هونغ كونغ 21 يونيو 2017 / قال الرئيس التنفيذي الاسبق لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة تونغ تشي هوا في مقابلة حديثة إن تطبيق مبدأ "دولة واحدة ونظامان" في هونغ كونغ حقق نجاحا بلا شك، معربا في الوقت ذاته عن ثقته في قدرة الحاضرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
كان تونغ أول رئيس تنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة يؤدي اليمين الدستورية عندما عادت المنطقة للصين من الحكم البريطاني في أول يوليو 1997.
وإذ وصف تقلده المنصب بأكثر لحظة لا تنسى في حياته، قال تونغ الذي يشغل حاليا نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، غمرتني، كصيني يبلغ من العمر 60 عاما، مشاعر الحماس والتأثر عندما رأيت العلم البريطاني ينزل ويعلو بدلا منه العلم الصيني."
ويوافق العام الجاري ذكرى مرور عشرين عاما على تنفيذ القانون الأساسي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. ويحدد القانون، الذي سن وفقا للدستور الصيني، التوجيهات لمبدأي "دولة واحدة ونظامان" و"سكان هونغ كونغ يديرون هونغ كونغ" مع التمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي.
وعلى مدار العشرين عاما الماضية، لم يتغير النظام الرأسمالي في هونغ كونغ ولا أنماط المعيشة هناك، بحسب تونغ الذي قال إن القانون ظل على حاله تقريبا كما حافظ الاقتصاد والمجتمع على نمو مطرد.
وأشار إلى دعم حكم القانون، قيمة جوهرية للمجتمع في هونغ كونغ، بثبات وهو أمر ثمنته وحمته الحكومة المركزية.
وتابع أن معظم أهالي المنطقة واعون بأهمية مبدأ "دولة واحدة ونظامان" ويدعمونه تماما.
ومنذ عام 1997، واجهت المنطقة تحديات عديدة.
واسترجع تونغ ذكرى الأزمة المالية الآسيوية التي اندلعت في تايلاند في يوليو 1997 ثم اكتسحت في طريقها لآسيا وهز صداها هونغ كونغ فيما بعد.
كما ذكر تفشي فيروس سارس في 2003 والأزمة المالية العالمية في 2008.
واستطرد "على مدار العشرين عاما، واجهنا صعوبات عديدة ولكن مع وقوف الوطن الام إلى جورنا، جاء حل تلك المشكلات على نحو أيسر."
كما شهد العقدان الماضيان إرساء علاقات أوثق بين هونغ كونغ والبر الرئيسي وتحدث المزيد من أهالي هونغ كونغ لغة المندرين وعرفوا أكثر عن البلاد والتنمية السريعة بها، حسبما قال.
وكانت المنطقة تعتمد سابقا بشكل رئيسي على التجارة مع أمريكا وأوروبا ولكنها حاليا متكاملة بشكل وثيق مع البر الرئيسي واختار المزيد من أهالي هونغ كونغ تطوير حياتهم المهنية هناك، بحسب تونغ.
وأشار تونغ للاعتراف المجتمع الدولي بنجاح مبدأ "دولة واحدة ونظامان،" قائلا "يقول لي العديد من الأصدقاء الأجانب بحسد أننا أفضل منهم بفضل مبدأ "دولة واحدة ونظامان."
واعترف تونغ البالغ من العمر 80 عاما بأن هونغ كونغ مازالت تواجه بعض المشكلات المتجذرة ومنها الأسعار العالية للعقارات واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء والصعوبات التي يواجهها الشباب لصعود السلم الاجتماعي وتدهور قطاع الصناعة نتيجة خروج الاستثمارات.
ورغم ذلك، مازال تونغ متفائلا حيال مستقبل هونغ كونغ. فهو يرى أن المنطقة واصلت نموها الاقتصادي القوي رغم تعرضها لصدمات عدة منذ عام 1997، كما أن لديها احتياطي مالي من شأنه أن يهيئ الظروف لحل تلك المشكلات.
وعلى مدار السنوات الخمس المنصرمة، نما إجمالي الناتج المحلي لهونغ كونغ بأكثر من 5 بالمئة سنويا على الأقل، بحسب تونغ الذي أضاف "يمكننا حل الكثير من المشكلات عندما يتراوح معدل نمو اقتصادنا 4 إلى 5 بالمئة."
وعلى الناحية الأخرى، أعرب تونغ عن اعتقاده بأنه يتعين على هونغ كونغ اغتنام الفرصة الناتجة عن التنمية الصينية وتحقيق الاستفادة الكاملة من نقاط قوتها في مجالات كالتجارة والمالية وتدويل اليوان ومبادرة الحزام والطريق.
كما أعرب عن أمله في أن تقوم هونغ كونغ، حيث يلتقي الشرق بالغرب، بدور الجسر لإجراء التبادل الثقافي وتسليط الضوء على تكامل الثقافات المختلفة حول العالم.