الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: عقلانية الدبلوماسية الصينية

2016:12:27.17:43    حجم الخط    اطبع

أعادت الصين علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية ساوتومي في 26 ديسمبر الجاري، بعد إنقطاعها لـقرابة 20 سنة. وكانت جمهورية ساوتومي قد أعلنت قبل أيام عن قطع ما أسمته بـ علاقاتها "الدبلوماسية" بتايوان. وقد أثار قطع ساوتومي علاقاتها بتايوان وتأسيس علاقت دبلوماسية مع الصين ردود فعل قوية من وسائل الإعلام الغربية.

لكن وسائل الإعلام الغربية لم تعتبر ذلك شيئا معزولا، بل تحدثت أيضا عن أسف جمهورية منغوليا عن إستضافة الدلاي لاما، وعن عدم دعوتها للدلاي لاما في المستقبل. كما تعهد حكومة جمهورية منغوليا بعد السماح للدلاي لاما بزيارتها في إطار قنوات دينية خلال فترة الحكومة الحالية. في ذات السياق، أعلنت النرويج مؤخرا عن إحترامها للمصالح الجوهرية الصينية وعن عدم رغبتها في دعم التحركات المضرّة بالمصالح الجوهرية الصينية، وقالت بأن ستعمل قدر الإمكان على تجنب مختلف الأعمال التي تضر بالعلاقات بين البلدين. ووصفت وسائل الإعلام الأمريكية ذلك بـأن الدبلوماسية الصين قد ضربت 3 عصافير بحجر واحد.

وإعتبرت ذلك نجاحا للدبلوماسية الصينية. حيث نجحت الصين في معالجة قضايا دبلوماسية مع 3 دول من 3 قارات بأوضاع وخلفيات مختلفة، وإستطاعت حماية مصالحها الوطنية، ووضعت أسسا قوية لتنمية العلاقات الثنائية.

لكن من المؤسف أن وسائل الإعلام قد وصفت مواقف الدول الثلاثة على أنه "خضوع" للصين، ورأت بعض وسائل الإعلام أن موقف النرويج قد أضر كثيرا بصورتها في "حماية حقوق الإنسان"، أما مايدعو للسخرية، فهو حديث وسائل الإعلام الغربية عن إعتماد الصين وسائل إقتصادية لتحقيق أهداف دبلوماسية، بل إن بعض وسائل الإعلام ذهبت للقول بأن المغريات الإقتصادية الصينية من الصعب أن ترفضها حتى الدول المتقدمة.

وفي الوقت الذي تنظر فيه الدول الغربية بغبطة لما تفعله الصين، تتجاهل عقلانية الدبلوماسية الصينية في التعامل مع القضايا.

تحظى وحدة الأراضي الصينية بحماية القانون الدولي. حيث يمنع الفصل الثاني من "ميثاق الأمم المتحدة"، إنتهاك وحدة أراضي والإستقلال السياسي للدول الأعضاء. وكان الإجتماع الـ 26 للأمم المتحدة في أكتوبر 1971 قد مرر القرار رقم 2758 الذي نصّ على أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الممثل الوحيد للصين. لذا، فإن قطع ساوتومي لعلاقاتها مع تايوان يعد قرارا صائبا للعودة إلى مبدأ الصين الواحدة. كما تتمسك جمهورية منغوليا بسياسة الصين الواحدة، وتحترم وحدة تراب الصين. من جهة أخرى، تتمسك النرويج أيضا بسياسة الصين الواحدة وتحترم المصالح الجوهرية للصين، وتعتبر ذلك أساسا سياسيا لتطوير العلاقات الثنائية.

الإحترام المتبادل والمصالح المتبادلة وغيرها من المبادئ باتت شروطا ضرورية للنمط الجديد من العلاقات الدولية. كما تعد المعاملة الندية أساس التعايش بين الدول في الوقت الحالي، فكل دولة لديها الحق في إختيار طريق التنمية والأفكار التي تريد. والعلاقات بين الصين والنرويج لا تندرج ضمن الضغط والإخضاع، وإنما عودة البلدين إلى الطريق الطبيعي من خلال الإحترام المتبادل والمفاوضات.

من جهة ثانية، على الدول الغربية أن تتأقلم مع واقع تطور جاذبية وتأثير الصين. فقد لفتت التنمية الصينية إنتباه العالم خلال السنوات الأخيرة، وباتت العديد من الدول تنظر لذلك على أنه فرص وليس تحديات، كما غدت مختلف الدول تحاول أن تستفيد من قطار التنمية الصينية، ولاترغب في مبادلتها العداء، الذي يضر بمصالحها. وهناك عدة دول إتخذت قرارات ذكية، بعد أن وازنت المكاسب والأضرار، والصين لم تجبر أي طرف على التعاون معها.

تتمسك الصين بحماية مصالحها الجوهرية ومشاغلها الرئيسية، لذلك ستحافظ الدبلوماسية الصينية على طابعها الإيجابي والواقعي، لكنها لن تلجأ إلى الهجوم. ويمكن تلخيص علاقة الصين بالدول الثلاثة المذكورة في المقولة الصينية القديمة التي تقول، من يقف مع العدالة يكسب الدعم من الآخرين، ومن يظلم، يفقد دعمهم.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×