
وكمستشارين سياسيين، فان هؤلاء القادة قاموا بدور نشط في الحياة السياسية للدولة وكذا الانضمام إلى مشروعات البحث الميداني وتسليم مقترحات.
وبعد حضور "الدورتين" لمدة تسعة أعوام، فان البانشن لاما لديه فهم أعمق لمهمته.
وأضاف "مهمة الأفراد الدينيين قد لا تقتصر على الروحية ولكنها تمتد أيضا إلى العمل الحقيقي مثل برامج الخير."
وأوضح أن الدين يتعين ان يقدم للناس الأمل ويزودهم بالاحترام ويسهم في وحدة الدولة وتنميتها وكذا التناغم العرقي ورخاء الشعب.
ووافق الاسقف ما يينغ لين، رئيس مؤتمر الاساقفة للكنيسة الكاثوليكية في الصين، والاسقف فانغ شينغ ياو، رئيس الجمعية الكاثوليكية الوطنية، بانه يتعين على القادة الدينيين ان يكونوا كاملين من الناحية الدينية والاخلاقية.
وقال ما إن عليهم توجيه الاتباع وتجميع الحكمة والموارد في العمل الاجتماعي مثل أعمال الخير وتخفيف حدة الفقر.
وكقائد للدين الوطني الوحيد، قدم لي قوانغ فو، رئيس الجمعية الطاوية الصينية، مقترحات عملية وعقلانية: واحد حول تطوير الطب الطاوي والآخر حول مساعدات للأفراد الذين نقلوا إلى مكان جديد بسبب مشروع خزان فى مقاطعة هوبي وسط الصين.
واضاف "الطاوية تستطيع ان تسهم في القوة الناعمة للدولة عن طريق تدعيم العناصر البناءة في الطاوية التي تتفق أيضا مع الروحانيات العصرية."
وبالرغم من انهم من خلفيات دينية مختلفة، فان هؤلاء المستشارين السياسيين اتخذوا المؤتمر الاستشاري السياسي منصة لتبادل الخبرات والافكار.
وقال البانشن لاما "في مناقشاتنا، احترم أتباع الديانات الخمس الكبرى بعضهما البعض وتحدثوا باخلاص."
وأضاف أن هذا رمز للتناغم الديني."