على مدار الأسبوع الماضي، ضجت الشبكة العنكبوتية بحدث جديد حول مستقبل الذكاء الاصطناعي .
ولمرة أخرى، كان مصدر تلك الضجة هو "الفاغو"، برنامج الذكاء الاصطناعي لغوغل، الذي فاز بنتيجة نظيفة 3 مقابل لا شيء على كه جيه، لاعب الغو رقم واحد في العالم.
وعلى النقيض من ردود الفعل السلبية التي جاءت بعد انتصار الفاغو بنتيجة 4 مقابل 1 على اللاعب الأمهر في كوريا الجنوبية لي سي-دول في مارس من العام الماضي، يشعر الناس بتفاؤل اكبر نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي .
وقال تشان جيان لون، معلم لعبة الغو في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، إن "الفاغو لم يصمم فقط للعب الغو" مضيفا إن "مشروع الفاغو من المتوقع أن يغير الكثير من جوانب حياتنا".
وأعادت كلمات تشيان الصدى الايجابي الذي عكسه الوضع الراهن لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين.
ووفقا للبيانات الصادرة عن اي اي ميديا ريسيرتش، مؤسسة بحثية كبرى، فقد زادت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين بنسبة 43.3 في المئة في عام 2016 متجاوزة 10 مليارات يوان (نحو 1.47 مليار دولار امريكي)، ومن المتوقع أن تصل إلى 15.21 مليار و43.43 مليار يوان في عامي 2017 و2019 على التوالي.
وأدت هذه الأرقام إلى ازدهار كمية الأبحاث التي تجري في هذه الصناعة. وقال ليو لي هوا، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات إن الصين تقدمت بطلبات للحصول على 15745 براءة اختراع ذات صلة بالذكاء الاصطناعي .
وظهرت سياسات مواتية نتيجة لذلك، فهناك في الصين الآن أكثر من 40 مجمعا صناعيا للروبوتات تم إنشاؤها بالفعل أو انها قيد الإنشاء في جميع أنحاء البلاد . كما تم إدراج الذكاء الاصطناعي للمرة الأولى على الإطلاق في تقرير عمل الحكومة الذي قدمه رئيس مجلس الدولة لي كه تشانغ إلى الدورة الخامسة للمجلس الوطني الـ12 لنواب الشعب الصيني في مارس.
وقال التقرير "سنعجل بالبحث والتطوير وتسويق المنتجات الجديدة والذكاء الاصطناعي ، وتطوير المجمعات الصناعية لهذه المجالات".
وفي هذا السياق قال تشانغ يا تشين، رئيس شركة بايدو الصينية العملاقة للانترنت إن "الذكاء الاصطناعي أصبح قوة دافعة رئيسية للشركات الصينية".
وأضاف: "في عصر الذكاء الاصطناعي يمكن للصين الابتكار ليس في مجال المنتجات وحسب، ولكن في التقنيات أيضا".
"وبالنسبة للمطلعين، فإن مواصلة تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي الصينية ستعتمد إلى حد كبير على البيانات".
وبدوره قال لي كاي فو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سينوفيشن فينتشرز، شركة رأس مال استثماري تهدف إلى إنشاء شركات ناشئة صينية ناجحة، إن "جوهر تطوير الذكاء الاصطناعي يكمن في الكميات الهائلة من البيانات".
وذكر "في الصين لدينا قاعدة بيانات ضخمة، وقد ثبت أنها ذات قيمة كبيرة بالنسبة لنا".
من جانبه أيّد باي تشون لي، رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم كلام لي ، وقال في معرض البيانات الكبيرة يوم الاثنين انه "بحلول عام 2020، ستمتلك الصين نحو 20 في المئة من البيانات العالمية، ومن المتوقع أن يصل حجمها إلى 44 تريليون غيغابايت".
ويزداد دور الذكاء الاصطناعي في حياة الناس اليومية. وعلى سبيل المثال، تم تطبيق نظام مراقبة يعمل بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المركبات ليقوم بتنظيم ذكي لحركة المرور في مدينة هانغتشو بشرقي الصين، ما أدى إلى زيادة سرعة حركة المرور بنسبة تصل إلى 11 في المئة خلال فترة تجربته في العام الماضي.
وقال ليو لي هوا إن "الصين تقود العالم بالفعل في مجالات مثل الرؤية الحاسوبية والتعرف التلقائي على الكلام "، مضيفا :" نعتقد ان الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكثر ملاءمة لنا لقيادة العالم".