طرابلس 18 يونيو 2017 / كشف العميد نجمي الناكوع آمر جهاز الحرس الرئاسي الليبي ، عن التقدم بطلب إلى مجلس الأمن الدولي ، لاستثناء الجهاز من حظر التسليح المفروض على البلاد .
وقال العميد النجمي الناكوع آمر جهاز الحرس الرئاسي في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الأحد ، إننا " وقبل أسبوعين تقدمنا بطلب رسمي إلى مجلس الأمن الدولي ، لاستثناء الحرس الرئاسي من الحظر التسليح المفروض على ليبيا بموجب قرارات لجنة العقوبات ، ونتوقع أن يصدر قرار إيجابي لصالحنا خلال الأيام المقبلة " .
وأشار الناكوع ، إلى مرور سنة على تشكيل الحرس الرئاسي ، وهو عبارة عن قوة نظامية تتكون من الجيش والشرطة ، ومهامها حماية المرافق السيادية وحماية أعضاء الحكومة والوفود الرسمية الزائرة ليبيا ، بجانب تأمين المقار السيادية والمنافذ ، مؤكدا أن عناصر الجهاز ليس لديهم أي انتماء سياسي أو حزبي ، ويؤدون عملهم دون تحيز لأحد ، خاصة وأن الجهاز تشكل من صلب الاتفاق السياسي ، لتحقيق الأمن وفرض النظام داخل البلاد ، على حد قوله .
وعن حجم القوة التي يمتلكها الجهاز بالوقت الحالي ، أوضح قائلاً إن " لدينا مراكز تدريب حالياً ، وسيتم تخريج دفعات عديدة بالتزامن مع ذكرى تأسيس الجيش الليبي في التاسع من أغسطس القادم ، وخلال عام تقريبا قطعنا أشواط جيدة على مستوى تشكيل القوة الفعلية ، ولدينا على مستوى طرابلس أكثر من 4 آلاف مجند ، وتم تكليفهم بمهام ، منها تأمين المجلس الرئاسي وأعضاء حكومة الوفاق الوطني ، بجانب تأمين بعض الوزارات " .
وكان فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ، قد أصدر قراره الرقم (2) في مايو 2016 ، القاضي بتشكيل الحرس الرئاسي ، على أن يكون مقره بالعاصمة طرابلس ، وأن يتألف من أفراد وحدات الجيش والشرطة .
ولم يلقى إعلان تشكيل الحرس الرئاسي ترحيباً ، من طرف البرلمان الليبي المنعقد في طبرق ، حيث اعتبره محاولة للقفز على اختصاصات القوات المسلحة .
وردا على هذه المزاعم ، علق آمر جهاز الحرس الرئاسي قائلا إنها " غير صحيح على الإطلاق ، الحرس عبارة عن تشكيل أمني موجود في العالم ، وإذا ذكرنا دول لديها الحرس الرئاسي فنذكر إيطاليا وفرنسا والإمارات والأرجنتين ، ولا تتعارض مهامنا مع الجيش والشرطة ، الجيش الوطني له تاريخ مشرف منذ تأسيسه ، ومهامه على غرار الجيوش هي حماية الحدود والرد على أي تهديد للسيادة الوطنية ، حيث يتملك الجيش القواعد العسكرية والأسلحة الثقيلة ، والقطع البحرية للرد على أي عدوان محتمل" .
وعن الدعم الدولي المتحمل للحرس الرئاسي ، أكد العميد نجمي الناكوع أن هناك دعهم دولي ، في انتظار الترتيبات الخاصة بتدريب دفعات الجهاز في دول عربية وصديقة .
ومضى في حديثه عن تفاصيل هذا الدعم ، " نهاية العام الماضي عقد مؤتمر دولي واسع في تونس ، خصص لدعم الحرس الرئاسي ، وكافة الدول المشاركة أبدت استعدادها لدعمنا ، قمنا عقب ذلك بعدة زيارات منها لدول صديقة لبحث التعاون المشترك ، وتم التنسيق مع عدة دول لتدريب أفرادنا ، منها فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة والجزائر ، كما هناك تنسيق قريب مع اليونان ، وفعلياً تم تدريب وتخريج دفعتين لحماية الشخصيات ، وهناك دفعات سيتم تدريبها هذا العام في إيطاليا وفرنسا " .
مشيداً بجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ، في دعم الحرس الرئاسي ، بتلقي المشورة في رسم الترتيبات الأمنية .
وبالانتقال لملف السيطرة على أكبر مرفق حيوي في طرابلس ، متمثلا بالمطار الدولي ، قدم العميد النجمي الناكوع آمر جهاز الحرس الرئاسي ، توضيحات حوله ، قائلا إنه " عند انتهاء الاشتباكات المؤسفة التي شهدتها العاصمة ، ونجاح وحدات وزارة الداخلية بالتعاون مع الحرس الرئاسي ، في طرد المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون من جنوب طرابلس ، حيث كانت هذه المجموعات التي تعاملنا معها بحرفية ، تمارس أعمال السرقة والسطو المسلح والحرابة ، وكل الأعمال المخلة بأمن العاصمة ، بما في ذلك موقع مطار طرابلس لدولي " .
وأضاف " الحقيقة لم يدخل اللواء السادس إلى المطار عقب انسحاب الخارجين عن القانون ، لكنها قوة دخلت المطار ، وأدعت تبعيتها للواء ، وعند دخولنا في حوار مباشر مع هذه القوة ، انسحبت وسلمتنا المطار بالكامل ، بعد تفهم الموقف ، والعمل على إتاحة الفرصة أمامنا ، لتأمين الموقع الحيوي ، الذي يتبع الدولة الليبية" .
وكانت قوات حكومة طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته جنوب العاصمة تتمركز في عدد من المعسكرات والمواقع ، بما فيها مطار طرابلس الدولي ، الذي تعرض للتدمير جراء اندلاع عملية "فجر ليبيا" في يوليو 2014 .لكنها انسحبت من مواقعها وغادرت المطار بعد هجوم عنيف ضدها ، شنته قوات تابعة لحكومة الوفاق نهاية مايو الماضي ، مخلفاً 55 قتيلاً وأكثر من 180 جريحاً.
وردا على سؤال عن تفاصيل الاجتماع الذي جمع الحرس الرئاسي مع قائد القوات الأمريكية في أفريقيا في طرابلس ، أوضح أن " التعاون بين ليبيا والولايات المتحدة ليس وليد اللحظة ، بل هو بدأ منذ العام الماضي ، عندما ساعدت قوات البنيان المرصوص في تحرير سرت ، ونحن مستمرين مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب ، الذي كان المحور الأبرز للاجتماع مع قائد الأفريكوم " .
وأجرى الجنرال توماس فالدهاوسر قائد القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)والسفير الأمريكي لدى طرابلس بيتر بوت ، زيارة رسمية إلى العاصمة الليبية منتصف الشهر الماضي ، التقى فيها رئيس المجلس الرئاسي وعدد من القادة العسكريين والأمنيين في ليبيا .
وجدد الوفد الأمريكي ، دعمه للمجلس الرئاسي في حربه ضد تنظيم الدولة ، مؤكدا تقديم كافة المساعدة للقضاء على التنظيم نهائيا ، بالإضافة إلى استعداد واشطن تدريب القوات الليبية .
وردا على المزاعم التي تؤكد عدم سيطرة الحرس الرئاسي سوى على طرابلس ، رفض العميد نجمي الناكوع هذا الوصف ، مؤكدا أن السير في خطى ثابتة ، للانتشار على كامل التراب الليبي ، خاصة مع صدور قرار المجلس الرئاسي بتشكيل عدد من الألوية التابعة للجهاز .
وتابع أن " قسم العمل على ثلاث مراحل ، المنطقة الغربية سيكون فيها سبعة ألوية ، واللواء الأول الرئيسي في طرابلس ، وتقوم هذه الألوية في مباشرة مهامها في مكافحة التهريب وضبط الحدود الغربية للبلاد ، ومنع دخول المتطرفين من دول الجوار، أما المنطقة الجنوبية والشرقية فسيكون فيها تواجد الحرس في وقت لاحق " .
واختتم حديثه قائلا إننا "بطبيعة عملنا ، ليس لنا علاقة بالشأن السياسي أو ارتباط بأي شخصية ، ولدينا اتصالات مع عدد من الأجهزة الأمنية في الجنوب ، ونكرر عدم تعارضنا مع مهام الجيش الوطني ، ونسعى لدعم الجيش ومساندته في تحقيق الأمن وحماية البلاد من أي تهديد " .