في الساعة السابعة والنصف صباحا، وصل السيد تانغ جي قوانغ إلى المكتب. من عادته أن يبدأ عمله اليومي في وقت مبكر، لأنه يعتقد أن وقت الصباح مثين جدا. بعد مراجعة الرسائل الالكترونية ووضع خطة العمل بدأ ان يتناول الفطور البسيط المتكون من القهوة والسندويج وقال تانغ، " رغم أن الفطور الغربي بسيط جدا، لكنه يوفر الطاقة للجسم ولا يستغرق اكله وقتا طويلا."
ان تانغ جي قوانغ، البالغ 35 عاما من العمر، ترعرع في أسرة عادية ببكين وتخرج من كلية علوم الكمبيوتر بجامعة الصناعة ببكين التي تعد من إحدى الجامعات المشهورة في الصين. وبعد تخرجه من الجامعة حصل على منحة دراسية من إحدى الجامعات الأمريكية، وسافر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته العليا حتى حصل على درجة الدكتور.
ان الجامعة الأمريكية التي كان يدرس فيها تانغ تتمنى أن يعمل أستاذا فيها بسبب قدرته المتفوقة، ووعدته أن تقدم له شقة بمجان وراتبا جذابا. ولكن تانغ جي قوانغ رفض دعوة الجامعة الأمريكية عائدا إلى بكين-مسقط رأسه.
"حب الوطن غريزة في الإنسان ما اندمج فى دمه وينبض بها وجدانه، وذكريات تجول في مخيلته، لا يمكن لعالي الجبال، ولا لعميق البحار، ولا لأجمل السهول والغابات للأنهار والبحيرات والشلالات ، لا يمكن لذلك كله أن ينسى حب الوطن وجنين يختلج القلب إليه عندما يبعد عنه، لا تمحوه السنون ولو طالت، ولو سئل أحد المهاجرين عن أعظم أمنية لا تغيب عن خاطره وفكره، لقال: العودة للوطن."
هكذا غادر تانغ جي قوانغ الولايات المتحدة وعاد إلى بكين. قال إنه طائر صغير، أينما كان يطير، عليه أن يرجع إلى عشه. ان الصين الوطن الأم، عليه أن يساهم كل ما لديه للأم. وبعد عودته إلى بكين وجد فرصة العمل في منطقة تشونغقوانتسون التي تعتبر "وادي السليكون في الصين". وبفضل جهوده الدؤوبة، أسس تانغ شركته الخاصة هنا في العام الماضي. قال تانغ إنه لديه ثقة بتنمية تشونغقوانتسون اذ أنه يشعر بأن هذا المكان هو الأكثر قربا من السوق، والأكثر قربا من المواهب، وأفضل موقع خاص لتنمية التكنولوجيا الفائقة في الصين.
وفي الوقت الحاضر، يجتهد ويكد تانغ مع زملاؤه كل يوم من أجل تحقيق حلمهم المتمثل في أن تصبح شركتهم شركة مشهورة في مجال الإبداع التكنولوجي في الصين حتى ولو في العالم. وقال تانغ " أثق بالمثل الصيني القائل: من جد وجد. تقدم الحكومة الصينية لكل من يجتهد ويكد في العمل منصة عادلة للتنافس، وتقدم للمبدعين ظروفا تفضيلية لتحقيق أحلامهم. بالإضافة إلى ذلك، ان الأوضاع الاجتماعية في الصين مستقرة والبيئة الاقتصادية والتجارية مفتوحة، فتجذب الصين العديد من الاشخاص الممتازين والمتفوقين المحليين والأجانب."
مع تكثيف التبادلات بين الصين والدول الأخرى في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والعلوم والتعليم وغيرها، يزداد عدد الطلاب الصينيين الذين يسافرون إلى الخارج للدراسة. وعاد معظمهم بعد الدراسة إلى الصين لتقديم مساهماتهم من أجل تنمية الوطن الأم.
ان حب الوطن لا تثبته الشعارات والاحتفالات والذكريات، لكن يثبته عمل دؤوب وإخلاص ومحبة ليزدهر الوطن بالأعمال الوطنية المجيدة.