رام الله 2 يوليو 2017 /يترقب الفلسطينيون قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بشأن طلبهم باعتماد البلدة القديمة من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية على لائحة التراث العالمي.
ومن المقرر أن تبدأ لجنة التراث العالمي في اليونسكو خلال اجتماعاتها التي تنطلق اليوم (الأحد) وتستمر حتى 12 من شهر يوليو الجاري في كراكوفا البولندية بدراسة ضم 35 موقعا جديدا للائحة العالمية من بينها البلدة القديمة من الخليل.
وقالت وزيرة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية رولا معايعة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفلسطينيين يأملون في الاستجابة لطلبهم بضم البلدة القديمة من الخليل إلى المواقع الـ 1052 المدرجة على قائمة التراث العالمي للبشرية.
واعربت معايعة، عن تفاؤلها بالاستجابة للطلب الفلسطيني المذكور اعترافا بقيمة البلدة القديمة من الخليل العالمية والاستثنائية، مشيرة إلى أن البلدة القديمة من الخليل تنطبق عليها كافة معايير التسجيل للإدراج على لائحة التراث العالمي.
وتتألف لجنة التراث العالمي في اليونسكو من ممثلين عن 21 دولة طرفا في الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، تنتخبهم الجمعية العامة للدول الأطراف في الاتفاقية.
وسبق أن تم وضع مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي التمهيدية في العام 2005 بقرار من لجنة التراث العالمي في اليونسكو.
كما سبق أن اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 2010 قرارا بشأن الحرم الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم بالضفة الغربية، وذلك بأغلبية 44 صوتا مع وصوت واحد ضده و122 صوتا امتناعا.
ونص القرار في حينه على أن "الموقعين جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأي فعل من طرف واحد تقدم عليه السلطات الإسرائيلية يعتبر انتهاكا للقانون الدولي واتفاقيات اليونسكو وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
ويؤكد خبير التراث الثقافي وكيل وزارة السياحة والآثار السابق في السلطة الفلسطينية حمدان طه ل((شينخوا))، أن الخليل تعد واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم بحيث يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام.
ويشير طه، إلى أن الخليل "مدينة مقدسة لدى كافة الديانات وتضم رفات أنبياء، كما أنها تتميز بهندستها المعمارية وهي تشكل أحد النماذج المحفوظة للمدينة العربية الإسلامية ولا تقل أهمية عن المدن التاريخية المسجلة على لائحة التراث العالمي".
وينبه إلى أن الخليل "قدمت على امتداد تاريخها مثالا واضحا للمكان الذي ارتبط بالأحداث والتقاليد المعيشية كونها مكان عبادة ومكان سكن متواصل على امتداد التاريخ القديم ".
ويشير الى إطلاق السلطة الفلسطينية مشروعا مستمرا لتأهيل البلدة القديمة في العام 1996 بتأسيس لجنة إعمار الخليل بغرض الحفاظ على تراث المنطقة كاستجابة لشروط الحفاظ على التراث الإنساني العالمي.
ويشدد طه، على أن إدراج البلدة القديمة من الخليل على لائحة التراث العالمي "من شأنه أن يشكل عاملا مهما للترويج للمدينة سياحيا وثقافيا وتسهيل جلب مساعدات مالية لمشاريع التنمية والإعمار فيها".
ويعتبر طه، أن إدراج البلدة القديمة من الخليل على لائحة التراث العالمي إن تم فإنه سيمثل "خطوة مهمة جدا في تسليط الضوء على الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدينة منذ أكثر من 50 عاما ويشكل مخالفة للقانون الدولي".
يشار إلى أن اليونسكو أعلنت العام الماضي عن إدراج 55 موقعا تراثا عالميا على قائمة المواقع المعرضة للخطر، ومنها البلدة القديمة في شرق القدس ما أثار انتقادات واسعة من إسرائيل.
وبهذا الصدد اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، أن إدراج البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي "سيؤدي إلى تسييس منظمة اليونسكو".
وذكرت الوزارة أنه "رغم خيبات الأمل السابقة، إلا أننا نأمل أن يعارض عدد كاف من الدول الأعضاء هذه المبادرة التي قد تسبب انقساما سياسيا جديدا في اليونسكو"، معتبرة أن الطلب الفلسطيني "لا أساس له".
وكانت إسرائيل أعلنت في أكتوبر الماضي تعليق تعاونها مع اليونسكو، احتجاجا على تصويت لجنة التراث العالمي في المنظمة لصالح مشروع قرار يعتبر المسجد الأقصى من المقدسات الخاصة بالمسلمين، ويؤكد القرار على عدم شرعية أي تغيير أحدثته السلطات الإسرائيلية في بلدة القدس القديمة ومحيطها.
وتجري النقاشات حول المواقع الجديدة المرشحة للانضمام إلى لائحة التراث العالمي بين السابع والتاسع من الشهر الجاري، وستدرس اللجنة في الأيام الأولى من اجتماعاتها وضع المواقع المدرجة أساسا في القائمة.
وكان الفلسطينيون حصلوا على عضوية كاملة لدى اليونسكو في 31 نوفمبر عام 2011 بأغلبية 107 دول ومعارضة 14 دولة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل وامتناع 52 دولة.