القاهرة 28 يناير 2018 /أكد أحمد السعيد مدير عام مؤسسة ((بيت الحكمة للثقافة والإعلام))، أن "المصريين أصبح لديهم شغف للتعرف على الصين.. وهذا الشغف يزيد" لأسباب كثيرة، وأوضح أن المشاركة الصينية في معرض القاهرة الدولي للكتاب تستهدف نشر الثقافة الصينية.
وانطلقت فعاليات معرض القاهرة في دورته الـ 49 أمس السبت، بحضور أكثر من 850 دار نشر من عدة دول، بنسبة زيادة تبلغ حوالي 120% عن العام الماضي.
وأنشئت مؤسسة ((بيت الحكمة)) في عام 2011، بشراكة صينية - مصرية، وتعمل في مجالات النشر والترجمة.
وقال السعيد في مقابلة خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن بيت الحكمة يملك أربع قاعات للكتب الصينية في معرض القاهرة للكتاب، أكبرها جناح يحمل اسم "قاعة الكتاب الصيني"، الذي أصبح معروفا بشدة للجمهور المصري.
وأضاف أنه من ضمن هذه القاعات، قاعة للكتب الصينية في سراي العرض المخصص للدول، وأخرى للكتب التعليمية، ورابعة لكتب الأطفال المترجمة من الصينية.
وأوضح أن ست دور نشر صينية تشارك في معرض القاهرة هذا العام، بـ 550 عنوانا، منها 300 عنوان مترجم من اللغة الصينية للعربية، و200 عنوان تعليمي.
واستطرد السعيد، أن "معرض القاهرة يزوره حوالي أربعة ملايين شخص على الأقل، وربعهم يأتون لمشاهدة منتجات الثقافة الصينية التي تعرض لدينا".
وتابع أن "الهدف من المشاركة في المعرض في الأساس ليس عرض وبيع الكتب، بل عرض الثقافة الصينية، وأن تكون منصة للتقريب بين طلبة اللغة الصينية في مصر، وعددهم كبير جدا، وطلبة اللغة العربية من الصينيين المقيمين في مصر، وأيضا الجمهور العادي الذي يريد أن يتعرف على الثقافة الصينية".
ورأى أن "معرض القاهرة نقطة تواصل كبيرة جدا بين العرب والصين في المجال الثقافي والأدبي، ووسيلة لنشر الثقافة الصينية في مصر، حيث نعرض أجزاء وسمات جديدة من الثقافة الصينية لأول مرة للجمهور العربي".
واعتبر أن "مؤشرات الإقبال على الجناح الصيني (في المعرض) مبشرة جدا.. ونحاول أن نمد جسورا أساسية للتواصل بين الشعبين المصري والصيني".
وأردف مدير عام ((بيت الحكمة للثقافة والإعلام))، أن " السفارة الصينية والمركز الثقافي الصيني بدآ يساهمان بشكل كبير في تقديم الثقافة الصينية بشكل جيد (للمصريين)، وبدآ ينزلان إلى المواطنين في الشارع، ونحن أيضا بدأنا ننزل للناس في الشارع".
وأشار إلى أن " المواطنين العاديين في مصر بدأوا يعرفون الأدباء الصينيين، والكتب الصينية، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وأصبحوا يتابعون أخباره، وكذلك مبادرة الحزام والطريق ، هم مهتمون جدا بالتعرف على الثقافة الصينية وسر نجاح التجربة الصينية، وانتقالها من دولة نامية لدولة قوية".
وواصل "لقد أصدرنا العام الماضي مجلة الأدب الصيني، ووزعناها مجانا مع جريدة القاهرة، وهذا العام وجدنا المواطنين المصريين يقولون إنهم يتابعون الأدباء الصينيين الذين نشرنا لهم في المجلة ويريدون أكثر من الأدب الصيني".
وعن أسباب الإقبال على معرفة الثقافة الصينية في مصر، رد السعيد أن "المصريين أصبح لديهم شغف للتعرف على الصين بسبب الطفرة الاقتصادية التي حدثت في الصين، ووجود أكثر من خمسة آلاف طالب يدرسون اللغة الصينية في مصر، إلى جانب وجود شركات صينية كثيرة تعمل في مصر وبها عمالة مصرية".
وأكد أن "الصين أصبحت تحتل جزءا من شغف وتفكير المواطن المصري البسيط، وهذا الشغف يزيد مع الوقت"، لاسيما في ظل تقدم الصين، التي تربطنا بها علاقات تاريخية جيدة جدا، تخلو من أي نزاعات سابقة، ونلتقى سويا في مناطق كثيرة جدا.
وتوقع أن يكون المستقبل أفضل بكثير في مجال التبادل الثقافي، ونوه بأنه أصبح هناك خط إنتاج كامل للمسلسلات الصينية، ودبلجتها باللغة العربية، إلى جانب ترجمة نحو 100 كتاب صيني للعربية سنويا.
وأوضح أن التبادل الثقافي يسير في مسارين، حيث يوجد مشروع صيني لتبادل الترجمة والنشر مع الدول العربية، ويتم خلاله ترجمة 25 كتابا من اللغة العربية إلى الصينية.
وأشار إلى أنه تم ترجمة وإصدار 11 كتابا إلى اللغة الصينية، من بينها روايات "واحة الغروب" للأديب بهاء طاهر، و"أيام الإنسان السبع" لعبدالحكيم قاسم، و"الطوق والأسورة" ليحي طاهر عبدالله، و"فساد الأمكنة" لصبري موسى، و" بيت الديب" لعزت القمحاوي.
وواصل " نحاول أن نروج وجها جديدا للثقافة المصرية والعربية والإسلامية، لأن الثقافة المصرية ثرية جدا، وفيها شق من التراث الفرعوني وشق إسلامي وبعد عربي، والأدب المصري قادر على أن يعكس هذا الأمر".