人民网 2017:11:30.14:19:30
الأخبار الأخيرة

سفير: الوضع الإنساني في اليمن "صعب " ونطالب المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين لتحريك العملية السياسية

/مصدر: شينخوا/  2017:11:30.14:11

    اطبع
سفير: الوضع الإنساني في اليمن

بكين 30 نوفمبر 2017 /قال السفير اليمني لدى الصين محمد عثمان المخلافي إن الشعب اليمني يعاني من وضع إنساني "صعب"، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم النظر بعين واحدة إلى ما تشنه المليشيات الانقلابية من حرب عبثية في اليمن أدى إلي إزهاق أرواح اليمنيين وتدمير اقتصاد البلد وإشعال الفتنة الطائفية وتهربها من استحقاقات السلام ، وكذا النظر إلى الحصار الجائر علي محافظة تعز منذ عام 2015 وعدم السماح من قبل الانقلابيين لدخول الأغذية والأدوية والمشتقات النفطية والغاز والأكسجين للمرضى في تعز، والضغط على تحالف الحوثي -صالح لرفع هذا الحصار الظالم وتحريك العملية السياسية والعودة إلي المشاورات السياسية .

وجاءت تصريحات السفير اليمني هذه في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) مؤخرا في بكين، حيث استعرض السفير في المقابلة الأحداث التي مر بها اليمن ابتداء باندلاع ثورة الشباب في فبراير عام 2011 ضد الرئيس السابق على عبد الله صالح بسبب ما آلت إليه الحياة السياسية والاجتماعية والتدهور الاقتصادي والمعيشي والفساد، مرورا بتوافق الأطراف السياسية وتحت إشراف إقليمي ودولي علي عزله بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بعد 33 عاما من وجوده في السلطة بعد التوقيع علي هذه المبادرة في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر عام 2011، وإجراء انتخابات رئاسية حرة انتخب فيها عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية وشكلت حكومة من الأطراف السياسية ومنهم الانقلابيين أنفسهم .

لكنه ونظرا لحب الرئيس السابق للسلطة، فكر بالعودة إليها بطريقة أخرى وذلك بتحالفه مع الحوثيين وقاموا بالانقلاب على السلطة الدستورية والشرعية عبر استيلائهم بالقوة على المدن اليمنية ومنها العاصمة صنعاء وحصار الرئيس الشرعي في منزله وكذا الحكومة، وما تبع ذلك من تمدد حوثي نحو المدن الأخرى مثل البيضاء وتعز والضالع و صولا إلى العاصمة الاقتصادية عدن، وقصف قصر الرئاسة وهو مقر الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي بعد خروجه من العاصمة صنعاء بالطائرات، مما حدى بالرئيس الشرعي إلى طلب تدخل دول التحالف العربي بقيادة السعودية والتي لبت طلبه.

وأضاف السفير المخلافي يقول "الشعب اليمني وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين يعاني من وضع معيشي وصحي وتعليمي "صعب "، موضحا "رغم تراجع مخاطر وباء الكوليرا، في تلك المناطق وغيرها إلا أن المشكلة تظل قائمة طالما أن القطاع الصحي وخاصة في المناطق الخاضعة للحوثيين يعمل بأقل من نصف طاقته بسبب امتناعهم عن دفع الرواتب والميزانيات التشغيلية علي الرغم من تحصيل إيرادات الخاصة بالدولة والحكومة، وينطبق نفس الوضع على بقية القطاعات الخدمية".

وحذر السفير من استمرار توقف الدراسة بين الحين والآخر في معظم المدارس سواء في العاصمة صنعاء أو المحافظات الأخرى التي تحت سيطرة الانقلابيين ودفع الطلاب من قبل الانقلابيين إلى جبهات القتال، وكشف السفير عن النقاب أن الحوثيين منذ بداية عام 2016 عملوا على إدخال تعديلات على المنهج الدراسي على أساس طائفي ومذهبي مما سيكون لذلك عواقب وخيمة علي النسيج الاجتماعي اليمني.

واستنكر المخلافي ما وصفه أيضا بانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال من قبل الانقلابيين من ذلك علي سبيل المثال تجنيد الأطفال وعمليات الاعتقال والاختطاف والقتل خارج القانون، قائلا "خلال الفترة من يناير- مايو هذا العام فقط تم تسجيل مقتل 440 شخصا من بينهم 78 طفلاً و35 امرأة و 7 إعلاميين ونشطاء، وتم تسجيل 1513 حالة اعتقال قسري قامت بها ميليشيا الحوثي و 410 حالة اختفاء قسري في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيين .

وبخصوص المستجدات الأخيرة واستجابة الحكومة الشرعية لدعوات بناء الثقة، أكد السفير أن الحكومة الشرعية كان يمكنها أن تتمسك بحقها في السيادة على إدارة ميناء الحديدة ومطار صنعاء لكنها قدمت التنازل من أجل الشعب اليمني وتخفيف معاناته، لذلك قبلت أن تكون إدارة ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، وكذا الحال بالنسبة لمطار صنعاء الدولي، فإن الحكومة ترى أنه يجب أن تخرج المليشيا من المطار وتسليم إدارته للكوادر التي كانت تدير المطار خلال العام 2014 تحت إشراف الأمم المتحدة أيضا وبذلك يفتح المطار، لأنه لن تقبل أي دولة استقبال رحلات تنطلق من مطار تديره مليشيا متمردة على الدولة.

وأشاد السفير المخلافي بدور التحالف بقيادة السعودية بالقول: إن التحالف العربي قام بموجب طلب الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي لدعم الشرعية بعد استيلاء الانقلابيين علي مؤسسات الدولة بالقوة والاستيلاء علي سلاح الجيش، وإن هذا التحالف قام لدعم واستعادة الشرعية الدستورية في اليمن، علي أن دوره في الوقت الحالي لا يقتصر على دعم الشرعية الدستورية عسكريا فحسب، بل ينفذ في نفس الوقت خطة لإعادة الأمل للشعب اليمني من حيث تقديم المساعدات الغذائية والدوائية والعمل على إعادة بناء البنية التحتية وإعادة الإعمار في المناطق المحررة، وذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة ، والهلال الأحمر الإماراتي ، والحكومة والشعب اليمني يقدمون بالشكر للتحالف علي ما يقومون به.

وأكد السفير أن تحالف الحوثي- صالح يسعون لتنفيذ أجندة إقليمية إيرانية هدفها التوسع بالمنطقة وزعزعة أمن اليمن والدول المجاورة والإقليم وبالتالي التأثير على الأمن والسلم الدوليين، وخاصة أن اليمن يشرف على واحد من أهم الممرات الدولية وهو باب المندب.

وأكد السفير "الأوضاع في اليمن لن تستقر طالما استمر دعم إيران للميليشيا بالسلاح ، ولن تستقر في وجود مليشيا مسلحة خارج سيطرة الدولة.. وخصوصا أن هناك معلومات مؤكدة بأن أسلحة إيرانية جديدة تهرب إلى المليشيا الحوثية ومنها صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار وأن تلك المليشيا استخدمت صواريخ إيرانية في ضرب اليمنيين والأراضي السعودية ".

وسلط السفير الضوء على العملية السياسية في الوقت الحالي وقال" إنها تشهد ركودا من بعد مشاورات الكويت، علي الرغم أن الحكومة الشرعية وقعت علي نتائج مشاورات الكويت إلا أن الحوثيين رفضوا التوقيع عليها.

وأكد المخلافي أن "الحكومة اليمنية الشرعية لا تزال تؤكد أنها مع السلام العادل والدائم القائم على المرجعيات المتفق عليها -- هي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار رقم 2216"، متهما الحوثيين بأنهم من يتهربون من استحقاقات السلام .

وأضاف "الحكومة تعمل من أجل السلام وتدعم جهود المبعوث الأممي وترحب بكل المساعي الخيرة التي تهدف إلى استعادة الدولة والأمن والاستقرار وتحافظ على وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه"، داعيا المجتمع الدولي ومنه جمهورية الصين الشعبية إلى دعم جهود المبعوث الأممي من خلال الضغط على مليشيا الحوثي- صالح للعودة إلى التواصل مع المبعوث الدولي وعودة المشاورات السياسية لتنفيذ المرجعيات الخاصة بالمشكلة اليمنية.

وتابع سعادة السفير بالقول "الأمر الآخر يجب الإعلان من قبل المجتمع الدولي عن الطرف المعرقل لعملية السلام بشكل واضح وصريح، ويجب أن يقول للمليشيا الانقلابية أن توقف حربها على الشعب اليمني وعلى جيران اليمن".

وتقدم السفير بالشكر نيابة عن القيادة والحكومة اليمنية الشرعية بالتهنئة للقيادة الصينية والشعب الصيني بمناسبة نجاح اجتماعات المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخاب الرئيس شي جين بينغ أمينا عاما للحزب للسنوات الخمس القادمة.

وثمن السفير دور الصين حكومة وشعبا ومساندتها للشعب اليمني وإعفاء اليمن من الديون والخطوات التي أنجزتها الجهات المعنية الصينية لاستكمال الوثائق الخاصة بهذا الإعفاء ، وكذا المساعدات الإنسانية والإغاثية التي قدمتها الصين لليمن خلال المرحلة الماضية ودعمها للحكومة الشرعية وجهود ومساعي المبعوث الأممي الرامية إلى تعزيز بناء الثقة بين الأطراف اليمنية من أجل إعادتها إلى طاولة المشاورات، آملا في استمرار تقديم العون والمساعدة مستقبلا.

كما أشاد المخلافي بمبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين، معتبرا إياها "مبادرة هامة من أجل تعزيز التعاون والترابط الإقليمي والدولي والعمل على خلق مستقبل أفضل لهذه العلاقات وخصوصا فيما يتعلق بالشراكة الاقتصادية وتنمية البنى التحتية، إضافة إلى إزالة العوائق أمام التجارة والتكامل المالي والعلاقات بين شعوب المبادرة".

وأضاف أن ذلك تُرجم من خلال إقامة مشروعات مهمة لتنمية البنية الأساسية والصناعية وتوفير التمويلات اللازمة لها والتواصل الثقافي والاجتماعي وحوار الحضارات، وهي بذلك تنطوي على مكاسب اقتصادية وتنموية محتملة وهامة للصين والدول المطلة على الحزام والطريق ومنها الجمهورية اليمنية باعتبارها تقع على طريق الحرير البري والحزام البحري، كما أنها حلقة الوصل بين الشرق والغرب كونها تقع علي المحيط الهندي وبحر العرب وأيضا علي البحر الأحمر وكذا إشرافها على أحد أهم الممرات المائية وهو باب المندب.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×