هاربين 19 يونيو 2017 /يحب تشيوي شيانغ لين أخذ الكاميرا الخاصة به ويمشي بعد هطول أمطار الصيف على طول نهر هيلونغجيانغ، الذي يشكل الحدود بين الصين وروسيا. فإذا تمدد قوس قزح فوق النهر بين مدينة هيخه الصينية ومدينة بلاغوفيشتشينسك الروسية، فأنه يشعر بالسعادة لعدة أيام.
وعلى مدى 40 عاما، سجل تشيوي التغيرات في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا في أكثر من 100 ألف صورة، ويقول الرئيس السابق للمصورين الصحفيين في صحيفة هيخه دايلي قبل تقاعده: "لأنها أجمل صورة في قلبي".
صورة "تبادل البطيخ مقابل الأسمدة الكيماوية" واحدة من أشهر أعماله ، وتم التقاطها في سبتمبر 1987، بعد فترة وجيزة من استئناف التجارة عبر ميناء هيخه.
وقال " بادلنا من جانبنا 208 طن من البطيخ مع ما يزيد عن 300 طن من الأسمدة مع الجانب الروسي والتي اشتدت الحاجة إليها هنا "، مضيفا أنه على مر السنين كان هناك الكثير من التجارة بين الجانبين.
وتابع تشيوي: "كانت تجارة شعب هيخه مع الاتحاد السوفيتي الأكثر ديناميكية، وهو المشهد الذي لن تشاهده أبدا في أماكن صينية أخرى. كان الشارع المركزي مليئا بمتعهدي العجلات الذين يتاجرون في الملابس الرياضية مع السوفيت مقابل المعاطف الصوف".
وكانت المنتجات الصناعية الخفيفة في الصين مثل الملابس والأحذية والقبعات تحظى بشعبية كبيرة في الجانب الروسي، بينما فازت الجلود السوفيتية والمنتجات المعدنية بقلوب الصينيين.
ومن أجل تلبية احتياجات الجانبين، أقيم أول معرض اقتصادي تجاري بين الصين والاتحاد السوفيتي إلى جانب دول أوروبا الشرقية من قبل وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي سابقا (وزارة التجارة حاليا) وحكومة مقاطعة هيلونغجيانغ في هاربين عام 1990.
قال تشيوي الذي التقط العديد من الصور لهذا الحدث: "كانت تجارة المقايضة أساسا رئيسيا للقيام بالأعمال التجارية، والتي كان مقدمة لمعرض هاربين التجاري الدولي".
وبعد حل الاتحاد السوفيتي خضع معرض هاربين التجاري الدولي لعدة تغييرات قبل أن يأخذ شكله النهائي ويصب تركيزه على روسيا.
ويتبع تشيوي تشي لونغ خطى والده، ويستمر في تصوير معرض هاربين التجاري الدولي كل عام.
يذكر أنه في عام 2014، تم ترقية المعرض التجاري الدولي الخامس والعشرين في هاربين إلى معرض الصين-روسيا. وأيضا هذا العام ، ودع تشيوي قوه دونغ، الذي عمره 19 عاما، مسقط رأسه هيخه، وترك للدراسة في معهد هيلونغجيانغ للتكنولوجيا في هاربين.
وتحت تأثير والده وجده، سجل تشيوي الصغير "الصداقة الصينية الروسية" منذ كان طفلا . حيث تعلم الروسية بطلاقة لأنه كان يملك شعورا خاصة تجاه البلاد.
متابعا قوله: "كثيرا ما حدثني والدي عما بدا عليه المعرض التجاري، لكن ما رأيته شخصيا كان مختلفا بشكل كبير".
ودخل تشيوي الصغير مركز هاربين الدولي للمؤتمرات، حيث تجري فعاليات المعرض الرابع، مما جعله يصدم.
مثل هذه المعارض المتطورة غيرت فكرته للتعاون الصيني الروسي. حيث يعرض نموذج من الغواصة جياولونغ المأهولة وطائرة بدون طيار وتكنولوجيا النانو والجرافين. حتى أنه قام ببعض البحوث حول التجارة الإلكترونية عبر الحدود بين الصين وروسيا.