"أنا ممتن حقا. لم أكن أعتقد أن الجراحة يمكن أن تكون بهذه السرعة"، هكذا قال ابن سوخان، وهو رجل من لاوس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في فينتيان مؤخرا.
فقد كان والده سوخان، البالغ من العمر 67 عاما، أول مريض لاوسي يجري له أطباء من قطار السلام الصيني عملية جراحية.
في يوم 27 يوليو الماضي، وصل فريق مكون من 90 طبيبا صينيا من قطار السلام التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى لاوس، من بينهم 34 من الخبراء المعروفين من مختلف المجالات.
في السنوات الأخيرة، قام الجيش الصيني بإرسال وحدات طبية إلى هايتي ونيبال وباكستان للمساعدة في الإغاثة من الكوارث بعد وقوع زلازل وفيضانات وغيرها من المهام الأمنية الطبية. بالإضافة إلى ذلك، تم إرسال أكثر من 100 مجموعة من الخبراء إلى لاوس وزامبيا وغيرها من الدول الآسيوية والأفريقية لتقديم مساعدات طبية.
إلى جانب الجراحة، قدم الأطباء الصينيون من برنامج قطار السلام أيضا استشارات وشروح شاملة للأطباء اللاوسيين حول العمليات الرئيسية للعمليات الجراحية.
وكثيرا ما يخرج المرضى، الذين يكونون في حالة مستقرة بعد تلقي العلاج من جراحين صينيين، من المستشفى بعد حوالي ثلاثة أيام.
وطبقا لاتفاقية سابقة، كان من المفترض أن يقدم الأطباء الصينيون الخدمات الطبية لـ 2200 مريض.
بيد أنه منذ ذلك الحين تلقى ما يصل إلى 6500 شخص، من بينهم قدامى المحاربين والسكان المحليين، العلاج والفحص من الأطباء الصينيين.
وكان فوان، وهو محارب قديم يبلغ من العمر 73 عاما من مقاطعة لوانغ نامثا في شمال لاوس، من بين المرضى الذين تلقوا العلاج على يد أطباء صينيين.
وكان فوان يعاني من حالة انسداد رئوي شديد ومزمن مع إصابته بمرض القلب الرئوي ومرض السكري. عندما جاء لرؤية أطباء قطار السلام، تم تحديد حالته على أنها حرجة.
وبعد مشاورات مشتركة ومتعددة التخصصات وعدة أيام من العلاج، تمكن فوان من السير لمسافة تزيد عن كيلومتر واحد من منزله إلى المستشفى.
ولدى رؤية أطبائه، قال الرجل العجوز بحماس "شكرا لإنقاذكم حياتي!".
وإضافة إلى توفير العلاج الطبي للأفراد العسكريين والمدنيين اللاوسيين، أجرى فريق قطار السلام الطبي أيضا تبادلا وتعاونا متعمقين مع الأطباء المحليين وعرضوا عليهم الكثير من تقنيات التشخيص والعلاج المتقدمة.
وقال مدير المستشفى 103 العسكري في لاوس، خامنفنغ فوماكو، إن "الخبراء الطبيين الصينيين هم من ذوي الخبرة. وليس فقط العلاج هو ما قدموه لضباطنا والسكان المحليين فحسب، بل قدموا أيضا الاستشارة الطبية المتخصصة في الحالات الصعبة ونجحوا في إجراء عمليات جراحية لمرضى يعانون من أمراض شديدة".
وتابع "لقد تعلم أطباؤنا الكثير منهم، بما في ذلك التكنولوجيات الجديدة التي ستساعدنا في تحسين مستوى العلاج الطبي".
وفي يوم 31 يوليو، قام خبراء صينيون في أمراض الجهاز الهضمي بالتنسيق مع أطباء لاوسيين لإجراء تنظير معوي غير مؤلم على مريض لاوسي يبلغ من العمر 35 عاما، وهو ما يحدث لأول مرة في لاوس.
ومن خلال المحاضرات التي تم إلقائها قبل العملية، فضلا عن التعليمات المفصلة خلال سير العملية، أتقن الأطباء اللاوسيين التكنولوجيا الجديدة.
وقال مدير قسم التنظير في المستشفى 103 العسكري في لاوس، "نشكر الفريق الطبي الصيني على تعليمنا هذه التقنية".
وفي يوم 2 أغسطس، اُفتتح مركز للتعليم والتدريب والفحص في فينتيان تابع للمستشفى 103.
وصرح المفوض السياسي في المستشفى 103 "نحن ممتنون جدا للفريق الطبي الصيني للتبرع بنماذج التدريب الطبي، والتي من شأنها أن تحسن كثيرا من ظروف مرافق التدريب وزيادة فرص الممارسات الفعلية، وهذا سوف يساعد أيضا على تدريب أطباء لاوس اعتمادا على أساس نظري جيد كما يحسن من قدراتهم أثناء الأداء الفعلي".
وفي اجتماع عقد مؤخرا مع فريق قطار السلام، قال السفير الصيني لدى لاوس، وانغ ونتيان، إن النشاط التطوعي يعكس الصداقة بين جيشي وشعبي الصين ولاوس.
وأشاد وانغ بجهود الفريق الطبي الصيني في تعزيز التعاون الودي بين الجيشين والشراكة التعاونية الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وحظيت أنشطة الخدمات الطبية لقطار السلام بشكر وتقدير واسع النطاق في لاوس.
وقال فونغخام بوماكون، رئيس قسم الخدمات اللوجستية العامة في الجيش الشعبي اللاوسي، إن "هذه هي المرة الأولى التي يرسل في الجانب الصيني مجموعة طبية واسعة النطاق للعمل في لاوس، وهو ما يعكس إيثار وتفاني الصين وصداقتها المخلصة تجاه لاوس".