القاهرة 28 ديسمبر 2016 / اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط اليوم (الأربعاء)، أن "حل الدولتين أوشك أن يصبح حلما مستحيلا بسبب سياسات الاستيطان الإسرائيلي التي تسارعت وتيرتها بصورة مسعورة"،معتبرا أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير جاء "إنقاذا لحل الدولتين".
وأقر مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي قرارا مناهضا للاستيطان بعد موافقة 14 دولة وامتناع الولايات المتحدة الامريكية عن استخدم حق النقض "الفيتو" ، ما أتاح صدور مثل هذا القرار لأول مرة منذ عام 1979.
وتم التصويت على القرار بطلب من أربع دول هي السنغال وماليزيا وفنزويلا ونيوزيلندا.
ووجه أبوالغيط ، بحسب بيان للجامعة ، " خطابات شخصية باسمه تحمل الشكر والتقدير لوزراء خارجية كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن، التي قامت بالتصويت لصالح هذا القرار، الذي يطالب بوقف فوري وكامل للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، ويعتبر جميع المستوطنات التي قامت إسرائيل ببنائها على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية وتمثل خرقا للقانون الدولي".
وعبر الأمين العام في خطاباته عن " امتنان الجامعة العربية للموقف الشجاع الذي اتخذته هذه الدول بمساندة القرار، وبما أفضى في النهاية إلى حالة من الإجماع الدولي غير المسبوق لإدانة الاستيطان والدعوة إلى وقفه؛ انقاذا لحل الدولتين الذي أوشك أن يصبح حلما مستحيلا بسبب سياسات الاستيطان الإسرائيلي التي تسارعت وتيرتها بصورة مسعورة في الآونة الأخيرة".
وجاء موقف أبوالغيط في مقابل موقف اسرائيل التي أعربت عن غضبها من الدول التي صوتت لصالح القرار، واستدعت سفراء غالبية هذه الدول بتل أبيب.
واعتبر أبوالغيط القرار "وقفة صادقة من المجتمع الدولي تعكس رفض هذه السياسات (الاسرائيلية) وشجبها، فضلا عن تحميل الطرف الإسرائيلي مسئولياته عن تعطل العملية السياسية واستمرار النزاع من دون حل، بما يهدد الاستقرار في المنطقة والعالم".
ورأى أبوالغيط أن قرار مجلس الأمن " خطوة أولى ضرورية نحو استئناف العملية السلمية انطلاقا من مبدأ الأرض مقابل السلام، وعلى أساس المبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية ذات الصلة".
وتمنى أن يتواصل الإجماع الدولي الرافض للسياسات الإسرائيلية خلال الفترة القادمة، وأن يتكلل بالإعلان عن محددات ومرجعيات التسوية النهائية خلال مؤتمر باريس الدولي للسلام المزمع عقده منتصف يناير المقبل.
وشدد على " أنه لا ينبغي تفويت الفرصة التي ولدها الزخم الإيجابي الحالي، ويتعين العمل بكل سبيل ممكن من أجل التوصل إلى تسوية شاملة ونهائية تقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".