دمشق 7 فبراير 2017 / أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الثلاثاء) أنه من المبكر الحكم على اجتماع استانا، معتبرا أن اجتماع استانا شكل إحدى المبادرات خلال الحرب على سوريا، وهي تتعلق بالحوار بين السوريين، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا).
ونقلت وكالة (سانا) عن الرئيس الأسد قوله في تصريحات صحفية لوسائل اعلام بلجيكية إن " استانا تشكل إحدى المبادرات خلال الحرب على سوريا، وهي تتعلق بالحوار بين السوريين، لا يزال من المبكر الآن الحكم على أستانا".
ووصف الأسد اجتماع أستانا الأول بأنه كان "ايجابيا" لأنه تمحور حول المبادئ المتمثلة في وحدة سوريا، وأن السوريين هم من يقررون مستقبلهم ، متسائلاَ "كيف يمكن أن تنفذ هذا الإعلان " أعتقد أننا سنرى "أستانا 2" وما إلى ذلك".
يشار إلى أن انطلق اجتماع أستانا امس، بحضور خبراء من روسيا وتركيا وإيران والأردن ، واستمر نحو 6 ساعات ، وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على اتخاذ إجراءات خاصة لتشكيل آلية الرقابة الثلاثة على الهدنة والتي أصبحت جاهزة بنسبة 90 %.
وسبق ان عقدت مفاوضات سلام سورية الشهر الماضي، برعاية إيرانية تركية روسية، في العاصمة أستانا، وتم الخروج ببيان ختامي تضمن عدة بنود أبرزها إنشاء آلية للرقابة على الهدنة في سوريا ورفض الحل العسكري والإسراع في استئناف المفاوضات المقبلة بجنيف.
ونفى الأسد أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا قد "مات"، لكنه شدد على أن مسار السلام في سوريا لا يتعلق بشكل أساسي بعملية أستانا بل يرتبط بـ "وقف تدفق الإرهابيين إلى سوريا.
وبدأ اتفاق وقف إطلاق نار في سوريا، والذي استثنى تنظيمي "داعش" و "النصرة"، منذ 29 ديسمبر الماضي, برعاية روسية تركية ، الا ان الهدنة شهدت خروقات في عدة مناطق ، وسط تبادل للتهم بين الحكومة السورية والمعارضة ، الا ان الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران لنظام الهدنة اتفقت في مفاوضات أستانا في (23 - 24) يناير الماضي على إنشاء آلية ثلاثية للرقابة على وقف إطلاق النار .
من جانب آخر وصف الرئيس السوري تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء الأولوية لقتال المتشددين وعلى رأسهم تنظيم "داعش" بأنه أمر "واعد" لكن من السابق لأوانه توقع أي خطوات عملية.
واعتبر الأسد التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بأنه سيكون "إيجابيا" لباقي أنحاء العالم بما في ذلك سوريا.
وجعل ترامب هزيمة "داعش" هدفا محوريا لرئاسته، ووقع أمرا تنفيذيا يطلب من وزارة الدفاع الأمريكية وقادة الأركان المشتركة وضع خطة أولية للتقدم في هذا السبيل في غضون 30 يوما.
واتهم الرئيس الأسد، الاتحاد الأوروبي بدعم إرهابيين منذ بدء الأزمة السورية "، مشترطا عليه اتخاذ موقف واضح من سيادة سوريا من اجل المشاركة في إعادة الإعمار.
وأوضح الرئيس الأسد أن "الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهابيين في سوريا منذ البداية ، والإرهابيين لا يحظون بأي دعم شعبي في بلادنا ، وإنما يتمتعون فقط بدعم الأوروبيين ودول الخليج".
وبين الأسد أنه "لا يمكن لمن دعم الإرهابيين أن يشارك في التدمير والبناء في وقت واحد، وينبغي أن يتخذوا موقفا واضحا جدا فيما يتعلق بسيادة سوريا، وأن يتوقفوا عن دعم الإرهابيين.. عندها يمكن وأقول يمكن أن يقبل السوريون أن تلعب تلك الدول دورا في إعادة بناء سوريا".
وكان الأسد استقبل أمس وفدا بلجيكيا، وأشار خلال اللقاء إلى أن معظم الدول الأوروبية قامت بتقديم الدعم "لتنظيمات مارست مختلف أنواع الإرهاب بحق السوريين"، كما انتهجت "سياسة غير واقعية"، منذ بداية الحرب في سوريا.