قال تشونغ شان وزير التجارة الصيني اليوم (الأحد) إن الصين لا تريد الدخول في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، كما لن تبدأ حربا من هذا النوع . إلا انها في ذات الوقت؛ قادرة على معالجة أي تحديات معنية، والدفاع عن المصالح الوطنية ومصالح الشعب الصيني.
وأضاف تشونغ خلال حضوره مؤتمرا صحفيا أقيم على هامش الدورة الأولى للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني ان الحروب التجارية لا تسفر عن فوز أي طرف، إذ أنها ستعود فقط بنتائج كارثية على البلدين والعالم بأسره.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا يوم الخميس عن فرض ضريبة بنسبة 25 بالمئة على واردات الفولاذ و10 بالمائة على واردات الألمونيوم ، مع إعفاء أولي بالنسبة لكل من كندا والمكسيك، مشيرة إلى أن قرارات مماثلة قد يتم اتخاذها مع دول أخرى من خلال المفاوضات.
وأشار تشونغ إلى أن الطرق الإحصائية المختلفة أسهمت في توسيع العجز التجاري للولايات المتحدة الأمريكية مع الصين بنحو عشرين بالمئة، مستشهدا بدراسة بحثية قامت بها مجموعة عمل مشتركة تعقبت وقارنت من خلالها الأرقام والبيانات التجارية للبلدين.
وأظهرت نتائج بيانات رسمية ارتفاع حجم التبادلات التجارية للصين مع الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 13 بالمئة على أساس سنوي لتصل إلى 1.87 تريليون يوان في العام الماضي 2017.
وأضاف تشونغ ان عدم التوازن التجاري بين الصين والولايات المتحدة هو عدم توازن هيكلي، إذ تقوم الصين بتصدير المزيد من السلع والبضائع إلى الولايات المتحدة، بينما تستورد المزيد من الخدمات، وقال إن التنافسية التجارية أمر تحدده الصناعات .
وقال تشونغ إن مراقبة الولايات المتحدة لصادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين أسهم بدوره أيضا في خلق حالة عدم التوازن التجاري الثنائي بين البلدين، مستشهدا بدراسة بحثية أمريكية قدّرت انخفاض نسبة العجز التجاري بنسبة 35 بالمئة للولايات المتحدة مع الصين فيما لو قامت الولايات المتحدة بتخفيف وتسهيل القيود المفروضة على الصادرات.
وأضاف تشونغ إن للبلدين متطلبات مختلفة فيما يتعلق بانفتاح الأسواق في مجالات المالية والاتصالات والسيارات والإنتاج ، إلى جانب قطاعات أخرى، وذلك نظرا للظروف الوطنية المختلفة في كل منهما، متابعا بالقول إن اختلاف الرؤى حول أمن الفضاء الإلكتروني وحقوق الملكية الفكرية قد أسهما بدورهما أيضا في التأثير على التجارة الثنائية والاستثمار .
وأشار تشونغ إلى أن البلدين لم يوقفا المحادثات الاقتصادية ، إذ أنهما سيواصلان التبادلات في هذا الخصوص.
وكان ليو خه المسؤول الاقتصادي والمالي البارز الصيني قد التقى مسؤولين أمريكيين في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث تم الاتفاق على ضرورة العمل على تسوية النزاعات والخلافات التجارية بين البلدين عن طريق التعاون بدلا من المواجهة.
كما وافق الجانبان أيضا على التباحث في قضايا معنية في العاصمة الصينية بكين في المستقبل القريب، بهدف خلق ظروف مواتية من أجل تعاون أكثر عمقا.
وحول ذلك قال تشونغ :" إنه أمر جيد. فلا أحد يريد الدخول في حرب تجارية لأنها لا تخدم مصالح أي طرف على الإطلاق " معربا عن رغبة الصين في حل الاختلافات عبر التعاون، وسعيها لتحقيق مخرجات الفوز المشترك التي من شأنها خدمة البلدين، فضلا عن المساعدة في تحقيق الاستقرار للاقتصاد العالمي.