القاهرة أول مارس 2017 /رفضت قيادات إسلامية ومسيحية بارزة في مصر استهداف تنظيمات إرهابية للأقباط في شمال سيناء، مؤكدين انها تستهدف إحداث الفرقة والوقيعة في المجتمع المصري.
وشددوا على قوة النسيج الوطني، وعلى اعلاء مبدأ المواطنة، والتسامح بين مختلف المواطنين.
وجدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم (الأربعاء) رفض المسلمين والمسيحين أي محاولات للتفرقة بينهم، وإظهار أن المسيحيين مستهدفون في أوطانهم.
وقال الطيب في إعلان القاهرة للتسامح والعيش المشترك في ختام مؤتمر الأزهر للحرية والمواطنة، إنه مهما فعل الإرهاب للإساءة للتجربة المشتركة لن ينال من العزيمة المؤكدة للمسلمين والمسيحين للعيش الواحد والتأكيد على المواطنة فكراً وممارسة.
وأكد تبني مفاهيم المواطنة والمساواة والحقوق يستلزم بالضرورة إدانةَ التصرفات التي تتعارض ومبدأ المواطنة من ممارساتٍ لا تقرها شريعة الإسلام.
وشدد على أن أول عوامل التماسك وتعزيز الإرادة المشتركة يتمثل في الدولة الوطنية الدستورية القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة وحكم القانون.
ولفت إلى أن المجتمعين من المسيحيين والمسلمين في مؤتمر الأزهر أكدوا أن الأديان كلها براء من الإرهاب بشتى صوره، وهم يدينونه أشد الإدانة ويستنكرونه أشد الاستنكار، ويجددون عهود أخواتِهم، ورفضهم أية محاولات من شأنها التفرقة بينهم.
ونزح مئات المسيحيين من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، شمال شرق القاهرة، على محافظات مجاورة، إثر مقتل سبعة أفراد مسيحيين في عمليات إرهابية متتالية خلال الأسبوعين الماضيين، وحرق منازل بعضهم.
واعتبر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أزمة النزوح أزمة عابرة ، معربا عن ثقته التامة في نجاح جهود الدولة في تخفيف آثار هذه الأزمة الطارئة.
وتابع تواضروس في كلمته الأسبوعية اليوم قائلا "أثق تماما أن هذه المجهودات عندما تكتمل سيعودون جميعا إلى أماكنهم التي يختارونها للسكن".
واعرب عن رفضه التام لاستخدام كلمة "تهجير" في التعبير عن ازمة المسيحيين النازحين قائلا " تعبير تهجير الذي شاع في الإعلام هذا تعبير مرفوض تماما ونحن نسكن في الوطن ويتعرض أبناؤنا في القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة وأبناؤنا المصريون الأقباط كما المسلمين أيضا يتعرضون لهذا العنف (..)".
ونقلت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) عن مصادر كنسية تأكيداتها بأن استهداف المسيحيين بمحافظة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية هدفه إفساد العلاقة بين المسيحيين والمسلمين واستقرار الدولة والعمل على إثارة "فتنة طائفية".
وأكدت المصادر أن استهداف المسيحيين هو جزء من استهداف الإرهاب لكل المصريين من المواطنين العاديين وعناصر الجيش والشرطة والقضاء، وأن الغرض منه ضرب حالة الاصطفاف الوطني المتحد في جبهة واحدة في مواجهة الإرهاب.
وقالت "إننا شهدنا استنفارا من جميع أجهزة الدولة لتقديم الدعم والمساعدة للأسر المتضررة ورعايتها باعتبارهم مواطنين مصريين، كما لاحظنا تكثيف القوات المسلحة لضرباتها بالمناطق المحتمل تواجد العناصر الإرهابية بها، والعمل على إعادة هذه الأسر إلى مساكنهم في أسرع وقت".
وأشارت المصادر إلى أن بعض العناصر من المناهضين للدولة وبعض العاملين بمجال حقوق الإنسان بالبلاد استغلوا انتقال الأسر إلى محافظة الإسماعيلية وقاموا بالترويج لعدم قدرة الدولة عن حمايتهم واستغلال الحديث لمهاجمة الشرطة والقوات المسلحة وهذا غير صحيح .
ولفتت إلى أن انتقال الأسر المسيحية المؤقت غير دائم وأنه تم بمحض إرادتهم من منطلق الخوف من الأحداث، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأسر المسيحية ما زالت تعيش بمحافظة شمال سيناء ولم تغادرها.
وأشارت المصادر الكنسية إلى انتقال العديد من الأسر المسلمة ايضا من سكان مدينة العريش إلى محافظات أخرى لنفس الأسباب.
وقتل سبعة أقباط على مدار الأسبوعين الماضيين في حوادث متفرقة بشمال سيناء ، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وكنسية لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وفي ديسمبر الماضي، استهدف هجوم انتحاري بحزام ناسف الكنيسة البطرسية بالقاهرة ما أسفر عن مقتل 29 قبطيا غالبيتهم نساء.
وتعد شمال سيناء معقل تنظيم ولاية سيناء الذراع المصرية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي نشط بشدة بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، بعد احتجاجات حاشدة طالبت برحيله.
وتبنى هذا التنظيم الذي كان يسمى في السابق "أنصار بيت المقدس" قبل أن يبايع تنظيم الدولة الإسلامية، هجمات عدة استهدفت قوات الجيش والشرطة المصرية في شمال سيناء ومحافظات أخرى.
في المقابل، تشن هذه القوات حملات متواصلة لتصفية الجماعات الإرهابية، خاصة في شمال سيناء، ما أدى إلى تقلص عملياتها بشدة بسبب التضييق الأمني.