دمشق 29 مارس 2017 /تمكنت وحدات من الجيش السوري يوم الأربعاء من السيطرة على بلدة دير حافر المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ريف حلب الشرقي (شمال سوريا) بعد معارك عنيفة معه، بالتزامن مع توسيع نطاق سيطرته في ريف حماة الشمالي (وسط سوريا)، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن " وحدات من القوات المسلحة تمكنت خلال عملياتها العسكرية المتواصلة في ريف حلب الشرقي من فرض السيطرة على مدينة دير حافر و26 بلدة وقرية في محيطها وتأمين 24 كم من الأتوستراد الدولي حلب-الرقة" .
ولفت المصدر إلى أن " العمليات في دير حافر والقرى والبلدات الواقعة في محيطها أسفرت عن تكبيد تنظيم (داعش) الإرهابي مئات القتلى والمصابين وتدمير عشرات المدرعات والعربات القتالية والسيارات المزودة برشاشات" .
ويأتي السيطرة على بلدة دير حافر بريف حلب الشرقي بعد أسبوع من قيام الجيش السوري بحصار خانق على تلك البلدة كجزء من حملة عسكرية كبيرة ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي.
وأوضح المصدر أن مدينة دير حافر تعد أول وأهم مقر لتنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا وأطلق عليها اسم (دار الفتح) وأقام التنظيم فيها العديد من مقرات القيادة والتصنيع الحربي والمشافي الميدانية والتحصينات الهندسية المعقدة داخل وخارج المدينة ونشر حقول ألغام معقدة في محيطها وعلى الطرقات وفي الساحات والشوارع .
ويتجه الجيش السوري الآن إلى بلدة مسكنة، وهي آخر بلدة محتلة من قبل الدولة الإسلامية في ريف حلب الشرقي، بهدف السيطرة عليها .
إن السيطرة على دير حافر والانتقال نحو مسكنه سيضع الجيش السوري على الطريق نحو الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم (داعش)، حيث تقاتل القوات الأمريكية والمقاتلون المتحالفون مع الأكراد بقيادة قوات سوريا الديمقراطية (داعش ) في ريف تلك المحافظة وسط تقارير تفيد بأنه سيتم شن هجوم عسكري واسع النطاق من قبل الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة في وقت لاحق من الشهر القادم.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية ، العميد طلال سلو مؤخرا إن قوات سوريا الديمقراطية ليس لديها مشاكل في التعاون مع الجيش السوري في المعركة على الرقة، لكن احتمال هذا التعاون مازال غامضا حيث تعتبر الحكومة السورية التدخل العسكري الأمريكي غير شرعي ، وتعتبره عدوان سافر وتدخل من قبل واشنطن دون تنسيق مع الحكومة السورية .
وفي سياق متصل استعادت وحدات الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي نقاطاً جديدة على اتجاه صوران ومحيط معرزاف بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي (جبهة النصرة) والمجموعات التابعة له بينهم متزعمون من جنسيات أجنبية وعربية.
وأفاد مصدر عسكري لوكالة (سانا) بأن "وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة واصلت عملياتها العسكرية ضد تنظيم جبهة النصرة في ريف حماة الشمالي واستعادت عددا من النقاط على اتجاه صوران ووسعت نطاق سيطرتها في محيط معرزاف وشمال غرب بلدة قمحانة وصولا إلى سكة القطار جنوب طيبة الإمام" .
ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش مدعومة بسلاح الجو نفذت سلسلة ضربات مركزة على مقرات وتحركات تنظيم جبهة النصرة الإرهابي والمجموعات التابعة له في عطشان وسكيك والتمانعة وصوران وطيبة الإمام ومعردس والمجدل وقطيش وكفرنبودة بالريف الشمالي.
والجدير ذكره أن مجموعات من تنظيم (جبهة النصرة) تسللوا نهاية الأسبوع الماضي إلى عدد من القرى والبلدات بريف حماة الشمالي وقاموا بتهجير الاهالى وسرقة ونهب ممتلكاتهم.
وكشف المصدر أن " خسائر إرهابيي (جبهة النصرة) والمجموعات التابعة له خلال الأيام الستة الماضية بريف حماة الشمالي بلغت 2200 قتيل وتدمير 7 مقرات قيادة واستطلاع و15 دبابة و11 عربة مدرعة و107 سيارات 23 منها مزودة برشاشات مختلفة و12 مستودع ذخيرة و17 منصة هاون ومدفع جهنم و 6 راجمات صواريخ" .
ويشار إلى أن مدفع جنهم ، هو سلاح محلي الصنع ، يستخدم فيه أسطوانات الغاز المنزلي كقذائف تطلق على القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وتحدث إضرار جسمية بشرية وفي الممتلكات العامة .