الأخبار الأخيرة

مقالة : الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتصافحان دون التمكن من تحقيق التقارب

/مصدر: شينخوا/  15:02, July 15, 2017

    اطبع
مقالة : الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتصافحان دون التمكن من تحقيق التقارب

باريس 15 يوليو 2017 / في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصداقة بين الولايات المتحدة وفرنسا بأنها "لا تنثلم" وبأن البلاد تعد "حليفا إستراتيجيا"، لا يزال هناك تباعد بينهما فيما يتعلق بقضايا المناخ.

وذكر ترامب إن "شيئا قد يحدث فيما يتعلق باتفاق باريس، دعونا نرى ماذا سيحدث"، مشيرا إلى احتمال تغير موقفه بشأن اتفاق باريس الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مطلع يونيو المنصرم.

ولكن لا يزال ينتظر معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق أم لا.

فالرئيس الأمريكي يقوم بثالث جولة له في أوروبا منذ توليه مهام منصبه والثانية في غضون أسبوع وسط أزمة سياسية داخل بلاده تكتنف اجتماع عُقد بين نجله ومحامية روسية خلال فترة الحملة الرئاسية التي جرت العام الماضي.

وتأتي هذه الجولات في وقت تتدهور فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

-- قيم مشتركة ولكن طرق مختلفة

فمازالت أوروبا في مرحلة التكيف مع الرئيس ترامب رغم التغيرات التي تحدث في القارة.

وذكر الدكتور ديفيد كريكمانز الأستاذ المساعد في السياسة الدولية بجامعة أنتويرب ببلجيكا "بعد ستة أشهر على تولي ترامب منصبه، باستطاعة المرء أن يكتشف تحالفات جيوسياسية تتحول تدريجيا ووعيا ذاتيا تدريجيا أوروبيا".

وأضاف أن "هذا عزز إلى حد ما من التعاون الأوروبي ومن إدراك أن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى العمل معا".

بيد أن غياب الولايات المتحدة في مسائل التعاون الأوروبي والدولي بشأن حماية المناخ والتجارة العالمية أحدث تصدعا في صورتها وتأثيرها العالميين، ناهيك عن أن انسحابها من اتفاق باريس أثار الانتقادات داخل البلاد وخارجها.

"إن (سياسة أمريكا أولا) تتعارض مع السياسة الأوروبية التي تدافع عن الأسواق المفتوحة. وإن السياسة الأمريكية الجديدة تقوض المؤسسات الدولية ونظام عالمي متعدد الأطراف يدعمه الاتحاد الأوروبي بشدة"، هكذا قال جيرهارد ستاهل الأمين العام السابق للجنة الأوروبية للأقاليم، وهي هيئة استشارية تمثل السلطات المحلية والإقليمية ومواطنيها في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن "سياسة الرئيس الأمريكي تتناقض في بعض المجالات الرئيسية مع التيار الرئيسي للحكومات الأوروبية والمواطنين الأوروبيين".

-- العيش منفصلين معا

وأشار كريكمانز إلى أنه "إذا ما أبقى ترامب على موقفه الحالي بشأن تغير المناخ وحماية صناعات قديمة مثل الفحم، فإن التوترات ستظل قائمة".

وقال إنه إذا لم تكن الولايات المتحدة مهتمة بالمشاركة في مكافحة هذا التحدى العالمي، ستبحث أوروبا عن شركاء آخرين.

وأضاف أنه "فيما يتعلق بمعالجة تغير المناخ، فإن دولا مثل الصين تعتبر الآن من الشركات المحتملين الأفضل من الولايات المتحدة".

وذكر ستاهل أن زيارة ترامب لفرنسا، التي ينظر لها على أنها لا تزيد عن كونها حدثا دبلوماسيا لالتقاط الصور التذكارية، لم تبد سوى توقعات محدودة لتحقيق نتائج ملموسة، مضيفا "والسبب الأخرى هو أن الرئيس ماكرون يدعم بوضوح سياسة الاتحاد الأوروبي".

إن العلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وأوروبا غير واضحة. ولكن هناك شيئا واحدا على الأقل مؤكد في هذا الصدد ألا وهو أن رابطة القيم المشتركة قد لا تكون متماسكة للغاية بالنسبة لكل منها الآخر.

وقالت ألكسندرا دي هوب شيفر مديرة مكتب صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة إن "بناء علاقة على قضية واحدة لا يكفى لجعلها مستدامة".

وكتبت في صحيفة ((لوموند)) الفرنسية تقول إن "مبادرة ماكرون لاستضافة مؤتمر حول المناخ في باريس في ديسمبر المقبل تسمح له بمواصلة الضغط على ترامب. أما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فسوف يضغط ماكرون على ترامب لكي يقدم مساهمات من الناحية المالية لمجموعة الخمس المعنية بمكافحة الجهاديين في منطقة الساحل".

وذكر كريكمانز إن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستظل تعرف بأنها علاقة "العيش منفصلين معا".، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم اتساق سياسة ترامب الخارجية.

صور ساخنة

أخبار ساخنة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×