مقالة : حفظة السلام الصينيون في دارفور يبنون السلام ويساعدون المجتمعات المحلية

منذ تأسيس بعثة حفظ السلام المشتركة في إقليم دارفور بغربي السودان (يوناميد) مطلع عام 2008، ظل حفظة السلام الصينيون المشاركون ضمن البعثة، يقدمون نموذجا في كيفية بناء السلام ومساعدة المجتمعات المحلية والإسهام في توفير الخدمات الضرورية، كما قال الناطق باسم بعثة يوناميد أشرف عيسى.

وأوضح عيسى لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا "منذ تأسيس يوناميد مطلع العام 2008، تشارك الصين بفرقة هندسية قوامها 225 عسكريا يتبعون لسلاح المهندسين الصيني. وهذه الفرقة تقدم مساعدات قيّمة لبعثة يوناميد"، مضيفا "إن الصين تشارك في كل عمليات حفظ السلام في مختلف بقاع الأرض".

وأوضح أن الفرقة الهندسية الصينية تتمركز في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور وتقوم الفرقة الصينية بمهمة من شقين؛ أولهما، إنها تساعد في تأسيس البنى التحتية الخاصة بيوناميد ومنها بناء المعسكرات وإقامة السياجات الواقية وأبراج الحراسة.

وتابع بقوله "أما الشق الثاني فإن الفرقة الصينية تقوم بتنفيذ مشروعات مجتمعية بدارفور، وأبرزها تطوير وصيانة مطارى نيالا بجنوب دارفور، والضعين بشرق دارفور، كما قامت الفرقة بإقامة مشروعات للحماية من السيول والفيضانات في موسم الخريف من خلال بناء حواجز وسدود".

ومضى قائلا "كما قامت الكتيبة الهندسية الصينية بمشروعات أخرى مثل صيانة بعض المدارس وحفر آبار للمياه وصيانة بعض الجسور، وكلها مشروعات مجتمعية لها أثر مباشر فيما يتصل بحياة السكان في دارفور".

وأثنى عيسى على انضمام أول فريق صيني للمروحيات إلى بعثة يوناميد في دارفور، موضحا أن الفريق يتكون من 140 عسكريا بالإضافة إلى 4 مروحيات من طراز مي-171، مؤكدا أن فريق المروحيات سوف يساعد يوناميد كثيرا فيما يتعلق بنقل المعدات والعتاد والأفراد.

وكان أول فريق صيني للمروحيات قد وصل الخرطوم في 11 يونيو الماضي للانضمام إلى قوات حفظ السلام في دارفور ويتكون الفريق من 12 عسكريا من إجمالي 140 عنصرا سيتم إرسالهم على دفعات، وذلك في إطار مشاركة الصين في بعثة يوناميد.

ووصلت برفقة الفريق الصيني للمروحيات، مروحيتان صينيتان، من طراز مي-171، ومن المنتظر أن تصل مروحيتان أخريان لاحقا ، ليصل مجموع الطائرات المروحية إلى أربعة.

ويتبع فريق المروحيات الصيني للواء الجوي من مجموعة قوات رقم 81، لجيش التحرير الشعبي الصيني. سيقوم الفريق بعدة مهام، بما فيها الدوريات الجوية ونقل قوات حفظ السلام وإجلاء الأفراد الذين يتم إنقاذهم بالإضافة إلى تقديم الإمدادات الجوية.

من جانبه، قال المحلل العسكري السوداني الطاهر الزين، في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد قدمت الفرقة الهندسية الصينية خدمات هامة لبعثة يوناميد، وخاصة في بداياتها حيث كانت الحاجة ماسة إلى إقامة معسكرات ومقرات للبعثة في دارفور، إضافة إلى التجهيزات الهندسية الأخرى".

وأضاف "أكثر ما يلفت النظر، مساهمة الفرقة الهندسية الصينية في بناء مشروعات للمجتمع الدارفوري، وقد مثلت هذه علامة فارقة للمشاركة الصينية، وأستطيع القول إنهم ليسوا فقط حفظة سلام بل بناة للسلام".

ونشرت قوات يوناميد مطلع عام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش ومتمردين منذ عام 2003، ما أدى إلى مقتل 300 ألف شخص وتشريد نحو 2.5 مليون آخرين، حسب إحصائيات أممية.

وتعد يوناميد ثاني أكبر بعثة لحفظ السلام حول العالم بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية، إذ يتجاوز عدد أفرادها عشرين ألفا من الجنود والعسكريين وعناصر الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات، بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2014.

وتتكون بعثة يوناميد حاليا من 13627 عسكريا و2994 شرطيا و748 موظفا مدنيا دوليا و2151 موظفا مدنيا محليا و120 متطوعا.

وأعلنت يوناميد في 10 يوليو الماضي عن بدء تنفيذ خطة لخفض عدد قواتها العسكرية بنسبة 44% والشرطية بنسبة 33%. وبموجب الخفض الذي سيطبق على فترتين لمدة ستة أشهر لكل فترة اعتبارا من يوليو الجاري سيصبح عدد العسكريين 8735 وعناصر الشرطة 2500.

وتشارك الصين بفعالية في عمليات حفظ السلام الأممية منذ أكثر من 27 عاما. وحاليا، هناك 2622 من حفظة السلام الصينيين الذين يعرضون حياتهم للخطر في مناطق مضطربة من العالم، وذلك وفقا لتقرير للأمم المتحدة نشر في يوليو 2016.

وتعد مساهمة الصين في صناديق حفظ السلام ثاني أكبر مساهمة في العالم حيث قد امتدت مناطق النشر العسكري لحفظة السلام الصينيين من الشرق الأوسط إلي مناطق في آسيا وإفريقيا ووسعت الصين نطاق القوات من فرق هندسية إلي وحدات متعددة تضم مشاة ومهندسين وأفراد نقل ورعاية طبية وأمن وطيران عسكري.