تقرير اخباري: المزايا الاقتصادية لطريق الحرير تثير اهتمام المغرب

الرباط 11 مايو 2017 /أثارت المزايا الاقتصادية لمبادرة طريق الحرير اهتمام المغرب الذي أبدى مسؤوله ومستثمروه رغبة أكيدة في الاستفادة من هذه المبادرة التي تبلغ قيمة موجوداتها حوالي 40 مليار دولار.

وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن وصف مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي أطلق "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد" و"طريق الحرير البحري للقرن 21"، بكونها تنم عن رؤية إستراتيجية حقيقية للعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، وتسعى لتعزيز الروابط التي تجمع بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وعبر العاهل المغربي عن استعداد الرباط أن تلعب دورا بناء في ضمان امتداد طريق الحرير البحري، ليس فقط نحو الواجهة الأطلسية لأوروبا، بل وبصفة خاصة نحو بلدان غرب إفريقيا.

وقال رئيس جمعية الصداقة المغربية الصينية محمد خليل في حديث لوكالة انباء ((شينخوا)) انه بإمكان بكين الاعتماد على الرباط بحكم موقع المملكة الجغرافي المتميز، وقربها من أوروبا وعلاقاتها الوثيقة بالدول الافريقية خصوصا الفرانكفونية الموجودة جنوب الصحراء.

وذكر أن المغرب تربطه اتفاقيات للتبادل الحر مع نحو 30 دولة وهو ما يسمح له بأن يكون جسرا حقيقا بين الصين وإفريقيا.

وفي السياق ذاته قال وزير الاقتصاد المغربي الأسبق والخبير الاقتصادي البارز فتح الله ولعلو، الذي قدم مؤخرا بالرباط مؤلفه الجديد "الصين ونحن"، إن الصين، التي تجاوزت الأزمة الاقتصادية لسنة 2012 ، غيرت نمط نموها من اليد العاملة الرخيصة إلى الأجور المرتفعة والتكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد الأخضر (أول بلد في العالم)، كما غيرت الإستراتيجية الدولية عن طريق اعتمادها طريق الحرير الجديد.

وذكر بالإستراتيجية الإفريقية للصين، التي قدمتها في ديسمبر 2015 بجوهانسبورج والتي تراعي انخفاض أسعار النفط والمواد الأولية بتعويض البلدان الإفريقية بمبلغ 60 مليار دولار وإعادة تحويل صناعات صينية إلى 75 بلدا في العالم ما سيخلق 85 مليون منصب شغل، مؤكدا أن المغرب يمكنه أن يكون شريكا للصين في تحديد سياسة غذائية للقارة الإفريقية.

ويتيح الموقع الاستراتيجي للمملكة بالنسبة للصين إمكانية الوصول إلى أسواق 55 بلدا، تشمل 1.2 مليار مستهلك، بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها المغرب مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية.

وبدأ البلدان تعزيز تعاونهما في هذا الاتجاه حيث سبق للبنك المركزي الصيني أن وقع اتفاقية مع نظيره المغربي تتيح تسهيل المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين.

كما أعلنت كل من مجموعة "هايتي" الصينية والبنك المغربي للتجارة الخارجية في إفريقيا عن تمويل استثماري مغربي صيني بقيمة مليار دولار.

وأنشأت شركة "هواوي" مقرا جديدا لها في الدار البيضاء لاستهداف أسواق المنطقة الإفريقية الناطقة بالفرنسية.

وشكل تفعيل مبادرة طريق الحرير محور مباحثات أجراها المدير العام لصندوق المبادرة وانغ يان تشي، خلال زيارته الأخيرة للمغرب حيث التقى مسؤولين مغاربة اطلعهم على تفاصيل المبادرة.