人民网 2017:11:22.13:18:22
الأخبار الأخيرة

تحليل : لقاء الأسد وبوتين يكتسب أهمية بالغة في ظل نضوج بعض المتغيرات الدولية والإقليمية (3)

/مصدر: شينخوا/  2017:11:22.11:23

    اطبع
 تحليل : لقاء الأسد وبوتين يكتسب أهمية بالغة في ظل نضوج بعض المتغيرات الدولية والإقليمية

دمشق 22 نوفمبر 2017 / قال مراقبون ومحللون سياسيون في سوريا إن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى سوتشي جنوب غربي روسيا تكتسب أهمية بالغة على صعيد التسوية السياسية للأزمة المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات ورسم ملامح المرحلة المقبلة.

وعقد الرئيس السوري بشار الأسد لقاء مفاجئا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي لبحث العملية السياسية في سوريا، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) يوم الثلاثاء .

وأضافت الوكالة أن بوتين هنأ الأسد بالنجاحات التي تحققت في سوريا في مكافحة الإرهاب ، مؤكداً أن الشعب السوري يقترب من النصر على الإرهابيين.

وتأتي زيارة الأسد إلى سوتشي بعد تقدم كبير أحرزه الجيش السوري في محاربته للإرهاب بمساعدة الحلفاء وسيطرته على أكثر من 98 بالمائة من مساحة الجغرافيا السورية، الأمر الذي اعتبره البعض انتصارا كبيرا للبلدين، وقبل قمة ثلاثية تضم تركيا وروسيا وإيران ستعقد اليوم (الأربعاء) لبحث التسوية السياسية للأزمة السورية.

وقال المحلل السياسي أسامة دنورة إن القمة السورية -الروسية هي "قمة مهمة جدا بالتأكيد من ناحية التوقيت، لكونها جاءت في حقبة ما بعد تنظيم داعش "، مضيفا أنها "قمة المنتصرين في الحرب على الإرهاب الذين عملوا على تحقيق هذا الإنجاز الكبير والأساسي في القضاء على العمود الفقري للظاهرة الإرهابية وهو تنظيم داعش" .

وأضاف دنورة، وهو عضو في الوفد السوري الرسمي في مفاوضات جنيف، أن "التغيرات التي طرأت تطلبت عقد اللقاء بين الرئيسين لتحديد ملامح المرحلة المقبلة".

وشاطره الرأي المحلل السياسي حسام شعيب، قائلا أن "زيارة الأسد إلى سوتشي جاءت لتتويج الجهود بين الحليفين الروسي والسوري وتتويج عملية انتصار الجيش السوري في دير الزور ومدينة البوكمال".

وحرر الجيش السوري مدينة البوكمال كليا مؤخرا وبذلك يكون مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية قد فقدوا كل معاقلهم في سوريا باستثناء بعض الجيوب في شمال شرق وجنوب البلاد.

وأضاف شعيب أن "الزيارة تندرج ضمن التنسيق والتشاور على المستوى الرفيع بين روسيا وسوريا في إطار العملية السياسية والعسكرية"، مشيرا إلى أن "حضور الرئيس الأسد اجتماع عسكري على مستوى القيادة العسكرية الروسية يحمل دلالات هامة للبحث عن آليات عسكرية جديدة لمحاربة الإرهاب في سوريا".

واتفق المراقبون والمحللون السياسيون أن سوريا وروسيا ستواجهان تحديات مختلفة في المرحلة المقبلة بعد تراجع الإرهاب تتمثل في كيفية التعامل مع الجيوش الأجنبية التي دخلت دون موافقة الحكومة السورية بذريعة مكافحة الإرهاب ، وباتت قوة على الأرض السورية.

وفي هذا الصدد، قال حميدي العبدالله، وهو محلل سياسي سوري، لوكالة ((شينخوا))،" المرحلة المقبلة حساسة ودقيقة، حيث ستواجه الدولة السورية وحلفاؤها تحديات بطبيعة مختلفة، لاسيما بعد انحسار الإرهاب في سوريا".

وأضاف "هناك جيوش أجنبية دخلت إلى سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب دون موافقة الحكومة السورية مثل الجيش الأمريكي والجيش التركي...وهذه المرحلة تتطلب تنسيقا عاليا بين الحلفاء الذين خاضوا الحرب ضد الإرهاب".

وتخلق هذه التطورات ظروفا للحل السياسي برأي المحللين، الذين أكدوا أن ملامح التسوية السياسية بدأت تلوح في الأفق في ظل نضوج بعض المتغيرات الدولية والإقليمية.

وكان بوتين قد ذكر خلال اللقاء أنه من "المهم الآن في سوريا هو الانتقال إلى العملية السياسية"، مضيفاً أن الرئيس السوري على الاستعداد للعمل مع كل من يريد السلام والاستقرار. وأكد الأسد أن "سوريا تدعم أي عمل سياسي وخاصة بعد تراجع الإرهاب وأن الأبواب مفتوحة محلياً ودوليًا لدعم هذا المسار".

وقال دنورة "في السابق كان لا يمكن الحديث عن التسوية السياسية للأزمة السورية قبل القضاء على ظاهرة الإرهاب..هناك نضوج الآن في الظروف الإقليمية والدولية...ما يتطلب تحديد ملامح المرحلة المقبلة".

وتابع أن "القمة مهمة لأنها ستحدد مستقبل التعاطي مع ما تبقى من الظاهرة الإرهابية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، والخاضعة تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة".

ومن المقرر أن تستضيف مدينة سوتشي اجتماعا ثلاثيا لزعماء روسيا وتركيا وإيران اليوم (الأربعاء) استمرارا لجهود حل الأزمة السورية كما ستشهد المدينة عقد الحوار الوطني السوري الذي يضم أطياف المجتمع السوري بهدف التحضير للانتقال إلى المرحلة السياسية.

وقال العبدالله "مع انتهاء الإرهاب سيكون الحيز الأكبر من النشاط والجهد منصب على العملية السياسية وفي هذا السياق تأتي القمة الثلاثية في سوتشي، وأيضا مؤتمر الحوار الوطني واستئناف عملية جنيف".

ويقوم أيضا المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا بدور مهم في التسوية السورية، على مسار محادثات جنيف حيث ستعقد الجولة الجديدة من المفاوضات في 28 نوفمبر.

وقال العبدالله" سوريا الآن لم تعد بحاجة إلى تسويات مؤقتة مثل مناطق منخفضة التصعيد، بل تحتاج إلى تسويات دائمة كما قال الرئيس بوتين بعد أن سيطرت على 98 بالمئة من الأراضي" . /نهاية الخبر/


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×