تقرير إخباري: انسحاب حزب آفاق تونس من وثيقة قرطاج يثير جدلا متصاعدا

تونس 7 يناير 2018 / أثار قرار حزب أفاق تونس برئاسة ياسين إبراهيم، الإنسحاب من "وثيقة قرطاج" التي على أساسها انبثقت الحكومة الحالية برئاسة يوسف الشاهد، جدلا سياسيا حول جدوى هذه الوثيقة التي سعى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قبل يومين إلى محاولة ترميم أركانها.

وقال رضا بالحاج، المنسق العام لحركة "تونس أولا "، اليوم (الأحد) خلال اجتماع لتنسيقية الحركة في مدينة قبلي بأقصى جنوب البلاد، إن " وثيقة قرطاج " انتهت واستنزفت كل قدراتها خاصة بعد انسحاب بعض الأحزاب منها مثل حزبي أفاق تونس والجمهوري .

وأعلن حزب آفاق تونس، في بيان وزعه ليلة السبت-الأحد، "انسحابه من وثيقة قرطاج"، و رفضه التوافق الذي وصفه بـ"المغشوش" بين حركتي نداء تونس والنهضة.

واعتبر في بيانه الذي جاء في أعقاب اجتماع لمكتبه السياسي، أن التوافق المذكور "شل مسيرة البلاد وأدى بها إلى مستوى من الانحدار والخطورة طال جل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، على حد قوله.

وأضاف أن "فشل سياسة التوافق بين حركتي نداء تونس والنهضة، أفرغ وثيقة قرطاج من محتواها وأثمر أوضاعا اقتصادية واجتماعية متردية".

ويأتي هذا الموقف بعد نحو 24 ساعة من اجتماع الموقعين على "وثيقة قرطاج" تحت إشراف الرئيس الباجي قائد السبسي، خُصص لبحث السبل الكفيلة بترميم أركان هذه الوثيقة التي تُعتبر أساس وقاعدة الحكومة الحالية.

وعقد اجتماع الأحزاب والمنظمات الموقعة على "وثيقة قرطاج"، (الجمعة) الماضية بقصر قرطاج الرئاسي بحضور راشد الغنوشي (حركة النهضة)، وحافظ قائد السبسي (حركة نداء تونس)، ومحسن مرزوق (حركة مشروع تونس)، وكمال مرجان (حزب المبادرة)، وياسين ابراهيم (حزب آفاق تونس)، وجنيدي عبد الجواد(حزب المسار الديمقراطي الإجتماعي)، وزهير المغزاوي (حركة الشعب)، وسميرة الشواشي (حزب الإتحاد الوطني الحر).

كما حضر هذا الإجتماع، نورالدين الطبوبي (الإتحاد العام التونسي للشغل)، ووداد بوشماوي (منظمة أرباب العمل)، وعبد المجيد الزار(إتحاد الفلاحين)، بينما تغيب عنه عصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري الذي أعلن أمس مقاطعته له مُبررا ذلك بـ"رفضه إعادة خلط الأوراق من جديد مع جهات سياسية أثبت الواقع عجزها على قيادة البلاد".

ووصف رضا بالحاج في كلمته اليوم بمدينة قبلي، الإجتماع المذكور بأنه "محاولة لاعطاء "وثيقة قرطاج" نفسا جديدا في ظل انهيار الوفاق القائم على المحاصصة الحزبية التي أوصلت إلى وضع كارثي.

وقبل ذلك،استبق الإتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد)، اجتماع الموقعين على "وثيقة قرطاج" بالتأكيد على ضرورة العمل من أجل ألا تتحول "وثيقة قرطاج" إلى مجرد "واق من الصدمات التي تتهدد تونس".

يشار إلى أن "وثيقة قرطاج" انبثقت في شهر يوليو من العام 2016 عن مبادرة سياسية للرئيس الباجي قائد السبسي، وتضمنت أولويات "حكومة الوحدة الوطنية" التي تشكلت في أغسطس من العام 2016 برئاسة يوسف الشاهد، خلفا لحكومة الحبيب الصيد التي سقطت بعد حجب البرلمان ثقته عنها في 30 يوليو 2016.