غزة 30 ديسمبر 2016 / تزين المجسمات والهدايا والأشجار والأنوار الخاصة بالاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية واجهات المحال التجارية في قطاع غزة بكثافة أملا في جذب الزبائن وزيادة المبيعات.
وعمد أصحاب المحال التجارية في شارع (عمر المختار) الرئيسي وسط مدينة غزة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى إبراز ما لديهم من بضائع وهدايا لاستغلال المناسبة في تعويض الركود الاقتصادي الحاد الذي يعانيه القطاع.
وتتصدر هدايا تركز على أشكال متنوعة لبابا نويل (سانتا كلوز) وعربته الشهيرة، وقلوب أسفنجية حمراء كتب عليها (رأس سنة سعيدة) واجهة أحد المحال التجارية الكبرى في غزة.
ويقول موظف مبيعات في المحل التجاري محمد عجور لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن مناسبة ليلة رأس السنة تعد بمثابة موسم تجاري مهم لهم لما تحمله من إقبال على شراء الهدايا من مختلف شرائح المجتمع.
ويوضح عجور، أن أكثر الهدايا ذات الإقبال من الزبائن هي هدايا المرتبطة بمناسبة ليلة رأس السنة مثل أزياء وقبعات بابا نويل، ومجسمات التهنئة بحلول العام الجديد.
وضمن أقسام المحل التجاري خصص القائمون عليه قسما خاصا لالتقاط الصور الفوتوغرافية مع شجرة ضخمة لعيد الميلاد مزينة بالأضواء.
ويقول المصور الفوتوغرافي الشاب إبراهيم فرج ل((شينخوا))، إن هذه الخطوة تستهدف إتاحة المجال أمام الزبائن لتوثيق مناسبة ليلة رأس السنة واستقبال عام جديد.
ويضيف فرج، أن التقاط صور للعائلات مجتمعة بجانب شجرة الميلاد أو بأزياء وقبعات بابا نويل وجدت إقبالا واستحسانا من الزبائن احتفاء بالمناسبة السنوية.
وبموازاة ذلك تستغل محلات بيع الملابس والإكسسوارات والعطور المناسبة في إبراز بضائعها مع طغيان كبير للون الأحمر على المعروض منها.
كما أطلقت مطاعم وفنادق قطاع غزة حملات إعلانات لعروض خاصة تستهدف الزبائن لقضاء أمسية رأس السنة.
لكن هذه الأمسيات ستقام قبل يوم من حلول رأس السنة بسبب قرار من وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس بمنع إقامة احتفالات ليلة رأس السنة بدعوى أنها "تقليد غربي ينافي تعاليم الدين الإسلامي".
ويقول رئيس هيئة المطاعم والفنادق والخدمات السياحية في غزة صلاح أبو حصيرة ل((شينخوا))، إنه "تم إبلاغنا بشكل رسمي بمنع تنظيم حفلات أو أمسيات فنية في ليلة رأس السنة ".
ويضيف أبو حصيرة، أن "المطاعم والفنادق ستلجأ بسبب هذا القرار إلى تنظيم وجبات عشاء بنظام البوفيه المفتوح، فيما من يود منها إقامة حفلات فنية فإن ذلك يتم قبل 24 ساعة من المناسبة".
ويؤكد أن "الفنادق والمطاعم السياحية تنتعش عند استغلال المناسبات الموسمية مثل ليلة رأس السنة في ظل الحصار الإسرائيلي والركود الاقتصادي الحاد، وبالتالي منع إقامة حفلات يؤثر سلبا عليها".
ويشير أبو حصيرة، إلى أن قرار منع الاحتفال بالمناسبة "يضاعف مصاعب المنشآت السياحية في قطاع غزة التي حمل العام المنقضي مزيدا من التدهور في عملها في ظل تشديد عزلة القطاع وانقطاعه عن الخارج".
ويبلغ إجمالي عدد المنشآت السياحية في قطاع غزة 109 موزعة بين فنادق ومطاعم ومنتجعات سياحية فيما يتكبد أصحابها خسائر سنوية تتراوح بين 5 إلى 6 ملايين دولار أمريكي سنويا بحسب أبو حصيرة.
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
واعتادت وزارة الداخلية في غزة سنويا منع الاحتفال بليلة رأس السنة وهو ما يقابل بانتقادات حقوقية باعتبار أن ذلك "تقييد للحريات العامة وأمر ينطلق من اعتبارات أيدلوجية".