تقرير إخباري: اعتقال رئيسة كوريا الجنوبية السابقة على خلفية اتهامات بالفساد

سول 31 مارس 2017 / ألقي القبض على رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك كيون- هيه اليوم (الجمعة) بعد موافقة محكمة في سول على طلب النيابة العامة، ما يرفع من احتمال قضائها فترة في السجن على خلفية اتهامات بالفساد.

وقال القاضي في محكمة حي وسط سول في بيان إنه من الممكن تبرير الدعاوى الجنائية الرئيسية لبارك فيما تبقى هناك مخاوف من احتمال تدميرها الأدلة التي تدينها.

وأصدرت المحكمة إذن القبض على بارك، والذي طلبه المدعون العامون في وقت سابق من الأسبوع الجاري، في أعقاب جلسة استماع جرت الخميس واستمرت قرابة 9 ساعات، في جلسة استماع هي الأطول في تاريخ البلاد.

وانتظرت بارك طوال الليل قرار المحكمة في مكتب المدعي العام بحي وسط سول المجاور للمحكمة.

وشوهدت السيدة البالغة من العمر 65 عاما بصحبة اثنتين من المحققات داخل سيارة سيدان سوداء، حسبما أظهرت لقطات تلفزيونية، في طريقها إلى مركز احتجاز خارج سول، على بعد 15 كم من مكتب المدعي العام.

وصلت السيارة إلى مركز الاحتجاز في الساعة 4:45 صباح اليوم (الجمعة) بالتوقيت المحلي وسط حراسة أمنية مشددة تبعها عدد من السيارات المكتظة بمصوري وسائل الإعلام.

وقف عدد من مؤيدي بارك أمام مركز الاحتجاز انتظارا لوصولها في ضوء توقعات كانت تشير إلى اعتقالها. وتعتبر الرئيسة السابقة بمثابة أيقونة سياسية بنظر الناخبين المحافظين.

وغادرت بارك البيت الأزرق الرئاسي بعد اغتيال والدها بارك تشونغ هيه الذي حكم البلاد لمدة 18 عاما في عام 1979 على يد أحد أقرب مساعديه. وعادت مرة أخرى إلى المنصب في أوائل عام 2013 بعد انتخابها كأول سيدة تتولى رئاسة البلاد، بيد أنها فشلت في إكمال مدتها (5 سنوات) وغادرت المنصب بفضيحة.

وأطاحت المحكمة الدستورية في حكم تاريخي ببارك من منصبها يوم 10 مارس، لتصبح أول رئيسة للبلاد يطاح بها منصبها من خلال الإقالة.

ويفترض بعد أن تجري بارك الفحص الطبي المتبع أن ترتدي ملابس السجن وتودع في زنزانة انفرادية في مركز الاحتجاز، وفقا لتقارير إعلامية محلية.

وتوجد بنفس المعتقل صديقتها المقربة تشوي سون-سيل المتهمة بقضية الفساد التي أطاحت ببارك وكذلك نائب رئيس شركة سامسونغ للإلكترونيات لي جاي يونغ بتهم الرشوة.

وأصبحت بارك ثالث رئيس سابق يعتقل في البلاد. ومن المقرر أن تقضي في الحجز نحو 20 يوما لإجراء المزيد من التحقيقات من قبل المدعين العامين.

ولا يضمن حجز بارك إدانتها، بيد أنه يزيد من احتمال الحكم عليها بفترة في السجن. وإذا أدينت بالرشوة، ستواجه بارك السجن لمدة 10 سنوات على الأقل.

وتواجه بارك 13 تهمة من بينها الرشوة واستغلال السلطة وتسريب أسرار الدولة.

واُتهمت الرئيسة السابقة بالتواطؤ مع صديقتها المقربة منذ عقود تشوي لتلقي عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية كرشاوى من نائب رئيس مجلس إدارة شركة سامسونغ لي جاي يونغ.

ويُشتبه بأن هذه الرشاوى تم تقديمها مقابل مساعدة لي يرث السيطرة الإدارية الشاملة على أكبر تكتل تسيطر عليها عائلة في البلاد من والده المريض ليي كون-هيه، رئيس مجلس الإدارة الحالي، الذي أُدخل إلى المستشفى إثر إصابته بأزمة قلبية قبل نحو ثلاث سنوات.

كما تم تحديد بارك كشريك لتشوي في المساعدة على طلب عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية من عشرات التكتلات التجارية الكبيرة لإنشاء مؤسستين غير ربحيتين استخدمتهما تشوي لتحقيق مكاسب شخصية.

واُتهمت تشوي بالتدخل في شؤون الدولة من وراء الكواليس من خلال تلقي وثائق حكومية على أساس منتظم سُلمت إليها من قبل أحد المساعدين السابقين لبارك.